من الجلاء... ونحو الاستقلال الكامل

من الجلاء... ونحو الاستقلال الكامل

أصدر حزب الإرادة الشعبية يوم 17 نيسان 2025 بياناً بمناسبة الذكرى 79 لجلاء الاستعمار الفرنسي عن سورية، مما جاء فيه:

«تقف بلادنا، مع حلول الذكرى 79 لتحررها من الاستعمار الفرنسي، أمام مفترق طرق تاريخي حاسم؛ فإما المضي نحو استعادة سيادتها ووحدتها، وإما الذهاب باتجاه المجهول؛ الاحتمالان كلاهما قائم، وكلاهما له ما يعززه ويدفع باتجاهه.
على رأس العوامل التي تدفع بالاتجاه السلبي، ما يلي:
أولاً: الاعتداءات والتوغلات «الإسرائيلية» المتواصلة، والعمل الصهيوني التخريبي ضد وحدة الشعب السوري، وللدفع نحو الاقتتال على أسس طائفية وقومية ودينية.
ثانياً: العقوبات الغربية، وخاصة الأمريكية، التي تحاصر البلاد وتسعى لخنقها، وتفاقم من الأوضاع المعيشية الكارثية التي يعيشها السوريون، ما يسهم في استمرار تجريف السوريين من أرضهم وفي إعاقة عودة اللاجئين خارجها.
ثالثاً: لم تبدأ السلطات الجديدة حتى الآن بمواجهة جدية للاستحقاقات الكبرى أمام البلاد، وعلى رأسها المؤتمر الوطني العام المفضي إلى حكومة وحدة وطنية شاملة ووازنة، ناهيك عن تراكم ملفات خطيرة عديدة، بما فيها التحريض الطائفي وتهديد السلم الأهلي وحصر السلاح، وبناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية سورية قوامها الولاء للوطن لا للسلطة أو الفئة أو الجماعة.
بالمقابل، فإن العوامل التي تدفع إيجاباً، هي عوامل عديدة، على رأسها:
أولاً: التوازن الدولي الجديد الذي يتراجع فيه الأمريكي بشكلٍ متسارع، ومعه مشروعه في منطقتنا برأسه الصهيوني.
ثانياً: مع تراجع الدور الأمريكي، بدأت تنحسر حالة الصراعات الداخلية والبينية التي عاشتها منطقتنا بتحريض أمريكي، ويشمل هذا كلاً من تركيا وإيران ودول الخليج العربي ومصر، وضمناً ما يتعلق بالقضية الكردية، ما يشكل علامة فارقة على احتمال انفتاح الأفق نحو التعاون والتكامل بديلاً عن الصراع والحروب.
ثالثاً: الذاكرة السورية الحية، بما تختزنه من آلام ودماء، تشكل ترياقاً مضاداً للاقتتال الداخلي.
رابعاً: الذاكرة نفسها، تختزن أيضاً مثال قادة الثورة السورية الكبرى، الذين وضعوا جانباً انتماءاتهم المحلية، ورفعوا عالياً انتماءهم الوطني الجامع، تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع»، فكانوا إخوةً متعاونين متكافلين متضامنين في الدفاع عن كرامتهم وكرامة أهلهم ووحدة بلادهم، ونالوها في نهاية المطاف».

معلومات إضافية

العدد رقم:
000