صحيح أن كأس العالم لكرة القدم يحيل عادةً لألعاب السيرك وتليين الأدمغة أكثر مما يفعله ازدهار الأفراد وما يمكننا توقعه من رياضةٍ ما، أي الازدهار المتكامل للكائنات البشرية. وفي حين يهتم المرء بها، فهو ينسى ما عداها. لكن يمكن للشغف الشعبي أحياناً أن يعبر عن أشياء أكثر أهمية. مارادونا بالنسبة للأرجنتين، الطريقة التي تمكن بها الفتى ذو القدمين الذهبيتين من أن يترجم، على الرغم من أو بسبب سقطاته وسقطاته التالية، مجرى شعبٍ مذلول ورغبته في النهضة. المتعة التي يشعر المرء بها أمام إنجاز، الحيوية، البراعة.
لقد قدم زيدان وكل الفريق الفرنسي لفرنسا هذه اللحظات السحرية. كوبا تهتز للعبة البيلوتا، لكنها لا تعرف كرة القدم. يجري تعلم الرياضة الوطنية منذ الطفولة، ولأنني كنت في كوبا في العام 1998، أعرف إلى أي مدى تبقى كرة القدم غريبةً حتى الآن عن الكوبيين، فهم يجهلون إلى أية درجة تقنية وصل هذا الفريق، وكيف يأخذ كلٌّ مكانه في الوقت المناسب؛ لدرجة شل الخصم عملياً مثلما كانت عليه الحال مع البرازيل وفريقها من النجوم الفردانيين.