مع اقتراب الذكرى الثانية لحرب تموز الاحتلال يَستعد للحرب بـ«كشف معلومات جديدة»!
ذكر رئيس قسم البحوث في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «يوسي بيداتس» أن حزب الله اللبناني تمكن من إعادة بناء قدراته في جنوب لبنان وتزود بعشرات الآلاف من القذائف الصاروخية وأوجد بنى عسكرية واسعة تحت الأرض مع مخازن للصواريخ وذلك - حسب تعبيره- خلافاً لقرار مجلس الأمن 1701 ورغم انتشار قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني.
وأشار بيداتس في تقرير له أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي الثلاثاء الماضي، إلى أن عدد القذائف الصاروخية التي يَملكها حزب الله حالياً يَتجاوز ما كان عليه قبل حرب لبنان الثانية (عدوان تموز).
وتعليقاً على هذا التقرير «المثير للقلق والذي يقدم صورة كئيبة عن الوضع – حسب صحيفة هآرتس»، قالت عضو اللجنة عن الليكود، ليمور ليفنات، إن «الأمر يتعلق بفشل تام لقرار الأمم المتحدة 1701 الذي أفضى إلى انتهاء حرب لبنان الثانية، والذي تتباهى الحكومة به كثيراً».
يشار إلى أن تقريراً فرنسياً تم نشره وتداوله مؤخراً، أكد بالاستناد إلى مصادر رسمية أمنياً وعسكرياً في الكيان الإسرائيلي، أن خسائر إسرائيل الحقيقية هي أقرب إلى الخيال إذا ما قورنت بما صرحت عنه الحكومة الإسرائيلية رسمياً في حينه، حيث بلغت الخسائر في صفوف العسكريين 2300 (ألفين وثلاثمائة قتيل)، وليس 119 فقط، منهم 600 قضوا في أثناء العلاج من إصاباتهم البالغة، في حين بقي 700 مصاب بإصابات بليغة على قيد الحياة.
أما خسائر حزب الله فقد بلغت 50 مقاتلاً حسب مصادر الأمم المتحدة و49 مقاتلاً حسب الحكومة السنيورة المناهضة له.
وأشار التقرير إلى أن مجموع الدبابات وناقلات الجنود الإسرائيلية التي دمرت تدميراً كاملاً في الحرب بلغ 65 دبابة وناقلة جنود، منها 38 من طراز ميركافا دمرت بالصواريخ المضادة للدروع، بينما دمرت 15 دبابة بالعبوات الناسفة تحت الأرض.
وفي الوقائع التفصيلية لبعض مجريات الحرب، يشير التقرير إلى أن حزب الله قتل قرابة 60 جندياً إسرائيلياً على دفعتين فقط في بنت جبيل بتاريخ 27 تموز، بالإضافة إلى تدمير 12 مدرعة وثلاث ناقلات جنود و8 أصيبت بشكل بالغ.
وفي 9 آب تمكن مقاتلو الحزب من قتل 23 جندياً من خلال تدمير المنزل الذي لجأوا إليه على رؤوسهم.
وفي 12 آب تمكنوا من قتل 24 جندياً خلال اشتباك واحد، فضلا عن خمسة آخرين في حوامة تم إسقاطها في اليوم ذاته.
وبشأن المدمرة البحرية ساعر 5 التي أصابها مقاتلو الحزب بتاريخ 14 تموز، فقد ذكر التقرير أن عدد الضباط والجنود الذين قتلوا فيها بلغ 24 ضابطاً وجندياً، وليس أربعة فقط كما ذكر في حينه.
وبشأن الذخائر التي استخدمتها إسرائيل خلال الحرب، كشف التقرير الفرنسي عن أن الطيران الإسرائيلي نفذ 12 ألف غارة جوية في حين أطلقت القوات البحرية الإسرائيلية 2500 قذيفة وصاروخ، بينما استخدمت القوات البرية مئة ألف قذيفة.
وأشار التقرير إلى أن خسائر لبنان كانت في أغلبيتها الساحقة ذات طبيعة مدنية، حيث بلغت نسبة الأطفال الذين قتلوا، ممن هم دون سن الـ13 عاماً، ما نسبته 30 بالمئة من مجموع الضحايا.
كما دمرت إسرائيل ما مجموعه 600 كم من الطرق، و73 جسراً، و31 هدفاً مدنياً مثل مطار بيروت والموانئ ووحدات معالجة الصرف الصحي، و25 محطة وقود و900 محل تجاري و350 مدرسة ومشفيين و15 ألف مسكن، بينما تضرر 130 ألف منزل بأشكال مختلفة.
ولكن لبنان خرج منتصراً وأهدت مقاومته نصرها ووعدها الصادق لكل المقاومين بسواعدهم وأدمغتهم في الوطن العربي والعالم.