عرف ما يلي: الرسوم الجمركية
دور أسئلة عديدة في أذهان الكثيرين حول الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخراً على كل دول العالم تقريباً، وحول تأثيراتها المتوقعة. فما هي الرسوم الجمركية، وكيف تؤثر بالتجارة الدولية وفي سياسات الدول وحياة الناس؟
ما هي الرسوم الجمركية؟
الرسوم الجمركية هي نسبة مئوية محددة تفرضها الدول على البضائع التي تقوم باستيرادها من الخارج. مثلاً كانت الولايات المتحدة تفرض على السيارات المستوردة من الصين رسماً جمركياً قدره 27.5% (قبل رفع الرسوم مؤخراً). وإذا أخذنا بضاعة هي سيارة كهربائية صينية كمثال، وبافتراض أن سعر السيارة عند خروجها من الصين ووصولها إلى حدود الولايات المتحدة هو 20 ألف دولار، فإن سعرها في الولايات المتحدة سيكون 25500 دولار. أي أن الضريبة الجمركية في هذه الحالة تبلغ 5500 دولار، تأخذها الحكومة الأمريكية من التاجر الذي يقوم بالاستيراد، والتاجر بدوره يحملها للمشتري الأمريكي.
لماذا تفرض الدول رسوماً جمركية؟
السبب الرئيس لفرض الرسوم الجمركية هو حماية الإنتاج المحلي. فمع فرض الرسوم الجمركية تصبح البضاعة الأجنبية أغلى من البضاعة المحلية، ما يشجع المواطنين على استهلاك منتجاتهم المحلية بشكل أكبر من المنتجات الأجنبية. وهذا بدوره ينشط الصناعة والزراعة الداخلية، ما يعني يعزز النمو الاقتصادي.
من جهة ثانية، فإن الموارد التي تحصل عليها الحكومة من خلال الرسوم الجمركية تدخل ضمن موازنتها، وتستطيع استخدامها في الإنفاق على الخدمات المختلفة بما في ذلك البنية التحتية، التي يعزز تطويرها الإنتاج والنمو.
ما هو الميزان التجاري وما علاقته بالرسوم الجمركية؟
هو مفهوم بسيط يحسب الفرق بين ما تصدره الدولة وما تستورده. حين يكون ما تصدره الدولة أكثر مما تستورده، يقال إن الميزان التجاري رابح، وحين يحدث العكس يقال إنه خاسر، ويقال إن الدولة لديها عجز في ميزانها التجاري، وفي هذه الحالة تساعد الرسوم الجمركية على تقليل العجز لكنها تبقى وسيلة تأثير محدودة.
لماذا يفرض ترامب هذا القدر من الرسوم الجمركية على العالم كلّه؟
يقول ترامب إنه يستطيع عبر الرسوم تنشيط الصناعة المحلية ويدفع الصناعيين لإعادة فتح المصانع في أمريكا، لكن الواقع يقول غير ذلك تماماً! فإعادة توطين الصناعة داخل الولايات المتحدة مسألة شبه مستحيلة نظراً لأن تكاليف الإنتاج أكبر بكثير من تكاليفه في دول العالم الأخرى، ويظهر أن الهدف الرئيس لترامب هو توجيه ضربة للاقتصادات العالمية وخاصة الاقتصاد الصيني، ودفعهم للتفاوض معه على ملفات سياسية مختلفة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000