إنفصام الشخصية الأوروبية... إضاءة أولية من الكواليس
«وهل تظن أن إنساناً عاقلاً ومتابعاً لوضع أوروبا السياسي والاقتصادي، يمكنه أن يصدق ما تقولونه عن إعادة الإعمار؟»
«وهل تظن أن إنساناً عاقلاً ومتابعاً لوضع أوروبا السياسي والاقتصادي، يمكنه أن يصدق ما تقولونه عن إعادة الإعمار؟»
تواصل قيادة هيئة التفاوض والمجموعة المتنفذة ضمنها، ممارسة سلوكها المعادي للحل السياسي والمعادي لمسار أستانا والمؤيد للطروحات الغربية الهدامة، خاصة طروحات جيمس جيفري الذي بات من عادته أن يلقي تصريحاته التصعيدية حيناً، والتي لا يمر عليها سوى بعض الوقت حتى تسقط فيلوذ بالصمت، بل يختفي من الصورة كلياً، ليعود بعد فترة بطروحات أخرى، خلبية كما سابقاتها.
أُغلق الحديث مجدداً عن تعويض الأضرار الذي ينتظره المواطنون على أحر من الجمر، فهؤلاء المتضررون كانوا قد تقدموا بمجموعة من الوثائق والثبوتيات خلال الفترات السابقة، كل إلى محافظته والجهة الإدارية التي يتبع لها منزله المتضرر وممتلكاته المسروقة، من أجل الوصول لهذا الحق الموعود.
ما زال أهالي مناطق الحجر الأسود ومخيم اليرموك وجزء من حي التضامن بانتظار تنفيذ العهود الرسمية المقطوعة بشأن عودتهم لبيوتهم، مع تسهيلات هذه العودة على مستوى استكمال ترحيل الأنقاض والردميات، وإعادة تأهيل البنى التحتية، وبدء عودة الخدمات لهذه المناطق، من أجل البدء بعمليات الترميم للمباني والبيوت القابلة للسكن.
2 مليون طن سنوياً هي حاجات الحديد المقدرة لمرحلة إعادة الإعمار، ومقابل هذه الحاجات فإن خردة الحديد كمادة أولية تتوفر بما يكفي، كما يقول المنطق: فالحديد يسحب من بقايا الدمار ويجمّع «بما أنزل الله من سلطان» لدى «متعهدي» تأمين الخردة في سورية، ومع ذلك فإن البلاد تعاني أزمة خردة!
تقول إحدى التقديرات الدولية: إن نمو الاقتصاد السوري في العام القادم 2019 قد يكون عالياً بشكل استثنائي، ويصل إلى 10%... هذا التوقع قائم على تقديرات تسارع التسويات الدولية حول ملف الأزمة السورية، ما قد يعني حصول نقلة سياسية تنعكس استثمارياً واقتصادياً.
بغض النظر عن مدى دقّة هذا التقدير، إلا أن مؤشرات البيئة الاستثمارية للعام الماضي 2018 تقول: إن انفتاحاً في الأفق الاقتصادي قد يحصل فعلاً في سورية، وإن كان هذا يبدو إيجابياً، إلّا أن مؤشرات من العام الماضي أيضاً تشير إلى أن «مطبات» محلية قد تجعل فرصة التحول السياسي- الاقتصادي الإيجابية، إلى فرصٍ محدودة، خاصة وغير عامة.
بلدة عين ترما إحدى بلدات الغوطة الشرقية، والتي عانت كثيراً خلال سنوات الحرب، ما تزال عودة الحياة إليها بشكلٍ كاملٍ معلقة إلى أجلٍ غير مسمى ولأسباب غير معروفة.
استقر التدهور الاقتصادي السوري منذ منتصف عام 2016 تقريباً... ولم يعد يشهد انعطافات كبرى للأسوأ أو للأفضل، وقد ترافق هذا مع تغيرات هامة في حجم المعركة، فانحسارها تحول إلى عامل استقرار نسبي، ولكن عند عتبة متدنية... لن ترتفع تدريجياً بل فقط «بالصدمة الإيجابية».
أنت تشاهد الآن واحدة من القنوات الفضائية الخاصة التي باشرت بثها من خارج البلاد في الموسم الرمضاني الماضي. ما إن ينتهي إعلانٌ دعائي عن مشروع «ماروتا سيتي»- نموذج الإعمار النيوليبرالي السوري- إعلانٌ «يتغنى» بدمشق بوصفها مساحة استثمارية رابحة، حتى تفتح القناة المذكورة ستار شاشتها على برنامجٍ يأخذ على عاتقه مهمة عريضة موازية: «إعادة إعمار أحلام السوريين».
«إنّ التنافس الإستراتيجي بين الدول، وليس الإرهاب، هو الآن الشاغل الرئيسي للأمن القومي الأمريكي»... كذلك تقر إستراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي (2018) المنشورة منذ أيام على موقع وزارة الدفاع الأمريكية والمذيلة بتوقيع جيم ماتيس.