أعداؤنا أم أعداء السلطة السابقة؟!
لا يختلف اثنان أن النظام السوري عمل بشكل ممنهج على قمع الحريات، ونهب البلاد والاستئثار بالسلطة، متستراً وراء شعارات جوفاء وشكلية، حتى اختلطت الصورة أمام السوريين وجرى دفعهم بشكلٍ ممنهج، وعبر النظام نفسه، نحو تكريس مقولة: إن «إسرائيل» لم تكن عدواً، وربما تأثروا بالدعاية الصهيونية التي تقول: إن سلوك النظام وتحالفاته كان المشكلة... لكن ضباب الدعاية المسمومة سرعان ما بدأ يتبدد بعد رحيل بشار الأسد ورموز السلطة السابقين، ولم يكد السوريون يبدؤون فرحتهم، حتى شن جيش الاحتلال مئات الضربات التي أنهت مقدرات الجيش السوري، وتحديداً، تلك المخصصة للتصدي للعدوان الخارجي من رادارات ومنظومات دفاع جوي وصواريخ استراتيجية. واختار الكيان الصهيوني لحظة حساسة لتوجيه «الضربة الأكبر في تاريخه»؛ اللحظة التي شعر الشعب السوري فيها أنه مقبل على استعادة سلطته على مقدراته التي راكمها من ثرواته دون مِنة من السلطة السابقة.
أثبتت «إسرائيل» منذ يوم الأحد 8 كانون الأول، أن عدوها كان وما يزال هو شعب سورية الذي لطالما صاغ موقفه من أي نظام سياسي على أساس موقف هذا النظام من «إسرائيل» بالتحديد، وتحمل الملايين منهم مظالم النظام السوري على أساس ادعائه أنه يستعد لمعركة تحرير الجولان التي لم تأت أبداً رغم انتظارها لعقود، واليوم يجد السوريون أنفسهم مضطرين للإجابة عن سؤال أساسي: ما هو السبيل لتحرير أرضنا؟ ولن يكون من الصعب أن يعرفوا جميعاً أن ثمن التطبيع كان باهظاً جداً، ولم يحصل المطبعون العرب على أي مكسب، بل فاقم التطبيع مشاكل شعوب المنطقة، وكشفهم أمام عدوهم «الإسرائيلي» الذي كان دائماً الوجه الآخر لناهبيهم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1205