ثورات العالم الواقعي
ظهر ميل الشباب العربي نحو الإنترنت كوسيلة اتصال تعبيراً عن الرفض لقسر مستمر أمطرهم بوابل من القيود الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية التي كبّلت أحلامهم وأفكارهم وسلوكهم.
ظهر ميل الشباب العربي نحو الإنترنت كوسيلة اتصال تعبيراً عن الرفض لقسر مستمر أمطرهم بوابل من القيود الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية التي كبّلت أحلامهم وأفكارهم وسلوكهم.
حاول الشباب السوري- على اختلاف اتجاهه السياسي- منذ سنتين وإلى الآن توظيف كل ما وقع تحت يده من تراث ثقافي مسموع ومرئي ومكتوب لإيصال رسائل سياسية وتوجيه الرأي العام بهدف تبني أفكار وقيم جديدة، ولذلك مبرر واضحٌ: إذ أنه يكون من السهل أحيانا الاستفادة من مثيرات تمتلك دلالات ثقافية واضحة وراسخة في اللاشعور الجمعي بدلا من خلق مثيرات جديدة تماما. ولهذا ضجّت صفحات التواصل الاجتماعي باستعارات وأقوال من مسرحيات وأعمال زياد الرحباني أومحمود درويش. أواستخدمت ألحانا مألوفة في التراث الشعبي بعد أن استبدلت كلماتها بأخرى جديدة تتحدث عن وقائع مستمدة مما يحصل اليوم. في السياق ذاته جاء توظيف قصص الأطفال التي ابتعدت هذه المرة عن مجرد الاكتفاء بإيصال رسائل تعليمية وأخلاقية من نوع «أهمية إطاعة كلام الوالدين» أو«مخاطر الكذب «لتحمل دلالات وقيما سياسية أعمق تحكى على لسان حيوانات الغابة وأبطال الحكايات..
يستهلك الموقع الازرق الشهير ساعات كثيرة من أيامنا، وما زال الكثير منا يطرق رأسه طوال النهار أمام شاشته الصغيرة ليتابع «منشورات» الصفحات ويتواصل مع «الأصدقاء»، الافتراضين منهم والحقيقيين، لقد حقق «فيسبوك» نجاحاً كبيراً طوال السنين العشر الماضية وتجاوزت أعداد المشتركين الملايين، لكن الكثير قد تغير، واليوم، تعاني «ظاهرة الفيسبوك» من العديد من الانتقادات، كما أنها تتحضر لجولة جديدة من المنافسة.
في زمن الـ«سوشيال ميديا»، يعد أمراً بالغ اللطف أن يكون لك حساب على شبكة تواصل اجتماعي كفيسبوك. ويكون جميلاً أيضاً أن تكون ممن يتواصلون عبره، وأن تُكثر الكتابة عليه. لكن هناك مفاجأة صغيرة: ليس من الجيد أن يكون لك الآلاف من المتابعين، على عكس كل التفكير السائد في ذلك الشأن! تسمع الناس يتبارون ليل نهار لتكون حساباتهم منظورة ومقرؤة من قبل آلاف مؤلفة من الأشخاص، وتستعر نيران لا تنطفئ من المنافسة على أعداد المتابعين. لكن، حذار ثم حذار. ليست الأمور كما تبدو في ظواهرها، وتذكر أن ليس كل ما يلمع ذهباً!