مجدداً عن الأزمة الحضارية وتجاوز الرأسمالية (4)

في المقال السابق حاولنا الإشارة بشكل عام إلى دور التكنولوجيا «الذكية» وتوسعها في الأزمة الحضارية للرأسمالية، واحتمالية تحوّل الأخيرة نحو مجتمع طفيلي «رشيق» سيخلي المساحة من كل ما هو عقلاني في التاريخ البشري لصالح البربرية مغرقاً بها كل من هو لم يعد له حاجة ضمن «الطفيلية الرشيقة» المذكورة. ومجدداً، هذا السيناريو هو احتمال محكوم بتطوير المشروع الحضاري البديل على غير قواعد الإنتاج البضاعي الذي وحده قادر على إعادة ضخ أسس العقلانية/الإنسانية في التاريخ والمجتمع. وهنا نمر مجدداً على الملامح الرئيسية للمعادلة المركزية التي تحكم التشظي المؤسس للبربرية، وبعض جذورها في الفلسفة والعلم (والفن في المادة اللاحقة).

كانوا وكنا

كتبت افتتاحية «قاسيون» في نيسان 2008 بعنوان «الإضراب حق مشروع ضد الفقر ضد الجوع» إثر تصاعد الحركة العمالية المصرية. واعتبرت الافتتاحية هذا التحرك الشعبي العميق بهذا الاتساع مؤشراً على انفتاح الأفق التاريخي أمام الحركة الثورية الصاعدة في العالم كله. وكتبت الجريدة في ذكرى الجلاء إن الاحتفال بهذا اليوم سيبقى ناقصاً لأن جزءاً من تراب سورية محتل منذ عقود.

حان وقت الاشتراكية

يتواصل صدور الكتب التي تنتقد الرأسمالية وآثارها التي تشمل جميع نواحي الحياة من الاقتصاد والصحة إلى الحياة والمناخ. بل إن واحداً من المؤلفين الليبراليين السابقين صار اشتراكياً وقال: حان وقت الاشتراكية!

«رأس المال».. ماركس وبريخت على خشبةٍ واحدة في موسكو!

يعاد في موسكو هذه الأيام عرض مسرحية «رأس المال- Капитал»، التي عُرضت لأول مرة نهاية عام 2021، وتم ترشيحها عام 2023 لجائزة القناع الذهبي عن فئة «عروض الخشبة الصغيرة»، وكذلك عن فئة «أفضل ممثل». وتعتبر جائزة القناع الذهبي من أهم -إنْ لم تكن أهم- جائزة مسرحية في روسيا. كما حازت المسرحية العام الماضي على الجائزة الكبرى لمهرجان المسرح المفتوح في يكاتيرينبورغ.

روسيا بين العمل وحيدة و«الفرسان السود»

إنّ مفهوم «الفارس الأسود» قد تمّت تغطيته بشكل جيد في الأدبيات الخاصة بالعقوبات. المفهوم العام له أنّ دولة تستمر بالتعاون مع دولة مفروض عليها عقوبات – رغم العقوبات. في نهاية المطاف يساعد هذا الدولة المعاقبة على التأقلم مع الوضع، ويقلص الأضرار الناجمة عن القيود ويعينها على تخطي عواقب العزلة عن اقتصادات الدول التي فرضت العقوبات.

انطلاقاً من المصلحة: الجنوب العالمي يبتعد عن الغرب

إذا استثنينا بعض دول الجنوب العالمي التي لا تزال مصالح نخبها الحاكمة مرتبطة بمصالح الغرب بطريقة مدمرة لهذه الدول – كما هو الحال في سورية – فتعميق العلاقات الاقتصادية مع الدول الصاعدة والنهج العملي في اختيار الشركاء يثبت أنّ هذه الدول – رغم تاريخ بعضها المرتبط بشكل كبير بالأمريكيين مثل رابطة آسيان – قادرة على السعي بشكل مستقل إلى تحقيق مصالحها. التركيز على الأرقام التجارية بين الصين وبعض دول الجنوب العالمي سيعطينا فكرة مناسبة هنا، ولهذا إليكم أهمّ ما جاء في مقال للسنغافوري ما كايشو، الباحث في جامعة فودان الصينية.

ضربات جديدة للدولار الأمريكي

الدور الذي لعبه الدولار الأمريكي في التجارة العالمية يتراجع، وتبدو الدول أكثر استعداداً للاستغناء عنه بسبب الانعكاسات الإيجابية لذلك على اقتصاداتها، فلا يمر يوم إلا وتتداول وسائل الإعلام خبراً جديداً عن صفقة غير دولارية جديدة، فإلى جانب الصين وروسيا والهند تتوسع القائمة لتشمل دولاً، مثل: السعودية ومصر والبرازيل وفرنسا وكينيا وغيرها.