لحظة التراجع الإمبريالي وتوقيت انتصار الحركات المقاومة
يكتب رينر شيا، الذي يعرّف نفسه «بالمحلل الماركسي-اللينيني للشؤون الجيوسياسية وعلم الاجتماع الاقتصادي»، منتقداً مدّعِي اليساريّة ومناهضة الحرب، الذين يحاولون الترويج لفكرةٍ خبيثة مفادها أنّ الحرب سيّئة عموماً ولذلك فإنّ حماس والكيان الصهيوني في خانة واحدة، وكذلك المدّعين بأنّ حماس صنيعة متطرّفي الكيان، في محاولة يائسة لمنح الكيان الوقت والفرصة للتنصّل من جرائمه وضعفه، من خلال خلق ثنائية زائفة: «المتطرّفون» بقيادة نتنياهو أو سموتريتش أو بن غفير أو أيّاً كانت الأسماء، ضدّ «المعتدلين» في «إسرائيل»، وهي ثنائية مصطنَعة تنسى بأنّ الكيان بأكمله هو أحد المشاريع الإمبريالية الغربية.
ترجمة: قاسيون
وفي التحليلات المناهضة للإمبريالية لهذه المرحلة القصيرة، ولكن المحوريّة، هناك جانبان رئيسيّان: أحدهما يركّز على التطّورات العديدة المبشّرة التي يشهدها العالَم، والتي يمكن إجمالُها بتطوّر بريكس وبروزها بشكل واضح كمجموعة بديلةٍ عن الغرب، وتعاطف الشعوب العالميّة المتزايد مع القضيّة الفلسطينية والوعي بالنهج الاستعماري «الإسرائيلي» المدعوم غربياً. أمّا الجانب الآخر فيركّز على الحقائق الحزينة المزعجة التي نضطرّ لأنْ نعيشَها ونشهدها، وأبرزها عملياتُ التدمير والقتل والهمجية المستمرّة اليوم خاصةً ضدّ الفلسطينيين واللبنانيين. من الضروري فهم أنّ هذين الجانبين ليسا متناقضَين بل متّسقان مع التغيّر المرحلي الذي نشهده. وتدفعنا هذه الازدواجية لإيلائِها اهتماماً مضاعفاً. وعلى هذين الجانبَين ركّز رينر رشيّا في مقالاتٍ حديثة له، نورد فيما يلي أبرز ما تناولته من أفكار.
مقاومة الصهيونيّة والإمبريالية هي المعيار
يتجّه العالَم نحو التعددية القطبية والمساواة وتعاونٍ دوليّ تعمل فيه البلدان بشكل متبادل نحو التقدم البشري، وعلى رأسها مجموعة بريكس التي تدفع لتسريع هذا التحوّل، للوصول إلى مستقبلٍ خالٍ من إملاءات رأس المال الاحتكاري. مع ذلك، لا يعني أيّ من هذا أنّ عمليات الإبادة الجماعية التي تنفّذها الإمبريالية سوف يتمّ التراجع عنها.
في هذه المرحلة من انهيار الصهيونية والإمبريالية، وجهود الحرب الهجينة، لا يوجد إنقاذ للصهيونية. إنّ مشروع «إسرائيل» بأكمله يتفكّك، ويعاني من أزمات اقتصادية وطاقيّة وديموغرافية مع استمرار تراجع الدعم العالمي لـ «إسرائيل». هذا يعني أنّ الخيار الأفضل للقوّة المُهيمِنة هو الاستثمار في حملة جديدة كبيرة لزعزعة الاستقرار، والسعي إلى تغيير النظام في البلدان التي انضمّت إلى الصين والبريكس. من الواضح أنّه لا يزال من المفيد للإمبرياليين دعمُ «إسرائيل»، على الرغم من أنها غير قابلة للإنقاذ.
تعتمد الحجج التي تروّج لـ «المؤيّد لفلسطين والمناهض لحماس» على أكاذيب، وهي جزء من الجهد لتضليل المؤيدين لفلسطين بشأن دور حماس. حيث تتعامى هذه الحجج عن حقيقة أنّه حتى لو كان لدى «إسرائيل» خطة للاستفادة من نجاح حماس بانتخابات 2006، فإنّ خطتها أتت بنتائج عكسية؛ فقد انضمّت حماس إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى سواء «الإسلامية» أو «اليسارية» أو «القوميّة العربية» في تحالفِ مقاومة، شارك أعضاؤه الآخرون بشكل مباشر في السابع من أكتوبر. يؤدّي النجاح الاستراتيجي الذي حققته هذه العملية إلى تسريع انهيار «إسرائيل» حيث تصبح فلسطين أقرب من أيّ وقتٍ مضى إلى الدولة، وهذا يبدّد أي روايات حول أنّ السابع من أكتوبر كان «راية كاذبة» -بمعنى مفبرَكة أو سمح بها الاحتلال- فالواقع أنّ «إسرائيل» فشلت في وقف العمليّة لأنّها أصبحت راضيةً عن نفسها ومفرطةَ الغطرسة والثقة في قوّتها الأمنية المفترضة، معتمدة على تقنيات مراقبة متطوّرة كانت بها نقاط ضعف خفيّة. لم يكن السابع من أكتوبر خطّة من نتنياهو لخلق ذريعةٍ للعمل العسكري، بل لقد فوجئ حقاً هو وجميع الصهاينة.
أمّا بالنسبة لمن يقولون إنّهم «ضد الصهيونية وضدّ حماس معاً» فإنّهم يتذرّعون بأنّ حماس ليست أكثر من «إخوان مسلمين»، مستشهدين بكلمة حقٍّ يراد بها باطل تتعلّق بواقع تاريخيٍّ تلقّت فيه جماعة الإخوان المسلمين التسامح أو حتى الدعم المباشر أو غير المباشر من الإمبريالية والصهيونية لغايتَين أساسيَّتين: 1. فرّق تسد. 2. لإبقاء الإخوان المسلمين بعيداً عن مقاومة النظام الاستعماري. لكنّ تأسيس حماس كان على وجه التحديد قطيعة جذريّة مع هذه السياسة السابقة للإخوان المسلمين التي خدمت الصهاينة. حيث أصبحت حماس العدو اللدود للصهيونية نتيجة لأوسلو والانتفاضة الثانية.
من الصواب أن تقاوم مجموعة مسلحة الدولة التي ترتكب الإبادة الجماعية. لقد قامت حماس بما هو صحيح استراتيجياً في إطار مهمّة إنهاء الدولة النازية «الإسرائيلية»، ممّا يعني أنّ التاريخ سيحكم عليها بأنّها قدمت مساهمة حيوية. إنّ هذه المصداقية التي اكتسبتها حماس هي جزء من سبب قيامها بدورٍ في مفاوضات بكين من أجل الوحدة الفلسطينية، حيث تسعى بنجاح للمّ الشمل الفلسطيني مع فتح وخصومها السابقين الآخرين. لو كانت حماس أداةً لنتنياهو، فلن تكون في طريقها إلى الاحتفاظ بمكانة داخل الدولة الفلسطينية القادمة، ولن تكون على استعداد للمشاركة في المحادثات التي تقرّب قيام تلك الدولة. إنّ إدراك هذه الأشياء يعني تبنّي وجهة نظر مختلفة لمناهضة الإمبريالية عن القول إنّ «الحرب سيئة، لذا فإنّ كلا الجانبين سيّئان»، وهي الفكرة التي تروّج لها مثل هذه التشهيرات المناهضة لحماس ضمناً، والمقاومة عموماً.
في هذه المرحلة من انهيار الصهيونية والإمبريالية، يلعب الصهاينة دوراً خاصاً في جهود الحرب الهجينة الإمبريالية لزعزعة الاستقرار، والسعي إلى تغيير النظام في البلدان التي انضمّت إلى مناهضي الإمبريالية مثل الصين وبقيّة مجموعة البريكس.
الإمبريالية في مرحلة تراجع
يتعيّن علينا أن نعمل باستمرار على الحفاظ على موقفنا الاستراتيجي الصحيح، لأنّ هذا هو ما يبقي النضال ضدّ الإمبريالية على المسار نحو تصحيح هذا الظلم الهائل. إنّ الهجمات على غزة والضفة الغربية ولبنان تُظهِرُ الطابع العنيف للعدوّ الذي نواجهُه؛ وإذا تصرّفنا باستسلام فإنّ هذا العدو يمكن أن يستمر في القتل إلى أجل غير مسمّى.
إنّ أولئك الذين يقاتلون الكيان الصهيوني يدركون هذا. عندما بدأت روسيا جهودَها لتطهير أوكرانيا من النازيّة، انتبه قادة المقاومة الفلسطينية إلى ذلك، وعدّلوا من مواقفهم وفقاً لذلك. قال عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، عن العملية العسكرية الروسية: «إنّ أحد دروس الحرب الروسية الأوكرانيّة هو أنّ عصر الهيمنة الأحادية القطبية الأمريكية قد انتهى. لم تكن الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بإعلان الحرب على روسيا؛ ومن لا يستطيع إعلان الحرب لن يحدّد الأجندة الدولية. من هنا يمكننا أن نبدأ الحديث عن مستقبل الكيان الصهيوني». ثمّ في العام التالي، نفّذت حماس عمليّة طوفان الأقصى، موضّحة بذلك الجرأة التي شعرت المقاومة الآن بأنّها مناسبة؛ فقد أظهرت روسيا أنّ الإمبرياليين أصبحوا الآن في وضع أكثر ضعفاً ممّا كانوا عليه في الماضي، وأنّ مناهضي الإمبريالية أمامهم العديد من الثغرات الاستراتيجية الجديدة. في جميع أنحاء العالم، أصبح الكفاح المسلّح تكتيكاً ملائماً في أماكن أكثر بكثير ممّا كان عليه في السابق.
لكنّ الوضع لم يكن مواتياً دوماً لخوض مثل هذا النوع من القتال الذي تخوضه حماس وتحالفها الآن. فقبل نصف قرن من الزمان، عندما كانت الصهيونية وداعموها في مرحلة صعود، كان أكبر حلفاء فلسطين في ذلك الوقت -الاتحاد السوفييتي- في حالة تراجع. خلال تلك الحقبة، تمكّنت الانتفاضة من دفع النضال إلى الأمام، فقد كشفت عن الطبيعة العنيفة المتأصّلة للكيان الصهيوني، وأظهرت دور فلسطين كضحيّة للاستعمار.
ثم اكتسب المعسكر المناهض للإمبريالية المزيد من القوّة، ونما الوعي العالمي بفلسطين بشكل هائل وأصيبت معدة العالَم بالغثيان عندما أطلق الجيش «الإسرائيلي» النار على احتجاجات الفلسطينيين السلمية والصحفيين، وأطلق النار على الأطفال والمعوقين، كلّ ذلك ردّاً على مسيرة سلمية للتذكير بحقّ العودة (حدث ذلك في يوم الأرض في سبتمبر/أيلول 2018، والتي بات اسمها احتجاجات غزة الحدودية أو جمعة انتفاضة الأقصى – المترجِم).
عندما كشفت روسيا عن مدى ضعف الإمبريالية الأمريكية، أدركت المقاومة أنّ لديها فرصة حقيقيّة لشن صراع مسلّح يؤدّي بالفعل إلى إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي». من خلال مسيرة العودة الكبرى، تأكّد أنّ التكتيكات السلميّة وحدها لم تكن كافية؛ منذ تلك النقطة فصاعدًا، كانت المقاومة تبحث عن إشارة إلى أنّ العمل المسلح من شأنه أن يفرز نتيجة مفيدة، وقد قدمت روسيا تلك الإشارة.
لقد كان طوفان الأقصى جرأة استراتيجية؛ وكان أحد الأسباب التي دفعت حماس إلى القيام بذلك هو أنّ غزّة أصبحت تعتبر غير صالحة للعيش منذ عدّة سنوات، وكان لا بدّ من إحداث نوع من الاضطراب من أجل تجنّب مستقبلٍ من التعذيب الجماعي الذي لا ينتهي. نجحت حماس في إحداث مثل هذا الاضطراب، لأنّ الظروف الجديدة جعلت العمل المسلّح مفيداً على نحوٍ لم يكن متاحاً من قبل. الآن أصبح المجتمع «الإسرائيلي» في طور الانهيار، وأصبحت الصهيونية في طريقها إلى فقدان هيمنتها الديموغرافية مع فرار «الإسرائيليين»، وأصبح إنشاء دولة فلسطينيّة أمراً لا مفرّ منه في ضوء الاتجاه الذي يسلكه الدّعم والتضامن العالميّ مع القضية الفلسطينية.
يلخّص أرون كوندناني الأجزاء من نظريات المفكّر الباكستاني إقبال أحمد، المعروف بنشاطه المناهض للحرب، التي تتوافق مع الكفاح المسلَّح، موضّحاً كيف أنّه لم يعارض الأسلحة إلّا عندما تَحُول الأسلحة دون تحقيق تكتيكات أفضل: لقد اعتقد أحمد أنّ هناك ظروفاً تجعل الكفاح المسلح ضرورياً. ولكن ما يهم هو أن يتم تنفيذه في إطار يعرف مَن ينتقي لاستهدافه، ويهدف إلى توسيع الدعم السياسي بدلاً من تنفير الحلفاء المحتمَلين. حيث أشار إلى أنّ الحركات التي تؤسس نضالاتها في منطقة معينة وتسعى إلى التعبئة الثورية للشعوب التي تعيش هناك تميل إلى أن تكون «انتقائية اجتماعياً ونفسياً» في استخدامها للعنف... ويعتقد أنّ المقاومة الفعّالة تتطلّب نهجاً مرناً يتمّ فيه الجمع بين التكتيكات العسكرية والسياسية المتعددة، اعتماداً على موقف الخصم والسياق السياسي الأوسع، بدلاً من النظر إلى العنف واللاعنف باعتبارهما استراتيجيتان مطلقتان وتنفيان إحداهما الأخرى. بهذا المعنى، فإنّ تحليل أحمد للعنف السياسي كان له أساس مختلف عن الإدانات «اليسارية» الأخيرة لعنف حماس.
أصبحت المقاومة الفلسطينية، وتحالف المقاومة الأوسع، و«المتحدّون الجيوسياسيون الأوراسيون» ضد واشنطن، يوجّهون أنفسهم بشكل متزايد نحو ساحة المعركة. لقد توصّلت الدول التي تسعى إلى الاستقلال الاقتصادي إلى العقليّة الاستراتيجية نفسها التي يتبنّاها المقاومون المعادون للاستعمار من الذين لا ينتمون لجنسيّة محددة: إنّها العقلية التي لا يمكن فيها التخلّي عن أيّ تكتيك بالكامل، حيث هناك لحظات تتطلّب العمل المسلح. ليس هناك شكّ في أنّ عالماً جديداً قادمٌ، وأنّ التحوّل الاقتصادي بعيداً عن الأحاديّة القطبية سوف يكتمل. مع ذلك، فإنّ الإمبريالية ترتكب جرائم إبادة جماعية متعدّدة بينما تتمّ قراءة هذه الكلمات، وهذا يعني أنّنا لا يمكن أن نكون سلبيين. نحن بحاجة إلى التصرّف بما يتناسب مع الطبيعة العنيفة للعدو الذي نواجهه، وإلّا فإنّه سيتمكّن من إزهاق أرواح أكثر بكثير.
محاولة تثبيت واقع جديد
إنّ زوال المشروع الصهيوني حتميّةٌ لا رادَّ لها، فقد جلبت أفعالُه زخماً عالميّاً لفلسطين لدرجة أنّ قيام دولة فلسطينيّة أصبح أمراً لا مفرّ منه. ويمرّ المجتمع «الإسرائيلي» بأزمات داخليّة لدرجة أنّ العديد من المستعمرين سوف يغادرونَه بالتأكيد. إنّ الجناح التكنوقراطي للجهاز الإمبريالي يمكنه أن يستشعر أنّ هذا الكيان الفاشيّ يدمّر ذاتَه، وينظر إليه كأداة يمكن استخدامها لتعزيز أهداف الحرب الهجينة، على الرغم من أنّ وقت هذه الأداة محدود. بسبب هذه الإرادة اليائسة داخل الجناح التكنوقراطي للجهاز الإمبريالي لدعم «إسرائيل»، شعرتْ الدولة الصهيونية أنّها يمكن أن تُفلِتَ من العقاب على ارتكاب نكبةٍ أخرى. لقد رأى نتنياهو أنّ مؤيّديه في واشنطن يعتمدون بشكلٍ متزايد على «إسرائيل» مع تراجع الهيمنة الأمريكية، لذلك كان يعلم أنّ البيت الأبيض سيستمر في مساعدته بغض النظر عن مدى انحطاطه.
إلى جانب تأخير خسارة أهمّ أصول واشنطن الاستراتيجية في أوراسيا، هناك هدف آخر تسعى القوّة المهيمنة إلى تحقيقه من خلال المساعدة في هذه الإبادة الجماعية: تطبيعُ وضعِ غزة الراهن. فسوف تكرر الإمبراطورية الإبادة الجماعية الحاصلة في غزة في العديد من الأماكن الأخرى إذا تمكّنت من الإفلات من العقاب؛ فقد وسّعت بالفعل نطاق الدمار إلى لبنان. ومن المفترض أن تكون هذه طريقة لإخبار البُلدان: «هذا ما سنفعله بكم إذا تحدّيتمونا».
إنّ هذه الخطة لا تتمتّع بفرصٍ جديّة للنجاح، لأنّ الجميع يدركون أنّ واشنطن لا تستطيع أن تفعل ذلك في أغلب الأماكن. يتعيّن على القوّة المهيمنة أن تكون أكثر قدرة على التمييز بين الأهداف التي سوف تستهدفها في المرحلة التالية، لأنّها لا تستطيع ببساطة أن تعلن الحرب ضدَّ كل عضو يرفض هيمنتها، بما في ذلك أعضاء مجموعة البريكس. هناك تخوّف من بدء حرب شاملة مع إيران، لأنّ هذا من شأنه أن يخلق أزمة اقتصادية غير مسبوقة؛ وقد تجلّى هذا بوضوح في الطريقة التي مارست بها واشنطن ضغوطها على «إسرائيل» لحملها على ضرب الأهداف العسكرية الإيرانية فقط، على أمل عدم تحريض إيران لشنّ هجوم انتقامي أكبر. في الواقع إنّ مدى الضرر الذي قد تلحقه الإمبريالية أصبح محدوداً على نحو متزايد. فضلاً عن ذلك فإن المقاومة الفلسطينية جاهزة لإفشال مشروع التطهير العرقي في غزة. وقد ازداد عدد أعضاء حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأصبحت الأفكار التي تحرّكها تتمتّع بقوّة أكبر من أي وقت مضى.
إنّ حماس وأعضاء حِلف المقاومة الآخرين سوف يهزمون الكيان، ممّا يخلق الظروف لقيام دولة فلسطينية ويعجّل بسقوط الصهيونية. سوف تكثّف القوة المهيمنة هجومها ضد المعسكر المتحالف مع الصين، وهو ما من شأنه أن يعجّل بزوال واشنطن نفسها. لكي نجعل هذا النصر النهائي يصل في وقت أقرب، ولإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، يتعين على مناهضي الإمبريالية الآخرين أن يأخذوا مثالاً من أولئك الذين حققوا انتصارات على الوحش الإمبريالي.
نجحت حماس وإيران وروسيا وغيرها من القوى المناهضة للإمبريالية لأنّها تبنّت دوراً نشطاً في مكافحة العدو. إنّ المناهضين للإمبريالية مثل مجموعة البريكس ليست قادرة بالضرورة بمفردها على الاضطلاع بهذا الدور، وهي تضمّ أعضاء متحالفين في نواحٍ كثيرة مع الولايات المتحدة؛ عدا عن أنهم لديهم بعض المصالح المتنافسة فيما بينهم أيضاً. يتعيّن علينا أن ندعم مجموعة البريكس ضدّ الهجمات الهجينة، في حين نكافح ضدّ الأفكار الاستسلامية التي تتبنّاها الجهات التي تسعى إلى إضعاف مجموعة البريكس من الداخل. وهذا ما أبرزته الإبادة الجماعية: لا يمكننا تحقيق العدالة إلا من خلال التعامل مع عدوّنا باعتباره المعتدي الوحشي الذي هو عليه في الواقع.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1198