«فضيحة الماركات» ... والغرب عالةً على الكوكب!
ما تزال تداعيات «فضيحة الماركات» التي أطلقتها الصين في بداياتها فحسب. الكل بات يعرف القصة؛ مجموعة كبيرة من صناع المحتوى الصينيين، ينتجون فيديوهات من داخل مصانع صينية، تقوم بتصنيع كل البضائع التي تبيعها الماركات الكبرى المشهورة في العالم؛ الماركات مسجلة باسم شركات غربية في الغالب. الفضيحة ليست فقط أن الصين هي من تصنع كل بضائع هذه الشركات، بل وأيضاً الفضيحة الأكبر هي الفرق بين التكاليف الحقيقية والأسعار التي تقوم هذه الماركات بالبيع بها... فروقات من نمط أن بضاعة تكلف 5 دولار يجري بيعها ب 100 دولار، وأخرى تكلف 50 دولار يجري بيعها بـ 2000 دولار... وهكذا.
البعض يناقش الموضوع من باب السخرية من الأغنياء الذين لا يقبلون إلا باقتناء الماركات الغالية، ويعبرون من خلال امتلاكها عن ثرائهم الفاحش، وضمناً عن فراغهم وسطحيتهم وتفاهتهم. ولكن هذا ليس إلا جانباً واحداً من الأمور التي يمكن استنتاجها من «فضيحة الماركات»... الجانب الآخر الأكثر أهمية، هو أن الغرب وشركاته الكبرى التي تقدم نفسها بوصفها قمة الحضارة والتكنولوجيا والسيطرة، ليست في الحقيقة سوى سمسار لا ينتج شيئاً، ويبيع جهود الآخرين، بل ويبيعها بوقاحة منقطعة النظير، من حيث معدل النهب والنصب من جهة، ومن حيث التكبر والتعالي وتقديم نفسها بوصفها شركات عريقة وإلخ... في حين إنها مجرد سمسار يستثمر في الإعلانات والترويج وليس في الإنتاج، والله أعلم من يقوم بإنتاج الترويج الإعلاني لهذه الشركات، ربما الصين أيضاً!
إذا سرنا خطوة إضافية في معالجة المسألة، وانطلاقاً من أن الدول في الغرب باتت محكومة بالشركات منذ عدة عقود، فإن هذه الدول-الشركات، هي نفسها باتت عالة على البشرية ككل، لا تنتج، وإنما تسمسر على تعب الآخرين وإنتاجهم، مستفيدة من موقعها ضمن النظام المالي والسياسي الدولي... وهذا أمر لا يمكن أن يطول، ونحن نشهد نهاياته بأمِّ أعيننا...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1223