قصتان للعام الخامس والتسعين
في البدء كان الاجتماع الأول. في البدء كان نضال الشعب السوري قبل أي اعتبار. في تشرين الأول من عام 1924، وعشية الثورة السورية الكبرى ضدّ الاستعمار، أعلنت القافلة الأولى بدء المسير إلى الأمام.
في البدء كان الاجتماع الأول. في البدء كان نضال الشعب السوري قبل أي اعتبار. في تشرين الأول من عام 1924، وعشية الثورة السورية الكبرى ضدّ الاستعمار، أعلنت القافلة الأولى بدء المسير إلى الأمام.
أضاف العدوان التركي الأخير فصلاً جديداً إلى فصول الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون منذ تسعة أعوام وحتى الآن، مع كل ما يتبع هذا الفصل من تداعيات سلبية يحصد نتائجها السوريون، ومع كل ما يتيحه من فرص استثمار سياسي واقتصادي وعسكري وأمني، تتلقفها القوى المتربصة والفاعلة بالأزمة السورية، دولاً ومنظمات، محلياً وإقليمياً ودولياً، لتُحمّلها أجنداتها بما يخدم أهدافها وغاياتها، تكريساً للاستثمار في الأزمة السورية والكارثة التي يعيشها السوريون.
انتهت عمليات حصاد القمح والشعير في أغلب المناطق المزروعة تقريباً، ومع نهايات الشهر الحالي تنتهي عمليات التسليم، التي يمكن القول: إنها في منتصف فترتها. الموسم الجيد والسعر الحكومي المرتفع أمّن وصول كميات أعلى من الكميات المستلمة في العام الماضي.
بدأت عمليات حصاد موسم القمح في كافة المحافظات والمناطق، وقد ترافقت عمليات الحصاد لهذا الموسم مع استمرار الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، مُطيحة بأحلام الفلاحين بموسم الخير الذي كان متوقعاً لهذا العام، نتيجة معدلات الأمطار المرتفعة.
لا تخلو الأخبار اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى في الإعلام الرسمي من الحديث اليومي، عن الحرائق في الجزيرة السورية، وربطها بممارسات مفتعلة لأطراف سياسية كردية... كما بدأ المتعاطفون بالانسياق و«التضامن الإعلامي»، في مسألة «يُنفخ فيها» علّ حريقاً فعلياً يشتعل.
أمطار الخير ومعدلاتها الوفيرة هذا العام تحولت إلى نقمة على حقول القمح والفلاحين، وربما إلى كارثة اقتصادية قد تلحق بأمننا الغذائي، حيث أصيبت حقول القمح بآفة الصدأ الأصفر التي ستؤدي إلى تراجع كم الإنتاج في وحدة المساحة المزروعة، وإلى تردي نوعيته.
أعلنت واشنطن قبل حوالي ثلاثة أشهر عن نيتها سحب قواتها العسكرية من الأراضي السورية، نتاجاً للصراع الداخلي الأمريكي، الذي أصبح يرى في وجود هذه القوات عبئاً، فوائده محدودة، ومحاطاً بخطر الاستهداف. ولكن من المعروف أيضاً: أن هذا الانسحاب لن يكون هادئاً وسريعاً، بل سيجري بالشكل الذي يسمح بتفعيل التناقضات، وأحدثها، تفعيل اللعب على وتر الصراع القومي.
بدأت «الإدارة الذاتية» في مناطق سيطرتها في محافظة الحسكة بفرض عقوبات وغرامات مالية وسحب أوراق سائقي المركبات بجميع أنواعها، بهدف إرغام مالكي السيارات على استبدال لوحات مركباتهم السورية بلوحات خاصة تصدرها هيئة المرور الخاصة بها.
الخدمات سيئة في منطقة الجزيرة «محافظة الحسكة»، والحلول الترقيعية تجعل من الأزمات والمشاكل التي يعاني منها الأهالي بحالة مزمنة، مع توقع استمرارها وتفاقمها في ظل عدم إيجاد حلول جذرية ونهائية لها.
شهدت مناطق عديدة في محافظة الحسكة خلال الأسابيع الأخيرة هطولات مطرية غير مسبوقة، لم تحدث منذ عقود، وأدت إلى غمر قرى وأحياء وشوارع رئيسة في مناطق «القحطانية والجوادية والمالكية وتل حميس» وانقطاع السير على الطريق الرئيسي الواصل بين القامشلي- أكبر مدن الحسكة- والمالكية في أقصى شمال شرق المحافظة إثر تشكل السيول التي تسببت في انهيار بعض الجسور الصغيرة.