أوسمة المجد وأكاليل الغار في عيد خلاص البشرية
يحتفل العالم عموماً، وروسيا مع غالبية دول الاتحاد السوفييتي سابقاً خصوصاً، في التاسع من أيار بعيد النصر على النازية الذي يعود تاريخه إلى عام 1945 حين بدأت في ضواحي برلين في 8 أيار عند الساعة 22 والدقيقة 43 حسب التوقيت المحلي مراسم التوقيع على وثيقة استسلام ألمانيا النازية التي كانت في حالة حرب مع 54 بلداً في وقت واحد.
أما في الغرب فيجري الاحتفال بعيد النصر على ألمانيا النازية في 8 أيار، إذ يؤخذ بعين الاعتبار وجود فارق زمني يقدر بساعتين بين برلين وموسكو، حيث وُقعت وثيقة الاستسلام في ألمانيا حين كان يوم 9 أيار قد حل في موسكو.
لقد أسهم الاتحاد السوفيتي بالقسط الحاسم في هزيمة الفاشية، ويعترف المؤرخون بأنه لولا البطولة الفائقة للشعب السوفيتي لما أصبح ممكناً تحرير أوربا من العبودية النازية والفاشية، وقد حاربت البلاد على مدى أربعة أعوام طويلة ليس في الجبهات فقط بل وفي المؤخرة أيضاً حيث وقف الشيوخ والنساء والأطفال أمام ماكينات التشغيل في ورش المصانع. ولحق الدمار الكثير من مدن وقرى البلاد. وفقد الاتحاد السوفيتي أكثر من 26 مليون شهيد من عسكريين ومدنيين.
وكان يحتفل بعيد النصر في الاتحاد السوفيتي وفي روسيا ليس كبقية الأعياد، حيث كان الناس في الشوارع يقدمون التهاني لبعضهم البعض ويتعانقون ويتبادلون القبلات وينتحبون، وفي 9 أيار أطلقت بموسكو الألعاب النارية تكريما لعيد النصر بشكل لم يعرف له مثيل في تاريخ الاتحاد السوفيتي، وأقيم أول استعراض عسكري بمناسبة النصر في 22 حزيران عام 1945 حيث ألقى الجنود المنتصرون أعلام العدو المهزوم في الساحة الحمراء عند أسوار الكرملين.
لكن منذ عام 1948 وطيلة 7 أعوام لم يجر الاحتفال بعيد النصر بسبب انشغال البلاد في أعمار ما دمرته الحرب. وفي عام 1965 أصبح يوم 9 أيار يوم عطلة رسمية مجدداً، وتم استئناف الاستعراضات العسكرية وتكريم المحاربين القدامى وإطلاق الألعاب النارية.
في روسيا الحديثة يعتبر عيد النصر العيد الوحيد الذي لم يتغير اسمه منذ أيام وجود الاتحاد السوفيتي، ويمثل هذا العيد بالنسبة إلى أبناء روسيا يوم بهجة وسرور، وكذلك يوم الإعراب عن الامتنان للمحاربين القدامى الذين ذادوا عن استقلال البلاد وخلاص البشرية في الأزمنة العصيبة. وفي الأعوام الأخيرة ظهر تقليد شيق حيث يقوم الناس عشية العيد بتزيين ملابسهم وسياراتهم بشريط وسام غيورغي ذي اللونين الأسود والبرتقالي، حيث يرمز اللون الأسود إلى الدخان والبرتقالي إلى اللهب، وكان هذا الشريط يزين وسام المجد في أعوام الحرب الوطنية العظمى.