اختفاء ثم ارتفاع سعري... سيناريو حليب الأطفال فقد عنصر المفاجأة!
يعتبر سيناريو ندرة وفقدان حليب الأطفال من السيناريوهات التي اعتاد السوريون على تكراراها بين الحين والآخر، لكن مع اختلاف في مدة فقدانه وندرته، بحسب أنواعه ومصدره، وفي نسبة الارتفاع السعري عليه بعد توفره، حرصاً من الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية على متعة المشاهدة وعدم فقدان عنصر التشويق فيها، على حساب الأسر ومن جيوبها، كما على حساب صحة الأطفال الرضع، بل وربما على حساب بقائهم على قيد الحياة!
فبمشهد متكرر فقد عنصر المفاجأة، عانت الأسواق خلال الأشهر القليلة الماضية من ندرة توفر حليب الأطفال (نان1 ونان2) في الصيدليات مجدداً، وصولاً إلى انقطاع توريد هذه الأصناف، مما خلق فوضى سعرية عليها، وزاد من معدلات الاستغلال فيها!
15% فقط نسبة الزيادة السعرية!
كشف نقيب الصيادلة في محافظة اللاذقية، الدكتور «فراس بركات»، عبر صحيفة الوحدة بتاريخ 16/4/2024، عن ارتفاع سعر علبة حليب الأطفال لتصل إلى 115 ألف ليرة، بدلاً من 100 ألف، مبيناً أن «المواطن يحتاج إلى قليل من الوقت كي يلمس توافر المادة في الصيدليات بعد الرفع الجديد لسعرها»!
في السياق ذاته صرح رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق حسن ديروان عن صدور قرار برفع سعر حليب الأطفال «نان 1 – نان 2» إلى 115 ألف ليرة سورية للعبوة الواحدة المبيعة في الصيدليات، بزيادة 15 ألف ليرة على نشرة الأسعار السابقة، مع بقاء أسعار بقية الأصناف الدوائية كما هي حسب النشرات الرسمية!
وعلى الرغم من صدور النشرة السعرية الجديدة بواقع زيادة بنسبة 15% على أصناف حليب أطفال المذكورة أعلاه، إلا أنها لم تتوفر بالكم الكافي وبما يغطي الاحتياجات ويحد من معدلات الاستغلال!
فواقع الحال يقول إن ذريعة عدم التوفر والندرة ما زالت تفعل فعلها من أجل استغلال الحاجة لجني المزيد من الأرباح، سواء من قبل المستوردين والمستودعات، أو من قبل بعض الصيدليات!
المشكلة الأكبر!
المشكلة لا تكمن في ارتفاع الأسعار المتكرر الذي أثقل كاهل الأسرة فقط، بل بندرة وانقطاع توريد بعض أصناف حليب الأطفال بحد ذاته، الذي يجبر الأهل في بعض الأحيان على استبدال أنواع أخرى من الحليب بالحليب المخصص لطفلهم، والذي من الممكن ألّا يتقبله، أو يسبب له مشكلات صحية، كالحساسية والمشكلات الهضمية!
فبالنسبة إلى الطفل الرضيع، وخاصة في الأشهر الأربعة الأولى من عمره، فلا بديل له عن حليب الأم سوى الحليب الصناعي المخصص للرضع، ومع تكرار مسلسل الانقطاع والرفع ازدادت المشاكل على الأسرة، إذ وجدت نفسها تحت وطأة استغلال كبير زاد من أعبائها في سبيل تأمين علبة حليب لرضيعها تكفيه لمدة أسبوع واحد فقط وبأسعار خيالية!
وقد لجأت بعض الأسر مضطرة إلى خلط كمية قليلة من الحليب مع ماء الأرز، وبعضها الآخر اعتمد على حليب الأبقار أو الماعز الممدد، رغم ما تسببه هذه البدائل من مشاكل صحية للطفل الرضيع، إلا أن بعض الأسر كانت مجبرة عليها!
هذا الواقع السيّئ بين التقنين بالتوزيع وصولاً لانقطاع المادة، والمتحكم به من قبل المستوردين والمستودعات وبعض الصيدليات، تُدفع ضريبته من صحة الأطفال وسلامتهم بسبب تغيير أنواع الحليب المتكرر، ومن جيوب ذويهم، خاصة مع التكلفة الشهرية الإجمالية الكبيرة التي يتكبدونها إثر الارتفاع المتتالي للأسعار دون سقوف!
السيناريو المتكرر!
بات من المعتاد أن زيادة سعر حليب الأطفال هو المهماز لتبرير الزيادة على أسعار جميع أصناف الأدوية تباعاً!
فالمعنيون والمتحكمون بسوق الأدوية من المستغلين، منتجين محليين ومستوردين وأصحاب مستودعات، أتقنوا سيناريو الثلاثية (ندرة وفقدان- رفع أسعار- توفر نسبي)، وذلك ليس على مستوى حليب الأطفال بأنواعه وأصنافه فقط، بل ولغالبية الأصناف الدوائية، مع تجاوب وزارة الصحة مع هذا السيناريو المكرر، الذي تكون نتيجته صدور نشرات سعرية جديدة رسمية تتضمن زيادة في الأسعار بين الحين والآخر، والتي لا تبررها في الكثير من الأحيان ذرائع زيادة التكاليف أو تذبذب سعر الصرف!
ولعله من المتوقع خلال الفترة القريبة القادمة أن نشهد صدور نشرة سعرية للأدوية وفقاً للسيناريو الممجوج أعلاه!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1171