لكي نعرف ماذا في إيطاليا...

لكي نعرف ماذا في إيطاليا...

كلنا يتذكر عبارة «حسني البورظان»-نهاد قلعي، في المسلسل الشهير «صح النوم»: «إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا فيجب علينا أن نعرف ماذا في البرازيل»... الجملة، وفي سياقها الكوميدي، تحوّلت لتكون شكلاً من أشكال السخرية المبطنة من أولئك الذين «يعقدون» المسائل، لكن الحقيقة هي أن حدثاً يجري في أقصى الغرب قد يرتبط بشكل وثيق بحدث آخر في أقصى الشرق!

 علينا الاعتراف أن عموم الناس يرغبون في معرفة خلاصة الأمور بشكل سريع ومبسط؛ ففي سورية مثلاً، يسألون: كيف وصلنا إلى مكاننا هذا؟ ويتوقعون أن يكون الجواب محدوداً بحدود البلد، وبسيطاً وواضحاً... لكن إذا أردنا قول الحقيقة ينبغي الاعتراف أن سورية بالتحديد ترتبط كثيراً بما يجري في العالم ككل.
في 2011، وتحديداً بعد انفجار الاحتجاجات الأولى، تعقد المشهد كثيراً، وأخذت دول في الإقليم والعالم العربي تبدي رأيها وتدخلاتها، وسرعان ما بدأت القضية السورية تنتقل من الإقليم إلى العالم، ولم يعد مستغرباً أن نسمع أسماء قرى نائية في سورية على لسان مسؤولين كبار في دول عظمى، حتى ظن البعض أن سورية هي «مركز الكون» أو أن ثروات دفينة لا تعد ولا تحصى موجودة هنا، وهذا ما بدا تفسيراً مقبولاً بالنسبة لهم لفهم كل هذا الاهتمام الدولي بسورية.

سورية تقع في نقطة حيوية من هذا العالم، وتشكّل جزءاً من مساحة اتصال أساسية بين الشرق والغرب وبين القارات الثلاث القديمة، لكن هذا وحده لا يفسر ما جرى في العقد المنصرم، بل هناك عوامل أخرى أسهمت بوضعنا تحت دائرة الضوء؛ واحد من أهم هذه العوامل كان أن خريطة القوّة على المستوى العالمي تتغير، والصراع كان يشتد بين قطب أمريكي يتراجع وأقطاب دولية أخرى تتقدم، وتحوّل هذا الصراع ليكون عاملاً أساسياً في فهم أي حدث، والآن وإن كنا نطمح فعلاً لأن نعرف كيف وصلنا إلى مكاننا هذا... علينا حقاً أن نعرف ماذا يجري ليس في البرازيل فقط، ولكن أيضاً في إيطاليا وأمريكا وروسيا والصين وفرنسا وإلخ... هي مهمة صعبة بلا شك، ولكنها ضرورية جداً ولا مفر من القيام بها!

معلومات إضافية

العدد رقم:
000