اصطفافات أخرى لغيوم عدوانية في المنطقة
أطلق الكيان الإسرائيلي الاثنين الماضي قمراً اصطناعياً جديداً، إسرائيلي الصنع، للتجسس في خطوة وصفها مسؤولون في وزارة الحرب الإسرائيلية بأنها ستعزز من مراقبة دول معادية مثل سورية وإيران.
أطلق الكيان الإسرائيلي الاثنين الماضي قمراً اصطناعياً جديداً، إسرائيلي الصنع، للتجسس في خطوة وصفها مسؤولون في وزارة الحرب الإسرائيلية بأنها ستعزز من مراقبة دول معادية مثل سورية وإيران.
تعكس أحداث غزة الأخيرة، أو «المحرقة» كما أسماها الصهاينة، حالة التردي العربية والفلسطينية «الرسمية» في أبشع صورها، وخاصة أن المذبحة التي تُرتكب اليوم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لا تشكل حرباً فقط ضد حماس أو غزة وحدها، وإنما معركة توجه مدافعها باتجاه «المحور الإيراني- السوري» ككل، وضد كل من يحاول التصدي للمد الإمبريالي الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر أمريكية أن ضرب إيران بات أقرب من أي وقت مضى، ومع استمرار الحشود البحرية الأمريكية في الخليج بدرجة غير مسبوقة بالتوازي مع تجاوز عدد نظيراتها في المتوسط عددها إبان التحضير لغزو العراق، بدأ سلاح الجو الملكي البحريني و12 سلاحاً جوياً من دول «عربية» وأوروبية والقوات الجوية للبحرية الأميركية يوم الأحد تمريناً جوياً مشتركاً، فيما نفذ لواء من الجيش الكويتي مناورات يوم الاثنين مع وحدات من «قوة دفاع البحرين».
حدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في خطاب حديث له أولويات إدارته بخصوص القضايا الخارجية وبرزت من ضمن ذلك جملة مواقفه من لبنان وسورية والعراق وفلسطين بالإضافة إلى إيران وروسيا.
يأتي انتخاب عبد الله غل رئيساً جديداً لتركيا ليضعها أمام مفترق جديد فيما يتعلق بهويتها وسياساتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية على حد سواء، ولاسيما مع تنوعها الاجتماعي والعرقي والحزبي في إطار من الديمقراطية السياسية التي تغيب عنها المعالم الطبقية.
كشفت وسائل إعلام غربية عن خطط أمريكية لتوجيه ضربات عسكرية لإيران، حيث كشفت صحيفة (صنداي تايمز) مؤخراً أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وضعت خططاً لشن هجمات جوية هائلة ضد 1200 هدف في إيران بهدف إبادة القدرات العسكرية الإيرانية خلال ثلاثة أيام.
بغض النظر عما وصف إعلامياً بـ«التراجع عنها» لاحقاً، فقد جاءت تصريحات وزير الخارجية الفرنسية الأخيرة بخصوص توجيه ضربة عسكرية لإيران - خلافاً للموقف الأوربي المعلن دبلوماسياً - كشفاً للدور الجديد المرسوم صهيونياً لفرنسا ساركوزي (ذي الأصول اليهودية) والمأمول من جانبها في الوقت ذاته بقصد الحلول محل بريطانيا في موقع الحليف الاستراتيجي الأوربي رقم واحد لواشنطن في القضايا العالمية، وحتى لو كان ذلك يتضمن إيجاد حلول عسكرية على الطريقة الأمريكية الهوليودية التي يتبناها صقور المحافظين الجدد في البيت الأبيض والبنتاغون.
بعد اتضاح أهداف تقرير بيترايوس – كروكر، وهي استمرار الاحتلال والتحضير لإقامة عسكرية طويلة الأمد في العراق، أي عكس ماذهب إليه تقرير بيكر- هاملتون من خطورة استمرار المأزق الأمريكي في بلاد الرافدين، وبعد الاعتراف الأمريكي الصريح بأن واشنطن أمام ساحة عمليات واحدة على شكل مثلث رؤوسه تشمل إيران، وسورية، ولبنان « فلسطين ضمناً»، وهي تعمل الآن على محاولة تحطيم هذه الرؤوس لإنقاذ المشروع الأمريكي- الصهيوني التوسعي من الانهيار الاستراتيجي والتقدم باتجاه تنفيذ الحلقات المتممة لمشروع الشرق الأوسط الكبير، وبعد ارتفاع أسعار النفط والذهب، وتراجع الدولار مقابل اليورو كمؤشرات ثلاث خطيرة ظهرت دفعة واحدة تشير إلى اقتراب المواجهة الكبرى، أي توسيع رقعة الحرب باتجاه رؤوس المثلث الآنف الذكر، بعد ذلك كله يمكن تفسير التصالح الذي تم مؤخراً بين ديك تشيني وكوندي رايس لصالح الأخذ بالخيارات العسكرية تجاه إيران وحزب الله وسورية.
وفق مقال نشر في صحيفة «سانداي تايمز أوف لندن» البريطانية بتاريخ 2 أيلول، وضع البنتاغون خطة هجماتٍ جوية مكثفة هدفها تدمير 1200 هدف استراتيجي في إيران في غضون ثلاثة أيام. في الأسبوع الماضي، شرح «أليكسيس ديبات»، مدير قسم الإرهاب والأمن القومي في مركز نيكسون، في محاضرة لصحيفة «ناشيونال إنترست» المحافظة المتخصصة في السياسة الخارجية، بأنّ الجيش لا ينوي «الهجوم بأسلوب منتظم» على المراكز النووية الإيرانية، بل «إنه يستعد لاجتثاث الجيش الإيراني بأكمله».
نشر محللان أمنيان بريطانيان دراسةً في 28 آب الماضي بلغت عدد صفحاتها ثمانين صفحة، تضمنت ما يقشعر له البدن حول العنف المدمر الذي ستستخدمه الولايات المتحدة في حال هاجمت إيران، حيث تقول هذه الدراسة: «لقد أجرت الولايات المتحدة تحضيرات لتدمير أسلحة الدمار الشامل في إيران، وطاقتها النووية، ونظامها، وقواتها المسلحة، وآلة الدولة والبنية التحتية الاقتصادية في غضون بضعة أيام، لا بل بضع ساعاتٍ تلي أمراً يعطيه الرئيس جورج دبليو بوش».