عرّف ما يلي: الرأي العام

عرّف ما يلي: الرأي العام

نسمع في كثيرٍ من الأحيان آراءً متناقضة بشكل كلي تتردد في مجتمع واحد، وفي بعض الأحيان داخل الأسرة الواحدة! فيكف يمكننا تعريف الرأي العام؟ وما السبيل لمعرفة الرأي العام في بلد مثل سورية، وكيف يمكن تحديده بدقّة؟!

ما هو الرأي العام؟

يرتبط المصطلح بدراسة محصلة آراء الشعب باعتماد طرق علمية معروفة ومضبوطة، وعادة ما يجري تحديد قضايا محددة وسبر الآراء حولها لدى عينة واسعة من المجتمع تأخذ بعين الاعتبار الخلفيات الثقافية والمستوى التعليمي وغيرها من المعطيات، ومن أشهر الوسائل لتحديد الرأي العام حول مسألة محددة هو إجراء استبيانات للرأي تستهدف شريحة محددة ليتم تفريغ نتائجها لاحقاً واستخلاص النتائج باستخدام علم الإحصاء.

هل هناك وسائل أخرى غير الاستبيانات لمعرفة الرأي العام؟

يمكن معرفة وقياس الرأي العام بطرق مختلفة فمثلاً عند إجراء انتخابات حرة تعكس نتائجها الرأي العام للناخبين، مثل تأييد هذا المرشح أو ذاك وغيرها من المسائل، كما تؤدي الأحزاب السياسية الحقيقية دوراً في تكوين صورة عن الرأي العام، فيفترض من الأحزاب أن تكون على صلة حيّة ومباشرة بالمجتمع وتستطيع لذلك سبر الآراء حول المسائل المختلفة، وتستطيع الأحزاب النشطة أن تكوّن نظرة دقيقة عن كافة المسائل والمزاج العام اتجاهها.

ما هي خطورة الدوائر المغلقة في بناء تصوّر عن الرأي العام؟

ما نقصده بالدوائر المغلقة هي حين يتحرك شخص في مساحة ضيقة من المجتمع ويلتقي بشكل متكرر بالأشخاص ذاتهم ما يدفعه للاعتقاد أن آراءهم كافية لتعميمها على المجتمع، ففي دمشق مثلاً هناك 2.6 مليون إنسان، وإن احتك الشخص العادي بمئة شخص في محيط العمل والأسرة خلال أسبوع يكون بذلك قد تواصل مع 0,003% من إجمالي سكان دمشق وحدها! ما يوضح أن آراء هؤلاء الـ 100 قد لا تعكس بالضرورة المزاج العام في مدينة واحدة.

هل تساعد وسائل الإعلام بمعرفة الرأي العام؟

من حيث المبدأ يمكن أن تؤدي وسائل الإعلام دوراً في تحديد الرأي العام وخصوصاً إذا ما تابعت إحصائيات متابعيها وقامت باستبيانات بشكل دوري، لكن ينبغي ألا ننسى أن وسائل الإعلام غالباً ما تكون منحازة لرأي محدد؛ ففي سورية مثلاً كان التلفزيون الرسمي يصوّر «المسيرات المليونية» ليقول إن الرأي العام يميل إلى دعم الرئيس الهارب بينما كانت محطات تلفزيونية أخرى تقول إن الرأي العام السوري معاكس تماماً.

وفي الحقيقة فإن وسائل الإعلام بالمجمل، باتت تلعب دوراً في تشويه الرأي العام ومحاولة قيادته، أكثر بكثير من دورها في التعبير عنه، ما يجعل من الواجب علينا كسوريين أن نبحث عن أشكال منظمة للتعبير الحقيقي عن رأينا بعيداً عن المتاجرة به من أي جهة كانت...

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000