من التراث من كلام عمر بن الخطاب (رض)
1ـ قال في أول خطبة خطبها: أيها الناس، انه والله ما فيكم أحد أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه.
1ـ قال في أول خطبة خطبها: أيها الناس، انه والله ما فيكم أحد أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه.
قد لا نفي ابن المقفع حقه إذا اعتبرناه مجرد أديب ومفكر مشهور عاش في آواخر العصر الأموي وبدايات العصر العباسي، لأن إسهامته الفكرية خولته لتبوؤ مكانة مركزية في التراث العربي، فهو صاحب أول مشروع ثقافي متكامل، وأول نموذج عن المثقفين الموسوعيين الذين ساهموا في صناعة فترة التنوير والازدهار الحضاري في تاريخ الحضارة الإسلامية.
ربما كانت العودة إلى سيرة المتصوف والفيلسوف «شهاب الدين السهروردي» ضروريةً لكي نطرح السؤال التالي: ماهو المآل الذي آل إليه تاريخيا الإنتاج الحضاري والتعدد الفكري الإسلامي في زمن المواجهة مع العدو الخارجي؟
بإمكاننا أن نطلق على الحضارة الإسلامية على الرغم من كل تنوعها وغناها صفة «حضارة النص»، فعبر سيرورتها التاريخية الطويلة بمراحلها وعصورها المختلفة، ارتبطت هذه الحضارة دائماً بنصٍ مؤسس شغل مكانة المركز فيها، وشكَّل نقطة ثبات وحضور انطلقت منها أو دارت حولها أو تصارعت عليها مختلف التيارات والاتجاهات الفكرية، ولهذا يمكننا أن نفهم المكانة الكبيرة التي شغلها التأويل في هذه الحضارة، الذي طبع بطابعه معظم النشاطات والاسهامات الفكرية التي بحثت دائماً عن سندٍ لها في النص بعد تأويله، وهذا لاينطبق فقط على العلوم النقلية والدينية، بل يشمل أيضاً أكثر العلوم العقلية تطوراً وانفتاحاً، فكثيراً ما سخرت هذه العلوم العقل في عملية التأويل، وأعملته في النصوص لتطويعها وتكييفها مع حاجاتها وتطلعاتها، مما جعله يهدر الكثير من طاقاته وقدراته في المماحكات النصوصية، ويغرق نفسه في دقائق اللغة وألاعيب الدلالة. هكذا خلَّف لنا تاريخنا تراثاً تأويلياً هائلاً مايزال يضغط حتى اليوم على حياتنا الثقافية.
قليلةٌ هي اللحظات والمشاهد التاريخية التي يتكثف فيها الحدث ليحمل من الدلالات والمعاني ما يمكِّنه من التعبير عن صيرورة تاريخية بأكملها، وهو بتعبيره عن تلك الصيرورة التي حدثت في الماضي قادر على ملامسة الحاضر والمستقبل، والحوار معهما، وتبليغهما رسالة عابرة للأجيال. المشهد-الحدث الذي سنتناوله هنا مأخوذ من كتاب «الفتوحات المكِّية»، وراويه هو مؤلف الكتاب الشيخ محي الدين بن عربي، القطب الصوفي الأكبر في تاريخ الإسلام، ويجمل الحدث في تفاصيله وشخصياته قطاعاً هاماً من بنية الحضارة العربية الإسلامية في مرحلة أفولها وتدهورها.