لقمان ديركي لقمان ديركي

صفر بالسلوك فوتبول

في زحمة الأعلام الملونة الجميلة للدول المشاركة في كأس العالم كل دورة يضع بعض الناس عندنا في غفلة من الجميع أعلاماً أخرى لا علاقة لها بالمونديال، فهذا شخص أرمني يضع علم أرمينيا بين علمي البرازيل وإيطاليا وذلك يحشر علم إيران بين علمي كوريا واليابان، بينما يرفرف علم بجانب علم السنغال وتنحشر صور أخرى بين صور لاعبي المونديال، فإذا دققت جيداً ستجد صورة لغيفارا بين صورتين لرونالدو وأخرى لروبرتو كارلوس، ويمكنك أن تفاجأ بلاعب ذي لحية ضخمة يتوسط صورتين لتوتي وبيكهام وبعد أن تفكر قليلاً ستكتشف أن هذا اللاعب هو فيديل كاسترو بينما سترفرف صورة ماوتسي تونغ بين صور لاعبي الأرجنتين.

دائماً يحاول الناس أن يعبروا عن مشاعرهم السياسية داخل كرة القدم وأجوائها، والكل يعرف شعار نادي برشلونة الكتلوني " ليس مجرد نادٍ"، فهويقوم بدور الممثل الشرعي للشعب الكتلوني وقضيته وثقافته، كما يتذكر الجميع كيف أثارت مباراة إيران وأمريكا ضجة كبرى ليس بسبب أهميتها فالفريقان عاديان في كأس العالم لكن السياسة دخلت معهما إلى أرض الملعب، ويحاول السياسيون استخدام كرة القدم لأغراض سياسية بسبب الشهرة التي تتمتع بها اللعبة ونجومها، لكن مع ذلك ينزعج المسؤولون من صور اللاعبين فهم أكثر شهرة منهم على الرغم من شهرتهم أيضاً ويحسدون اللاعبين على مهاراتهم على الرغم من امتلاكهم للمهارات أيضاً ولكن مهارات من نوع مختلف فاللاعب ماهر بإشعال المدرجات وإعلاء الصرخات عندما يتفنن ويحرز الأهداف أما المسؤول فماهر بإخلاء المدرجات وإسكات الناس، اللاعب ماهر بإحراز الأهداف على الفريق المنافس ليفرح الجمهور بينما المسؤول ماهر بإحراز الأهداف ولكن على الجمهور، اللاعب يستعرض مهاراته ليفرح الجمهور، بينما المسؤول يستعرض مهاراته ليبيض وجهه أمام السلطات أو أمام زوجته ولكي يبكي الجمهور، اللاعب يتم استبداله عندما يكون أداؤه سيئاً، أما المسؤول فيبقى لمئة عام في منصبه كلما كان أداؤه سيئاً وعادة يتم استبداله إذا كان أداؤه جيداً، اللاعب لديه مدرب يقوم أداءه أما المسؤول فلا أحد يتجرأ على تقويم أدائه، اللاعب تتهافت الأندية عليه كي تشتريه بينما المسؤول يتهافت على المنصب كي يشتريه، اللاعب عبد لناديه ومتلزم به أما المسؤول فكل ما حوله عبيد له ولنزواته، اللاعب يعتزل عندما تخف قدرته على العطاء أما المسؤول فيستمر طالما الكرسي شديد العطاء، اللاعب تدفع من أجله البلاوي من النقود كي يأتي أما المسؤول فتدفع الجماهير البلاوي من النقود كي يمضي، فلماذا لا نطبق قوانين كرة القدم على حياتنا..