زيادة أم... شراكة
ارتقع سعر الدواء في سورية 50% فقط كانت كافية جداً لتغمر السعادة أصحاب الصيدليات والمعامل ليفرجوا عن الدواء المفقود من مستودعاتهم وبالسعر الجديد وبصلاحية لا تتجاوز سنة واحدة، وهنا مربط الحصان.
ارتقع سعر الدواء في سورية 50% فقط كانت كافية جداً لتغمر السعادة أصحاب الصيدليات والمعامل ليفرجوا عن الدواء المفقود من مستودعاتهم وبالسعر الجديد وبصلاحية لا تتجاوز سنة واحدة، وهنا مربط الحصان.
لم تكن انتشار الأوبئة، وفقدان بعض الأدوية من الأسواق، وشح البدائل، وصعوبة تأمين الأدوية لبعض المناطق الساخنة، المشاكل الوحيدة التي عانى منها قطاع الصحة السوري، خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ 5 سنوات. مؤخراً طفت على السطح أحاديث عن دخول أدوية مهربة، وأخرى تطرح دون علم الوزارة في الأسواق، وأنواع تباع في الصيدليات قد تكون قاتلة أو مزورة.
حسب إحصائيات وزارة الصحة وصل عدد الإصابات في الربع الأول من هذا العام في اللشمانيا الجلدية إلى 16545 حالة غالبيتها في حلب، وفي التهاب الكبد الوبائي إلى 707 حالات غالبيتها في اللاذقية، وفي التدرن (السّل) إلى 538 حالة غالبيتها في دمشق، هذا وتليها أمراض كالإسهال الحاد الذي وصل إلى 43891 حالة غالبيتها في الحسكة، وغيرها من الأمراض كالانفلونزا والحمى التيفية والمالطية، واللشمانيا الحشوية والنكاف والسعال الديكي، والحصبة والتهاب السحايا الجرثومي.
منذ مدة نقلتُ والدي العجوز إلى المشفى الوطني في اللاذقية بقصد العلاج إثر غيبوبة مفاجئة ألمّت به. ولدى وصولنا إلى قسم الإسعاف وإجراء الفحوصات الأولية تبين أنه يشتبه إصابته بجلطة دماغية والأمر يحتاج إلى تصوير طبقي محوري. وعلينا الاختيار بين أمرين، إما الذهاب إلى عيادة خاصة ودفع مبلغ عشرة آلاف ليرة، أو التوجه إلى مشفى الأسد الجامعي والحصول على موافقة من أجل التصوير، فالجهاز لدى المشفى الوطني معطّل!
تستطيع الحكومات والبشر تعويض الخسارات المادية. كما يمكن إعادة إعمار أي مكان مهما كان حجم الدمار كبيراً. لكن من يستطيع أن يعيد بناء شعب، بناء إنسان تعبت سورية كثيراً حتى أوصلته إلى ما أصبح عليه. عقول بشرية كثيرة خسرتها سورية كل سورية. احتاجت عشرات السنوات حتى بنته. واليوم أصبح مهجراً ولاجئاً.
مازال قطاع الأدوية في سورية يعاني من عدة مشاكل عاصرت الأزمة الأمنية والاقتصادية، بالإضافة إلى مشاكل جديدة طرأت مؤخراً، وذلك رغم الوعود الحكومية بحل القضية، من أهم المشاكل التي يتعرض لها قطاع الأدوية، هو تكرار فقدان بعض الأصناف من الأسواق، وسط تحذيرات جديدة من وجود أنواع مزورة وذات تركيبة غير مفيدة، إضافة إلى تجارة بعض الصيادلة بالأدوية المخدرة وذات التأثير المنوم بأسعار مرتفعة.
بناءً على شكاوى شفهية مقدمة من العاملين في المشفى الوطنيّ في السويداء بحق قسم الإسعاف المركزيّ، ومطبخ المشفى ودائرة الجاهزيّة في مديرية الصحة، زارت «قاسيون» مشفى السويداء الوطنيّ والتقت الكادر التمريضيّ الموجود في إحدى المناوبات للوقوف من كثب على جميع الأوضاع.
ارتبط ارتباطاً وثيقاً برائحة ياسمين دمشق، وكان أحد رموزها المعبرة عن نضارتها وخضرتها وخصوبتها، نهر «بردى» الذي كان يغذي دمشق بمياه الشرب على مر السنين، أصبح اليوم بنظر الكثيرين من سكان العاصمة السورية «مبعثاً للروائح الكريهة والحشرات، وبعض فروعه تهدد بأوبئة بيئية».