معلمو الصف بين الخوف.. والأمل
وافقت وزارة التربية والتعليم مؤخراً على تعيين عدد من الناجحين في كلية التربية شعبة معلم صف فئة أولى للفصل الأول للعام الجاري في مدارس محافظات دمشق وريفها والقنيطرة ودرعا والسويداء وحمص وحماة وحلب وإدلب واللاذقية.
وافقت وزارة التربية والتعليم مؤخراً على تعيين عدد من الناجحين في كلية التربية شعبة معلم صف فئة أولى للفصل الأول للعام الجاري في مدارس محافظات دمشق وريفها والقنيطرة ودرعا والسويداء وحمص وحماة وحلب وإدلب واللاذقية.
قد يدهشكم ما سيرد في هذه المادة، ولكن ثقوا أن هذه القصة جرت أحداثها في السنة السادسة من القرن الحادي والعشرين.
عند صدور القرارات التي أغلقت بموجبها معظم المعاهد المتوسطة في القطر، وخاصة تلك التي تخرج المدرسين المساعدين ومعلمي الصف، أوهمنا مصدرو هذه القرارات أنه قد أصبح عندنا فائضاً من المعلمين، ولم نعد بحاجة لتخريج المزيد منهم، لكننا بعد موسم أو موسمين دراسيين اكتشفنا أن المستور أعظم مما كنا نحسب، وما كان يُخطط له أعمق بكثير من توقعاتنا، ووجدنا أنفسنا أمام مشكلة كبيرة، لتكتشف سريعاً أننا عدنا نتيجة هذه القرارات خطوات واسعة إلى الوراء.. إلى الأيام التي كان التعليم فيها حكراً على الأغنياء وأبناء الذوات فقط، أما من لا يملك فهو وأولاده إلى جهنم وبئس المصير..
منذ شهر، طلاب كلية التربية الذين أنهوا دراستهم وتخرجوا منها، بقسميها معلم صف ورياض الأطفال تعرضوا لصدمة أثناء مراجعتهم مسؤولة مكتب تنسيق جامعة الفرات بوزارة التعليم العالي للحصول على مصدقة التخرج، حيث تبين أنّ علامات الدورة الثالثة من العام الدراسي 2011/2012 مفقودة وغير موجودة لدى مكتب التنسيق!.
ها هو ذا العام الدراسي يلملم شتاته استعداداً للرحيل، حتى كأنه لم يمر على تلامذة البوكمال إلا بالشيء القليل جداً، وبفائدة تعليمية تكاد لا تذكر، مائة وثمانون يوماً هي أيام العام الدراسي الفعلية في جميع مدارس سورية، لكن لنَرَ ما هي الأيام التي داوم فيها معلمو ومعلمات مدراس البوكمال!! ففي إحدى المدارس بلغ عدد أيام غياب إحدى المعلمات ثمانين يوماً لغاية الآن، وفي مدرسة أخرى الأمر كذلك، وفي الأخريات ليس الحال بأحسن! فما هي الأسباب؟!
بعد أن خذلت كلية التربية طلابها بقرار عدم الالتزام عادت بقرارها وأعطتهم ذلك الحق لأنهم كانوا قد فاضلوا قبل قرار عدم الالتزام.