قرر حكام روسيا الاحتفال بالذكرى الستين لرفع الحصار عن مدينة لينينغراد بطريقة فريدة من نوعها، ففي موسكو راحوا يهدمون قرية ريتشنيك، حيث تقف هناك إلى جانب الفيلات التي يبلغ سعرها ملايين الدولارات، منازل خشبية تعود للعجزة الذين عاشوا الحصار. وفي لينينغراد (بطرسبورغ حالياً)، قاموا أثناء تشييد «مركز أوختا» بتفكيك تمثال على شرف أبطال الحصار.
إذا كان شكسبير على حق في قوله بأن العالم بأكمله مجرد مسرح، والناس هم ممثلون فيه، فإنه يصبح صعباً علينا أن نتخلص من الشعور بأننا نمثِّل في مسرحية مكتوبة خصيصاً لمسرح اللامعقول، فهذه هي الكاميرات التلفزيونية تصوِّر لنا حفارات صفراء ماركة «كوماتسو»، وهي تدك جدران المنازل الفخمة المؤلفة من طابقين والباهظة الثمن، منطلقة في هذا من اعتمادها على الغريزة الطبقية لمشاهدي التلفزيون العاديين. وها هي وجوه العاملين على الحفارات والبلدوزرات منتشية ومفعمة بالإلهام. لدرجة يمكن أن نتخيل كما لو أنهم يستلهمون المبدأ القديم: «السلم للأكواخ، والحرب على القصور».