ما «الجديد» في بيان «المجموعة المصغرة» حول سورية؟
عماد طحان عماد طحان

ما «الجديد» في بيان «المجموعة المصغرة» حول سورية؟

نشرت الخارجية الأمريكية يوم أمس 22 من الجاري على موقعها الرسمي، بياناً مشتركاً صادراً عن «المجموعة المصغرة» الغربية حول سورية: (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، السعودية، الأردن، مصر).

وإذا كانت لغة البيان مشابهة للغة البيانات السابقة إلى حد بعيد، فإنّ ما يمكن تسجيله كـ«جديد» ضمن البيان الأخير -وفق ما نعتقد- هو الأمور التالية:

أولاً: لم نسمع شيئاً عن المجموعة المصغرة منذ أشهر عديدة، حتى كاد المرء ينسى وجودها. وتعود الآن قبل أيام من اجتماع أستانا القادم، فيما يبدو أنه مجرد تأكيد من المصغرة أنها «ما زالت على قيد الحياة».

ثانياً: يبدو لافتاً تعامل المصغرة مع 2254 على أنه «دستور+انتخابات» وفقط... اللافت أكثر هو أنه يجب «أن يكون النازحون داخلياً واللاجئون ومن هم في الشتات قادرين على المشاركة». والذي يعني في العمق، لا الدفاع عن حقوق كل السوريين في المشاركة في انتخابات حرة ونزيهة، بل يعني بالضبط أنّ عملية الانتخابات ينبغي أن تجري ضمن ظروف يبقى فيها «النازحون داخلياً واللاجئون ومن هم في الشتات» نازحين ولاجئين وفي الشتات... أي أنّ الانتخابات (من وجهة نظر المصغرة)، ينبغي أن تجري قبل أي عودة للاجئين، وطبعاً قبل إعادة الإعمار، وكذلك قبل إنشاء جسم الحكم الانتقالي، بل وحتى قبل الدستور الجديد... وأهم من ذلك ينبغي أن تجري في بلاد مقسمة في الداخل، ومقسمة بين الداخل والخارج.

ثالثاً: انتخابات من النوع سالف الذكر، هي أمر مستعجل بالنسبة للمتشددين في الطرفين، ومن شأنها أن تنتج برلمانين أو أكثر، ورئيسين أو أكثر... ودولتين أو أكثر ضمن الدولة الواحدة... (ينبغي أن نتذكر أنّ ضمن المعارضة من بات يتحدث علناً عن «الحاجة إلى منظومة دستورية في «المناطق المحررة»، وقانون أحزاب...وإلخ».

رابعاً: الملفت للنظر أيضاً ضمن البيان هو القول: «نعرب عن قلقنا العميق إزاء التهديد الإرهابي في جنوب سوريا ونلتزم بدعم الجهود الإنسانية هناك». وهو القول الذي يحتاج إلى تفسير؛ فعن أي تهديد إرهابي تتحدث المصغرة؟ المؤكد في المسألة هو أنّ المصغرة تبحث عن دور لها في الجنوب السوري بعد أن فقدت قسماً كبيراً من أوراقها فيه منذ 2018، ولكن لا ينبغي أن نسقط من الاحتمالات، تخوفات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بالذات، من فشل محاولات التفجير المتتالية في الجنوب، والتي يساهم فيها بشكل نشط متشددون من الأطراف السورية المختلفة؛ فشل إشعال الجنوب، يعني أنّ تطبيق 2254 سيشمل تطبيق 242 و338...

آخر تعديل على الجمعة, 23 تشرين1/أكتوير 2020 19:05