عرض العناصر حسب علامة : الحركة الشعبية

«شلّع.. قلّع..» والتعبير عن مطلب التغيير

قد يعتقد البعض أن الشعارات في أي احتجاج أو انتفاضة شعبية ليست سوى هتافات غضب وتنديد ترددها الجماهير الشعبية الناقمة، لتنفّس من خلالها عمّا يعتمل صدرها من سخط ونقمة وعدم رضا عن وضعها المتردي سواء سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً او ثقافياً.. إلخ. وهذا صحيح جزئياً، فالشعارات غالباً ما تترجم حالة استياء ورفض للواقع المعاش، يُعبر من خلالها عن مشاعر متنوعة كالغضب والحماسة والحزن والسخرية... ولكن الشعارات وخاصة السياسية منها لها بُعد أعمق، فالشعار السياسي هو أحد الآليات التي يتكثف بها الخطاب المعبر عن مضمون هوية محددة.

من دروس الحركة الشعبية مجدداً تمايز الاتجاهات السياسية في الحركة الشعبية

بعد عقود من كمون الحركة الشعبية عادت الحركة لتتصاعد في العقد الماضي على ضوء تفاقم أزمة النظام الرأسمالي عالمياً، في المركز والأطراف على السواء. وعودة الحركة الشعبية في هذه المرحلة التاريخية تحمل فيها ملامح كل التطور السابق والتحولات التي طرأت على النظام الرأسمالي على كل المستويات. ولهذا فإن الحركة تمتاز بملامح تاريخية عامة نابعة من الانقسام الطبقي في المجتمع الرأسمالي والتناقضات التي تحكمه، ولكن لها من الملامح الخاصة النابعة من الجديد التاريخي نفسه. وهذه الملامح العامة والخاصة على السواء تشكّل أيضاً الإتجاهات السياسية ضمن الحركة الشعبية نفسها التي تتمظهر بشكل مكثف عبر التيارات السياسية التغييرية، التي تضم فيها مختلف التوجهات ومناهج العمل. فما هي هذه الاتجاهات السياسية العامة في الحركة الشعبية اليوم؟ ولبنان قد يشكل مثالاً.

الجديد المقبل وإمكاناته

سبق لنا أن تطرّقنا إلى أهمّ السمات التي تعبِّر عن موت الفضاء السياسي القديم وتعبيراته المختلفة حول العالم. في هذا العدد، سنحاول التركيز على الموضوع ذاته بناءً على قراءة الوضع في الساحتين العراقية واللبنانية اللتين تشهدان تسارعاً ملحوظاً في الأزمة التي تعيشها الدولتان من جهة، وكذلك في الفرصة التاريخية المتاحة أمام الناس لالتقاط زمام المبادرة.

القديم والجديد في الرموز الشعبية

عرفت شعوب وبلدان المنطقة خلال السنوات التسع الأخيرة 2010 – 2019 تبلور الرموز الجديدة في قلب الحركات الشعبية، وفي العديد من البلدان في المنطقة والعالم.

العراق ومرض «الإصلاح»

تُظهر الصورة العامة في العراق مع مرور الوقت تعقيداً أكثر على المستوى السياسي والأمني، مع بقاء الشعب العراقي ثابتاً باتجاهه ومطالبه رغم مختلف التهديدات والضغوط.

الحكومة العراقية تخضع من جديد

تستمرُّ «انتفاضة تشرين» العراقية في مظاهراتها دون انقطاع للأسبوع الثامن على التوالي رغم كل إجراءات القمع والعنف بحقها، والتي خلّفت حوالي 400 قتيل حتى الآن، وعلى الرغم من الضعف الملحوظ لدور القوى السياسية المنظمة، تواصل الحركة ضغطها العالي على الحكومة العراقية لتقدِّم المزيد من التنازلات التي وصلت إلى إعلان استقالة رئيس الحكومة عبد المهدي.

عن وحدة النظرية والممارسة: الجديد التاريخي والحمل الليبرالي

يُخاض الصراع حسب الرؤية السياسية والاقتصادية- الاجتماعية للمرحلة التاريخية وتناقضاتها (البرنامج العام الناتج عن الرؤية وما تحتاجه تناقضات الواقع من حلّ)، وأخذاً بعين الاعتبار الرؤية الخاصة حول أدوات التغيير(أحزاب وقوى سياسية وتكتيكاتها) وموقعها في الصراع. وهذا الجانب الممارسي من النظرية يستند إلى الإرث التاريخي للحركة الثورية، ولكن يحتاج إلى الارتكاز على المرحلة التاريخية وتناقضاتها في آن، أي جديدها التاريخي، أي خصائص البنية الطبقية والفكرية والسياسية في المرحلة الخاصة، وشروط الصراع في الزمان والمكان. هنا بالتحديد تُشكّل دروس الحركة الشعبية المصدر العملي الغنيّ لهكذا رؤية خاصة حول الأدوات وموقعها، فالدروس هذه هي من الغنى بأضعاف أضعاف ما قد يحمله التراث النظري والتاريخي وحده. هذه الدروس التي يجب أن يتم تعميمها نظرياً لكي تُشكّل من جديد نقطة انطلاق الممارسة وإغناء النظرية الممارسية.

قراءة في كتاب د: قدري جميل بعنوان «الأزمة السورية- الجذور والآفاق»

من المعروف أنّ لكل حزب دوراً وظيفياً يقوم به، يقوم الحزب من خلاله بالدفاع عن مصالح طبقة اجتماعية محددة. وفي حال فقد الحزب دوره الوظيفي يفقد ثقة قاعدته الطبقية به، ويتحول إلى حزب يعمل بكل شيء ما عدا السياسة، والقضية هنا يمكن توضيحها كما يلي: نعتبر الدولة، والمجتمع وضمير المجتمع «الأحزاب» هي رؤوس لمثلث متساوي الأضلاع، وباعتبار أن الدولة كجهاز مكلف بمهمة معينة من قبل المجتمع فلديها ميل دائماً للإفلات من رقابة المجتمع، كونها أرضية خصبة للفساد والإفساد فتعمل على شراء ضمير المجتمع عبر الامتيازات المادية والمعنوية، وهنا يفقد الحزب دوره المعنوي الهامّ جداً، وبنفس الوقت تفقد الدولة جهاز الرقابة عليها من قبل الأحزاب والمجتمع.

كانوا وكنا

تصاعدت الحركة الشعبية في سورية بالتزامن مع الثورة السورية الكبرى،

 

لماذا لا ينتفض الأمريكيون كغيرهم من المنهوبين؟

إنّ موجات الاحتجاج التي تنطلق في دولة تلو الأخرى حول العالم تحملنا على التساؤل بتعجب: لماذا لا ينتفض الأمريكيون في مظاهرات احتجاجية سلمية مثلما يفعل جيرانهم؟ لماذا لا يفعلون وهم الذين يعيشون في قلب هذا النظام النيوليبرالي الذي يتجذر فيه الظلم واللامساواة المنهجية المرافقة للرأسمالية القائمة منذ القرن التاسع عشر وصولاً إلى هذا القرن الحادي والعشرين؟ لماذا مع أنّ هذا الشعب يعاني من الكثير من ذات الظلم الذي أشعل نيران حركات التظاهر الاحتجاجية في بقية البلدان، ومنها الإيجارات المرتفعة والأجور الراكدة والديون الملتصقة بالإنسان من المهد إلى اللحد واللامساواة الاقتصادية المتزايدة باستمرار والرعاية الصحية المخصخصة وشبكة الأمان الاجتماعي الممزقة والمواصلات العامة السيئة والفساد السياسي المنهجي والحروب التي لا تنتهي؟

بقلم: ميديا بنجامين ونيكولاس دافيس
تعريب وإعداد: عروة درويش