تنظموا... تنظموا... تنظموا!

تنظموا... تنظموا... تنظموا!

الانتصار الذي جرى أفرح قلوب السوريين وهدهد تعبهم المتراكم عبر عقود، وهم الآن ضمن ما يشبه استراحة المحارب، لأن هذا النصر ما زال غير كامل... وأجمل الانتصارات هي تلك التي لم تأت بعد!

فليس أخطر على السوريين من الغرق في زهوة نصر غير مكتمل: ما جرى حتى اليوم هو إزاحة السلطة السياسية السابقة ورموزها، وهم الذين لعبوا دوراً أساسياً في تعطيل حل الأزمة السورية منذ انفجارها... ولكن رحيلهم لا يعني أن السوريين أنهوا النظام السابق؛ فالنظام السياسي هو مجموعة من السياسات المتكاملة، ولا يمكن إنهاؤه إلا عبر القطع مع تلك السياسات كلياً، وصياغة سياسات بديلة جديدة تخدم عموم السوريين... تجارب مصر وتونس وغيرها، أثبتت أن رحيل رأس الهرم لم يكن كافياً لإنهاء النظام، بل وأثبتت أن النظام أعاد إنتاج نفسه بشكلٍ كامل، وإنْ بوجوهٍ وطرابيش جديدة... ولذلك نحن الآن أمام فرصة ذهبية لا ينبغي تفويتها، وإذا ما أردنا حقاً بناء نظام سياسي جديد، فلا بد لنا من انخراط جدّي في عمل سياسي منظم قادر على حشد ملايين السوريين لتوجيه الضربات إلى الذين يطمحون لنهب ثروات سورية وتعب السوريين؛ فالتاريخ يعلمنا، أن العمل السياسي هو أرقى أشكال النشاط الاجتماعي، وأن خط التقسيم الوحيد الضروري هو ذلك الخط الفاصل بين الناهبين والمنهوبين، ولا يخفى على أحد أن الناهبين يملكون كماً هائلاً من الموارد، يسيطرون عبرها على الإعلام وغيره من أدوات التلاعب والسيطرة، وهم منظمون أشد تنظيم، ولا يمكن إلحاق الهزيمة بهم إلا إذا ما تمت مواجهتهم بشعبٍ منظم يملك برنامجاً متكاملاً، ويستعد للنضال السياسي لضمان مستقبله الكريم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1205