ما هي التداعيات المتوقعة لمبادرة أوجلان؟

ما هي التداعيات المتوقعة لمبادرة أوجلان؟

أطلق الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، وهو الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، يوم الخميس الماضي دعوة تاريخية لحل الحزب وإلقاء سلاحه والذهاب نحو السلام والعمل السياسي ضمن تركيا، ورحب كل من الرئيس التركي أردوغان وزعيم الحركة القومية التركية دولت بهتشلي بهذه المبادرة، بعد قتال استمر قرابة 40 عاماً.

رغم أن هذه الدعوة قد تبدو مسألة تركية داخلية فقط، لكنها في الحقيقة تؤثر على كامل الإقليم، وعلى الدول الأربعة التي تنتشر ضمنها القومية الكردية، أي تركيا وإيران والعراق وسورية.
رالمشروع «الإسرائيلي» المسمى «الشرق الأوسط الجديد»، والذي يسعى لتفتيت دول المنطقة كلها على أسس قومية ودينية وطائفية، عبر تأجيج الصراعات بشكلٍ مستمر بين كل مكونات هذه البلدان الأربعة، بما يسمح بإضعافها واستنزافها وبما يخدم الصهيوني ويجعله سيداً للمنطقة كلها، استمراراً لسياسة «فرق تسد» التي صاغها البريطاني الذي يعتبر الأب الشرعي للحركة الصهيونية منذ اتفاقات سايكس بيكو ووعد بلفور.
التداعيات الإيجابية التي يمكن أن تترتب على هذه الدعوة هي تداعيات كبيرة وستشمل كل المنطقة بما فيها سورية؛ ما يعني بالملموس أن السير خطوات إضافية نحو استكمال توحيد سورية باتت احتمالاته أعلى وأكبر، وخاصة عبر حل ملف الشمال الشرقي عبر الحوار والتفاهم والتوافق.
الاصطفاف الفعلي لشعوب ودول المنطقة يزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، ويظهر ضمنه أن الكيان الدخيل الذي تم زرعه لإضعاف هذه الشعوب وهذه الدول لم يعد قادراً على أداء وظيفته التاريخية، رغم كل العنجهية والصلف والتكبر التي يحاول إظهارها. وهذا التوجه نحو نزع فتائل الاقتتال والتفجير على مستوى المنطقة، هو بالضبط ما يفسر درجة الشراسة التي يظهرها الصهيوني في محاولاته تفجير سورية من الداخل وضرب السلم الأهلي فيها، بالاستناد إلى القضايا القومية والطائفية... لأن استكمال وحدة سورية، رغم ضعفها الحالي، يعني نقطة النهاية لمخطط «الشرق الأوسط الكبير» الذي لا يتعامل معه «الإسرائيلي» بوصفه مخططاً للتوسع فحسب، بل بالأساس بوصفه الطريقة الوحيدة للبقاء في ظل تغير موازين القوى الدولية بشكلٍ هائل بالضد من معلمي هذا الكيان وأصحاب مشروعه الأساسيين؛ أي الغرب الاستعماري ككل، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
-