مناقلات إسرائيلية تحضيراً للحرب..
بعد الضربة التي تلقتها البارجة الحربية (حانيت) في حرب تموز وبعدما كشفت إيران عن تصنيعها لغواصة عسكرية، وفي سياق تصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان جديد على لبنان،
بعد الضربة التي تلقتها البارجة الحربية (حانيت) في حرب تموز وبعدما كشفت إيران عن تصنيعها لغواصة عسكرية، وفي سياق تصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان جديد على لبنان،
الطبقات العميلة في بلداننا ورموزها الحاكمة- وغير الحاكمة- لم يعد بمقدورها المراوغة والالتفاف عبر الممارسات والتصريحات الملتبسة في كل ما يتعلق بالعدو الصهيو-أمريكي، لأن كل شيء بات واضحاً يفقأ العين، واللعب أصبح «على المكشوف».
-1-
كما سمّرنا أمام شاشات التلفزة لمتابعة إنجازاته نحن وكل من لم يتسن له الوجود على خطوط المواجهة المباشرة طيلة الأيام الثلاثة والثلاثين التي شكلت عمر بطولاته ومفاجآته إبان عدوان تموز 2006، أعاد حزب الله الكرّة في هذا اليوم الذي امتد طويلاً جداً، يوم السادس عشر من تموز 2008، يوم تحرير الأسرى اللبنانيين ورفات عدد من الشهداء اللبنانيين والعرب من سجون ومقابر أرقام الاحتلال الإسرائيلي، مقدماً مع السيد حسن نصر الله، سلسلة مفاجآت تُسري القشعريرة في الأبدان، ولاتقل في الفخر والفرح بها عن تدمير البارجة الصهيونية ساعر5، ولا عن صور دبابات الميركافا وهي تتخذ من جنوب لبنان المقاوم والصامد مقابر ومراجل احتراق لها بسواعد وقذائف المقاومين.
بعد سنتين وثلاثة أيام على انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله في حرب تموز 2006، صدق الوعد، وانتصرت إرادة المقاومة مجدداً، وفرضت على العدو الصهيوني شروط الشعب المنتصر في الميدان والقيم الأخلاقية والإنسانية تحت راية التحرير واستعادة السيادة الوطنية.
ذكر رئيس قسم البحوث في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «يوسي بيداتس» أن حزب الله اللبناني تمكن من إعادة بناء قدراته في جنوب لبنان وتزود بعشرات الآلاف من القذائف الصاروخية وأوجد بنى عسكرية واسعة تحت الأرض مع مخازن للصواريخ وذلك - حسب تعبيره- خلافاً لقرار مجلس الأمن 1701 ورغم انتشار قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني.
منذ نكبة 1948، وكل ما تلاها من اعتداءات وحروب و اجتياحات إسرائيلية للأرض العربية، أوحى النظام الرسمي العربي بإمكانية قيام إستراتيجية عربية تحرر الأراضي المحتلة وتعيد الحق إلى نصابه. لكن الرهان كان خاسراً وسرعان ما اكتشفت الشعوب العربية أن النظام الرسمي العربي يفتقد لإرادة المواجهة وهو لا يخرج عن مرجعيته الأجنبية التي أشرفت على تكوينه منذ سايكس- بيكو وحتى الآن...
«ألف ألف مبروك!»، الأنباء الواردة حتى مساء هذا اليوم الأربعاء 14 كانون الثاني 2009، تفيد رغم تضارب الأرقام والمواقف باحتمال اكتمال «النصاب» لعقد قمة عربية «طارئة» في الدوحة، بعد 19 يوماً من العدوان الإسرائيلي الدموي على أهل غزة، موقعاً أكثر من 5000 فلسطيني بين شهيد وجريح!
منذ اندلاع الانتفاضتين الفلسطينيتين (1987 و2000)، وكذلك بعد حرب تموز 2006، وحرب كانون الأول 2008 على الشعبين اللبناني والفلسطيني، كان رد النظام الرسمي العربي على المجازر الصهيونية يجيء من خارج السياسة المطلوبة شعبياً ووطنياً في الشارع العربي المؤيد لخيار المقاومة والمواجهة ضد التحالف الإمبريالي- الصهيوني.
فرضت الهزائم العسكرية العديدة التي تعرض لها العرب في القرن الماضي إحساساً دائماً بالهزيمة لدى المواطن العربي، وترافقت مع تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومع فشل جميع الأنظمة العربية، والأحزاب «التقدمية» في إيجاد حلول لمشكلات المجتمع العربي المستعصية، مما رسخ هزيمة نفسية وعقلية في ذهنية المواطن العربي، سواء على مستوى الشارع أو على مستوى النخب.