افتتاحية قاسيون 1231: كرة النار تتدحرج والنتيجة معروفة!

افتتاحية قاسيون 1231: كرة النار تتدحرج والنتيجة معروفة!

يواصل القانون الموضوعي المعروف عمله: الحرب هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية، وكلما تعمقت أزماتها أكثر، كلما وسعت نطاق الحرب أكثر. وفي عالمنا اليوم، وبعد أن فقد المركز الغربي القسم الأعظم من عمليات الإنتاج الحقيقي وبقي لديه المركز المالي الدولاري وهيمنة بعطالة الماضي على المؤسسات الدولية، باتت الحرب أداته الوحيدة والأهم، وبات كله رئة حديدية حربية، بحيث لم يعد لديه ما يقدمه للكوكب سوى الحروب والدمار والعقوبات...

ينطبق هذا الكلام على الحرب التي شنتها «إسرائيل» بدعم أمريكي ضد إيران، والتي التحق بها الأمريكي بشكل مباشر صباح الأحد 22/6/2025.

في البعد الجيوسياسي، فإن الحرب التي تخوضها أمريكا ليست على إيران وحدها، أو على مشروعها النووي أو غير ذلك مما يقال في الإعلام الغربي؛ هي في الجوهر حرب ضد القوى القارية الصاعدة وضد تغير حاسم في ميزان القوى الدولي، وضد انفجارات داخلية قادمة في المراكز الغربية، هي نتاج طبيعي للفارق الفلكي بين مستويات الاستهلاك وبين الإسهام الفعلي في الإنتاج الحقيقي على المستوى العالمي.

في البعد الجيوسياسي أيضاً، فإن المطلوب أمريكياً و«إسرائيلياً» هو التفتيت والإضعاف الشامل لمجمل منطقة الشرق الأوسط، بكل دولها وأنظمتها، بما في ذلك السعودية وتركيا ومصر، على أمل كسر الميزان الدولي بما يسمح بالفتك ببقية بلدان المنطقة والعالم.

ولأن هذا الأمر مفهوم إلى حد بعيد من جانب الدول وأنظمتها وشعوبها، فإن موجة عالمية واسعة تتشكل لإدانة صناع الحرب الغربيين. شملت هذه الموجة كل الدول العربية وتركيا وباكستان، إضافة لدول من أمريكا اللاتينية وأفريقيا إضافة للصين وروسيا، بل وشملت حتى جزءاً كبيراً من المعارضة الإيرانية داخل إيران وخارجها، ضمن اصطفاف عالمي تبدو به دول «الجنوب العالمي» أقرب لبعضها من أي وقت مضى.

بالنسبة للأهداف المعلنة التي يضعها «الإسرائيلي» والأمريكي، فإن أياً منها غير قابل للتحقيق العملي، ما يفتح الباب نحو احتمالات أشد خطورة من كل ما جرى حتى الآن، ويفتح الباب بالحد الأدنى على معارك استنزاف طويلة، بحيث يتم تأجيل إعلان النتائج النهائية...

ولكن مهما بلغت درجة الخطورة، فإن المنتصر النهائي والخاسر النهائي، لا تحددهما معركة هنا ومعركة هناك، ولا حتى الحرب بمجملها ببعدها العسكري البحت... ما يحدد المنتصر والخاسر هو مدى تحقيق الأهداف السياسية للحرب؛ فمن يحقق أهدافه يكسب، ومن لا يحققها يهزم.

 

وفقاً لتقديرات الخبراء «الإسرائيليين» والأمريكيين أنفسهم، فإن الهدفين المطروحين: إنهاء البرنامج النووي، إسقاط النظام الإيراني، باتا أبعد منالاً بعد عشرة أيام من الحرب، وخاصة لأن العدوان الخارجي وحد الصفوف الداخلية، ناهيك عن المساعدات المعلنة وغير المعلنة، السياسية والعسكرية، التي ترسلها دول المحور المقابل، التي لا مصلحة لها بنصر أمريكي/«إسرائيلي».

كرة النار تتدحرج وتزداد أواراً، وتعبر تعبيراً مجسداً عن الوظيفة العضوية لـ«إسرائيل» في منطقتنا، ولأمريكا في العالم... والمعركة بأبعادها المختلفة يمكنها أن تمتد زمنياً، لكن نتيجتها معروفة منذ الآن؛ «الإسرائيلي» والأمريكي محكومان بالهزيمة، وشعوب منطقتنا وشعوب العالم، محكومة بالانتصار! 

(English Version)

معلومات إضافية

العدد رقم:
1231
آخر تعديل على الأحد, 22 حزيران/يونيو 2025 20:58