عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

دردشات هنيئاً لشبكة ART

الرأسمال وحش كاسر، وغول نهم لا يعرف الشبع، وأخطبوط ـ كلما نما ـ ازدادت أذرعه عدداً وطولاً. وليس ثمة قيم أو مبادىء أخلاقية وإنسانية أو وطنية، تردعه من مد أذرعه، إلى أي ميدان من ميادين الاستثمار والربح، مهما اتصف بأنه من  «المحرمات والدونية».

لقد تاجر رأس المال، بالمخدرات، وشكل مافيات عالمية، لنقلها إلى البلاد المستهلكة. تاجر بالدعارة وشكل عصابات واسعة لتغوي وتجبر فتيات من البلدان الاشتراكية السابقة التي باتت تعيش نعيم فقر الاقتصاد الليبرالي ـ على ممارستها في البلدان الغنية. تحت اسم فنانات، تاجر بالأطفال من الدول الفقيرة، وشكل شبكات لخطفهم أو شرائهم، ولنقلهم وبيعهم في أوروبا، للتبني أو للاستخدام الجنسي. تاجر بأعضاء جسم الإنسان، مع أطباء خانوا مبادئ مهنتهم الإنسانية. تاجروا بمواد غذائية فاسدة، غيروا تواريخ نهاية صلاحيتها، على حساب صحة الشعب. قاموا بأعمال التهريب بين البلدان، ضاربين عرض الحائط بمصالح اقتصادها الوطني.

ولا أنسى هنا ما ذكرته قاسيون من أن بعض تجار دمشق نقلوا عربة غورو من ميسلون إلى المرجة، ولا ما ذكرته الصحف ـ قبل حوالي سنة ـ من أن فلسطيني صاحب معمل إسمنت، يبيع إنتاج لإسرائيل، كي تبني به جدار الفصل العنصري.

إن الرأسماليين الذين يمارسون هذه التجارات المحرمة، لا يرف لهم جفن، ولهم شركاء مسؤولون وأصحاب نفوذ يسهلون لهم أعمالهم في الكثير من البلدان.

وقد امتدت أيادي الرأسمال منذ سنوات إلى حصرية بث مباريات كرة القدم لكأس العالم، لجني الأرباح الفاحشة، وحرمان مئات الملايين من عشاق هذه اللعبة، غير القادرين على الدفع من التمتع بها.

ففي إعلان نشرته صحيفة تشرين في 26/04 أكد السيد كنان العلبي، المدير الإقليمي للتوزيع والمبيعات، في شبكة تلفزيون العربي ART في سورية، في لقاء صحفي، حول «الحدث الأهم حالياً، وهو مباريات كأس العالم في ألمانيا، وإن شبكته هي الوحيدة التي تملك حقوق نقل جميع المباريات، وإن الدول العربية لم تقم بشراء هذه الحقوق...» وحذر من الوقوع في شرك البيع غير النظامي، وأكد على ضرورة الاشتراك النظامي في ART وخاصة أن الاشتراك المطروح مع شركة «ألو سوريا» أصبح بسعر مناسب كذا.. «ظناً منه أن سبعة آلاف ليرة سورية» مبلغ زهيد خص به المواطن السوري كرماً منه.

إلا أن الفنيين السوريين الأذكياء، مدوا لسانهم لعروض شبكات ART، وفكوا سر الشيفرة وعدلوا الريسيفرات، وباتت تنقل المباريات بشكل طبيعي، لقاء مائة ل.س.

وإذا كانت بعض المقاهي والنوادي في البلاد. قد استقبلت متابعي المباريات بشكل طبيعي يتناولون مشروباً ما، وهذا أمر حسن، إلا أن بعضها استغل المناسبة بشكل بشع، وفرض مبلغ خمسين ل.س، أجرة حضور كل مباراة، وهذا كثير جداً، على من يحضر جميع المباريات.

وأخيراً أقول: هنيئاً لشبكة تلفزيون ART، وكل مونديال وأنتم بخير.