أمنية

أمنية

 للوهلة الأولى ظننته شهاباً فسارعت إلى اختيار أمنيتي..!!

كثيرة ٌ هي الأحلام التي لم نستطع أن نخطو خطواتها الأولى، فظلت مجرد أمنيات تنتظر شهبها، أو أية لعبة أخرى من تلك التي اعتدنا تعليق أمنياتنا عليها، ومنها لعبة الشهب هذه، لكن مايميز هذه اللعبة عن غيرها الشرط الوحيد الذي يزداد صعوبة ً مع مرور الأيام والسنين وتراكم الأماني.. فللشهب أمنية ٌ واحدة فقط، وانتقاء أمنيتك «المفضلة» كان يستحيل يوماً بعد يوم مع تراكم الأمنيات وتشابكها.
 ربما بات تحقيق هذا الشرط أكثر سهولة في أيامنا هذه لكثرة الأحلام المتلاشية تدريجياً مع خفوت تناقضات الحياة الطبيعية وهمومها المعتادة وتراجع احتمالاتها, فرغبتي برؤية البيت الذي ترعرعت فيه تقدمت على أمنيتي بانتقاء منزل طالما رسمت في مخيلتي غرفه وأركانه, والهاجس بالعودة إلى منزلي سالماً لم يترك حيزاً لحلمي بامتلاك تلك السيارة الفارهة..! ولم أعد أفكر صراحة ً بالوظيفة الحلم, وأنا أنتظر ربطة الخبز في طوابير الأفران المكتظة.
ومع ندرة الأمنيات وفقرها، عدت لأنظر إلى السماء، منتظراً ذلك  الضوء الذي أستطيع من خلاله ممارسة لعبتي مع ما تبقى في جعبتي من أمنيات قليلة، أو ربما لأتمنى أمنيتي «الوحيدة..». في تلك الليلة رأيت الضوء وسارعت بإطلاق أمنيتي، وتمنيت لو أصبت الظن، تمنيت لو كان ذاك الضوء شهباً وليس «ضوء قذيفة..!!».