من التراث من كلام عمر بن الخطاب (رض)
1ـ قال في أول خطبة خطبها: أيها الناس، انه والله ما فيكم أحد أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه.
2ـ وكتب إلى أبي موسى الأشعري حين ولاه القضاء: سلام عليكم أما بعد، فان القضاء فريضة محكمة، وسنة متّبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فانه لا ينفع تكلّم بحقّ لا نفاذ له، آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك، حتى لا يطمع شريف في حيفك (ظلمك) ولا ييأس ضعيف من عدلك.
وفيها يقول: لا يمنعك قضاء قضيته اليوم، فراجعت فيه عقلك، وهديت لرشدك أن ترجع إلى الحق فان الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.
3ـ وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان: إياك والاحتجاب دون الناس، وأذن للضعيف، وأدنه حتى ينبسط لسانه، ويجترئ قلبه، وتعهّد الغريب، فانه إذا طال حبسه وضاق إذنه ترك حقّه، وضعف قلبه، وإنما أقوى حقه (أضعف حقه) من حبسه.
4ـ ومرّ برجل من (عماله) وهو يبني بالآجر والحصى، فقال: تأبى الدراهم إلا أن تخرج أعناقها، وشاطره ماله.
5ـ وفي كتاب له لأحد عماله فإياك أن تكون بمنزلة البهيمة، نزلت بواد خصيب ، فلم يكن لها هم إلا السّمن، و إنما حتفها في السمن، واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس من شقيت به رعيته.
6ـ وقال يوما: دلّوني على رجل أستعمله على أمر قد دهمني. فقالوا: كيف تريده؟؟ قال: إذا كان في القوم وليس أميرهم كان كأنه أميرهم، وإذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم.
7ـ وقيل: أهدى رجل إلى عمر (رض) جزورا (جمل مذبوح) ثم خاصم إليه بعد ذلك في خصومة، فجعل يقول: افصلها يا أمير المؤمنين كفصل رجل الجزور، فاغتاظ عمر (رض) وقال: يا معشر المسلمين، إياكم و الهدايا!! فان هذا الرجل أهدى إلي منذ أيام رجل جزور، فوالله ما زال يرددها حتى خفت أن أحكم بخلاف الحكم.