ارفع راسك فوق... من درعا لكل السوريين!
أوقع الاعتداء الذي ارتكبته قوات الاحتلال «الإسرائيلي» يوم الثلاثاء 25 آذار، على قرية كويا في الريف الغربي لمحافظة درعا، 7 شهداء انضموا إلى قافلة طويلة من الشهداء الذين قدمهم الشعب السوري ابتداءً من استشهاد عز الدين القسام عام 1935 على أرض فلسطين في مواجهة الاحتلال البريطاني، والذي كان «الأب الشرعي» للكيان، قبل أن تنتقل «العهدة» للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
أبناء درعا، كما كل أبناء سورية، لم يرتضوا الذل والمهانة التي يحاول الصهيوني فرضها على البلاد وأهلها، وهبوا لمقارعة المحتل ووضع حد لغيّه وعجرفته. قد يحاول بعض من سلب الإعلام الغربي عقولهم، القول إن مقاومة كيان متجبر ومدعوم دولياً، هو مغامرة طائشة. ولمن يقول ذلك، نقول: أولاً، التاريخ يعلمنا أن أكثر القوى تجبراً مصيرها الهزيمة أمام أصحاب الأرض في نهاية المطاف، وكلمة السر هي الإصرار والثبات، والأمثلة في هذا الشأن لا تنتهي، من فرنسا في الجزائر إلى الولايات المتحدة في فيتنام... وثانياً، فإن التوازنات الدولية مختلفة كلياً عما يحاول الصهيوني تصويره؛ فهو في حال تراجع متواصل ارتباطاً بتراجع صاحب مشروعه الأساسي، أي الأمريكي... والفيصل في قراءة التراجع والتقدم، هو بالدرجة الأولى، الأرقام الاقتصادية التي تدل دلالة واضحة لا لبس فيها على طبيعة الوضع الحقيقي لكل دولة من الدول، وخاصة أرقام الإنتاج الحقيقي.
ينبغي أن ننتبه أيضاً، أن مجمل السلوك العدواني للكيان، يعبر من جهة عن عدائه الشامل لكل أبناء سورية، ولسورية نفسها كدولة، ومن جهة ثانية عن الأزمات الداخلية المتعاظمة التي يعيشها الكيان، والتي باتت تشكل تهديداً وجودياً حقيقياً له، خاصة بتضافرها مع التغير الدولي الجاري؛ فمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدث عنه نتنياهو، ليس مجرد مشروع توسعي، يحاول تقديم نفسه كمشروع تقوم به جهة قوية منتصرة، بل هو على العكس من ذلك، المشروع الوحيد الذي يمكن أن يسمح للكيان بالاستمرار؛ لأن مجمل التفاهمات الجديدة على المستوى الإقليمي، تدمر في العمق وظيفة الكيان كبلطجي في المنطقة، وكمصدر للمشكلات والتوترات والحروب وعدم الاستقرار... تحصين الداخل السوري، وتعزيز السلم الأهلي، هو بين أهم أدوات الدفاع ضد الصهيوني، وعلينا كسوريين أن نقوم بكل ما يلزم في هذا السبيل...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000