ربما ..! أوديسة التمثيل
مبكّراً جداً تجاوز بسام كوسا الفكرة الساذجة في أن يكون محبوباً وموضع إعجاب وحسب، ومبكّراً جدّاً استطاع تخطّي حالة الممثل بوصفه ركناً منفعلاً يتحكّم به مزاج المخرج إلى حالة الفعل والتفاعل، كان له ذلك لأنه أراد لنفسه، منذ البداية، أن يكون طرفاً في المعادلة الإبداعية، يحفر ويبني فيها كما تحفر وتبني فيه. البوصلة الواضحة قادته إلى الجهة التي يشتهي: جهة الفن، في حين كان الكثيرون يغذّون السير لاهثين إلى النجومية، تلك التي غالباً ما تتجلّى زائفةً ورخوةً وسريعةَ الزوال، والفارق الذي يمكن تسجيله لمصلحته هو أن النجومية جاءت إليه تتويجاً لمشروعه التمثيليّ الخلاّق، وليست خضوعاً كليّاً لقيم القوّة والجمال التجارية.