المحرر السياسي: نحن، وحرب ترامب التجارية!

المحرر السياسي: نحن، وحرب ترامب التجارية!

ينشغل العالم بأسره بالحرب التجارية التي أطلقها ترامب قبل أيام برسومه الجمركية الجديدة، وبالنتائج والتأثيرات الضخمة التي ستترتب عليها، ليس على المستوى الاقتصادي والمالي فحسب، بل وأيضاً على كل المستويات، السياسية والعسكرية والجيوسياسية، في مختلف أنحاء العالم.

ورغم أنه من الصعب الخروج بنتائج سريعة، إلا أن بين أهم النقاط التي يمكن تأكيدها، (والتي تهم السوريين بالدرجة الأولى)، ما يلي:
أولاً: اتجاه «الحمائية الاقتصادية» الذي يفرضه ترامب، والذي تلجأ إليه كل دول العالم اليوم، إلى هذه الدرجة أو تلك، يتعارض بالمطلق مع اتجاه «الاقتصاد الحر» الذي ما يزال البعض يبشرنا بأنه الملاذ والمنقذ والمخرج من كل الأزمات.
ثانياً: إذا كان هنالك أحد يعوّل على رفع قريب للعقوبات الأمريكية، فإن عليه أن يستفيق من أوهامه سريعاً، لأنها أوهامٌ قاتلة تدحضها الوقائع السياسية والاقتصادية. وعلينا بالتالي أن ننطلق في رؤية وضعنا الاقتصادي من قاعدة أن العقوبات لن يتم رفعها، ما يعني أن المخرج الوحيد هو الاعتماد على طاقاتنا الداخلية، وعلى التعاون مع الدول التي لها مصلحة في استقرار سورية والتي تتجرأ على معارضة الأمريكي، وعلى رأسها الصين، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والمعاشي الكارثي الذي تعيشه البلاد سيستمر بالتردي والتراجع.
ثالثاً: الحرب التجارية العالمية التي بدأت للتو، تثير الرعب والاهتزاز في دول مستقرة وقوية اقتصادياً حول العالم بسبب ما ستحدثه من تضخم وركود وتقطع لسلاسل التوريد وارتفاعات ضخمة في أسعار السلع وإلخ، فكيف الحال بدولة كدولتنا، اقتصادها مدمر بشكل شبه كامل؟ ما يعني أن عدم اتخاذ إجراءات سريعة وجذرية بالمعنى الاقتصادي-الاجتماعي والسياسي، سيزيد من سرعة التراجع وسيضاعف التهديدات الوجودية التي تعيشها بلادنا ووحدتها.
رابعاً: كل الدول المحيطة بنا، القريبة والبعيدة، ستتأثر أيضاً، وستتعمق مشكلاتها الاقتصادية في المدى القريب، وبالتالي السياسية والاجتماعية والأمنية، وهذا سيعزز من الأخطار علينا.
كل هذا يعني أننا أمام ناقوس خطر حقيقي يتطلب التعامل معه بأعلى درجات المسؤولية والوطنية عبر تجميع قوى السوريين لتخطي المرحلة الصعبة القادمة. والطريق واضح: مشاركة سياسية حقيقية، مؤتمر وطني عام، حكومة وحدة وطنية!

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000
آخر تعديل على الخميس, 10 نيسان/أبريل 2025 12:28