مجدداً عن الأزمة الحضارية وتجاوز الرأسمالية (5)

في المواد السابقة حاولنا التأكيد على أن الأزمة التي قادت لها الرأسمالية في نسختها الراهنة كنتيجة منطقية لقوانين عمل الرأسمالية، هي ازمة نمط حياة شامل يعكس علاقة الإنسان بالعام (وضمنا الطبيعة) وموقفه منه ومن نفسه (وغيره) ككائن. هي أزمة حضارة. والرد عليها يكون بتصور وبناء حضارة نقيضة لأسس الرأسمالية كنمط إنتاج سلعي- استهلاكي، والمؤسس للتغريب كجوهر الأزمة الحضارية وتداعياتها الاجتماعية والعقلية- النفسية والطبيعية. وهذا ما ليس مطروحاً اليوم كمشروع أممي، كرد على «عالمية الرأسمالية». وهنا نحاول تلمس بعض عناوين الأزمة ونقيضها في طروحات الجدلية وفي الفن، وتحديداً المسرحي والشاعر بيرتولد بريخت.

كانوا وكنا

تحقق جلاء الاستعمار والاحتلال الأجنبي عن سورية عام 1946 نتيجة نضال الشعب السوري بمختلف فئاته وطبقاته خلال انتفاضة الجلاء التي شملت جميع أنحاء البلاد عام 1945 ودور الاتحاد السوفييتي الذي أيد نضال الشعبين السوري واللبناني. في الصورة: ذكرى أول عيد لجلاء الاستعمار الفرنسي في عفرين.

أنواع المادية التاريخية!

في هذا العالم الذي يشتعل بالأزمات الرأسمالية، لا يزال صوت البعض من مهزومي القرن الماضي يسمم بعض الساحات الإعلامية.

كَبُرت الطاحونة وأصبحت بلاداً!

شهدت سنوات الأزمة الأولى في سورية أحداثاً كثيفة ومتسارعة وصادمة لشرائح واسعة من المجتمع السوري، وحتى عام 2018، كانت أغلب هذه الأحداث عسكريّة الطابع وتصعيديّة إلى حدّ بعيد، لكنّ ما بعد ذلك فقد تربّعت الكارثة الاقتصادية على عرش المشهد، وبين هذه وتلك دارت طاحونة الأزمات دون مستقرٍ لها، وكان لذلك تجليّاته على نَفَس السوريين الذي تقلّب ما بين التفاؤل حيناً، والتشاؤم حيناً أخر، وعلى سلوكهم الذي انتقل من حال إلى حال أيضاً.

هل تنتحر الصين اقتصادياً؟

نُشرت مؤخراً سلسلة من التقارير والأبحاث الغربية التي تزعم بأنّ الاقتصاد الصيني سيفقد معدلات نموه خلال عقد، وسيقع في مصيدة «الدخل المتوسط» وينهار. صدرت أشهر هذه التقارير عن صندوق النقد الدولي وغولدمان ساكس وبلاك روك. إليكم أهمّ ما جاء في مقال بحثي طويل للو سيي، الباحث الأستاذ في مؤسسة جامعة تشونغيانغ للعلوم المالية، والذي يبحث الذرائع التي استندت إليها هذه التقارير، ويصل إلى نتيجة مفادها: الطريقة الوحيدة لحدوث ذلك أن تنتحر الصين اقتصادياً.

إفريقيا تسهّل قيام عالم متعدد الأقطاب

سرّع الصراع العسكري بين روسيا والغرب- في أوكرانيا- حدوث بعض التغييرات الهامة للغاية في الاقتصاد السياسي الدولي. ففي الوقت الذي دفع فيه هذا الصراع أوروبا– التي تؤدي أعمالها تحت ضغط هائل من الولايات المتحدة– إلى وقف شرائها للنفط والغاز من روسيا، وسمح ذلك أيضاً لروسيا بتحويل مواردها، المادية وغير المادية، إلى مناطق كانت في السابق على هامش قائمة أولوياتها. بعبارة أخرى، بينما اعتقد الغرب أنّه سيكون قادراً على «عزل» روسيا عن طريق قطعها عن أوروبا، أدّى هذا «الارتداد» إلى دخول كبير ومظفر لروسيا في أماكن أخرى من العالم. يتجلى هذا بشكل واضح وكبير جداً في إفريقيا، حيث تبرز موسكو اليوم كلاعب كبير. خلال القمة الروسية الإفريقية التي عقدت مؤخراً في موسكو، قام فلاديمير بوتين بالتأكيد على أنّ موسكو قد أعادت توجيه بوصلة أولوياتها ناحية القارة الإفريقية.

«محاكمة ترامب» وموجة تصعيد جديدة

أنهى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أولى جلسات المحكمة بعد توجيه 34 تهمة جنائية بحقه، وانطلق بعدها إلى فلوريدا ليلقي خطاباً أمام أنصاره في منتجع مار لاغو، وبالرغم من أن المحكمة لم تطلق حكمها النهائي بعد، إلّا أن ترامب بدا مرتاحاً لسير الجلسة الأولى، التي ربما تلعب دوراً ملحوظاً في الانتخابات الرئاسية القادمة.