عرّف ما يلي: الشرق الأوسط الجديد

عرّف ما يلي: الشرق الأوسط الجديد

قدّمت «إسرائيل» مصطلح «الشرق الأوسط الجديد» في 2023 على أنّه مشروع استراتيجي شامل للمنطقة؛ لكنّه في الواقع امتداد لمشاريع سابقة...

ما هي المشاريع السابقة؟

لا يمكن نقاش مصطلح الشرق الأوسط الجديد دون التعريج على أصله الوارد لدى شمعون بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد»، ومصطلحات مشابهة طرحتها الولايات المتحدة سابقاً، بعد الغزو الأمريكي للعراق 2003 قدّمت الولايات المتحدة لأول مرة مصطلح «الشرق الأوسط الكبير» ضمن قمّة مجموعة السبع في 2004، وحاولت تسويق هذه المبادرة عبر خطة شاملة شملت رقعة جغرافية كبيرة شملت دولاً عربية وإيران وتركيا وصولاً إلى دول وسط آسيا وجرى تقديمها على أنها مشروع «لإصلاح سياسي» كبير مع فرض الوصفة الغربية في الاقتصاد، وضمناً طرح «شراكة من أجل السلام» في إشارة إلى فرض «إسرائيل» على الدول المحيطة، لكن كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في حينه طرحت للمرة الأولى مصطلحاً متمماً للخطة الأمريكية، وهو «الفوضى الخلاقة» وكان جوهر ما أرادت رايس قوله، هو أن الولايات المتحدة وفي سياق إنجاز مشروعها الاستراتيجي ستكون مضطرة لفرض فوضى «مؤقتة وضرورية» لإعادة التأسيس السياسي والجغرافي في هذه المنطقة، وكان غزو العراق المثال الأمريكي الأبرز.

كيف يمكن نشر هذه الفوضى؟

فرض هذا النمط من الفوضى يحتاج أدوات محددة، أبرزها التدخل العسكري الأمريكي المباشر في مرات عديدة، لكنّه يشمل أيضاً إطلاق يد «إسرائيل» عبر فرض سلسلة من الحروب العدوانية المستمرة، إلى جانب فرض الأجندات الاقتصادية الليبرالية الغربية التي عملت على تفتيت النسيج المجتمعي في المنطقة، وإغراق شعوبها بحالة من الفقر والعوز. إلى جانب تفجير جملة من الفوالق القومية والطائفية والدينية في المنطقة، ما سيؤدي بمجموعه إلى اضطرابات اجتماعية واسعة تفتح المجال أمام تدخلات أمريكية و«إسرائيلية» هدامة.

ماذا عن الشرق الأوسط الجديد؟

سوّقت «إسرائيل» هذا المشروع على أنّه السبيل لمواجهة النفوذ الإيراني، لكنّه في الواقع جاء كخطة تنفيذية للمشروع الأمريكي الأساسي، فمن جهة رأت الولايات المتحدة و«إسرائيل» ضرورة حشر دول عربية في اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني، لإنشاء تحالف تقوده تل أبيب يعمل على إعادة رسم خريطة المنطقة، عبر استهداف دولها واحدةً تلو الأخرى، إذ لم تعد حدود «سايكس-بيكو» كافية بل يجب تنفيذ عملية تفتيت شاملة لتسهيل السيطرة المباشرة، وكان الطرح «الإسرائيلي» عن ضرورة تقسيم سورية المثال الأبرز، ثم بدأت الحرب على إيران لا بهدف تدمير البرنامج النووي فحسب، بل الأهم هو محاولة تكرار النموذج العراقي الذي أنتج بلداً هشّاً معرّضاً للتقسيم، وأدى إلى مقتل ما يقارب مليوني عراقي، هذا فضلاً عن تأثيرات خطيرة على استقرار المنطقة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000