الاحتكارات الكبرى الزراعية: هل سيجوع الشرق؟
لا يحتاج المرء الكثير من الأدلة ليثبت أنه ليس للشعب الأوكراني نوق ولا جمال في هذه الحرب. إلا أن للإمبريالية قطيع من النوق والجمال والأرباح. الحرب في أوكرانيا كانت الإعلان عن بدء الاصطفاف الدولي الحاد بين قطبين. ولأن هذه الحرب ليست مسألة أوكرانية، فقد كان على الشركات الاحتكارية الكبرى في العالم أن تعلن موقفها من روسيا، وبالتالي موقفها من قطبي العالم الذي يتشكل أمام عيوننا اليوم.
من الأمثلة على ذلك: شركة يارا إنترناشيونال وهي أكبر احتكارات الأسمدة على مستوى العالم مع 36% ملكية للحكومة النرويجية، فقد أصدرت بياناً تحدثت فيه عن تداعيات الحرب عليها في أوكرانيا. ورغم أن البيان قد ساق الكثير من البيانات التي توضح أهمية روسيا لهذا القطاع بوصفها مصدّراً للمواد الأولية للأسمدة، حيث أن 25% من هذه المواد تستورد من روسيا، مما يجعلها أكبر مصدر عالمي لهذه المواد، لكن يؤكد البيان، أن الشركة الاحتكارية ستسعى للتعاون لإخراج روسيا من سلسلة الغذاء الدولية. وعن نتائج تغيير كهذا يقول البيان: «الآن، مع الاضطرابات الجيوسياسية، فإن أكبر مصدر للمواد الأولية بالنسبة لإنتاج الغذاء الأوروبي معرض للتقييدات، ولا يوجد بديل على المدى المنظور. إحدى النتائج المحتملة للأمر أن وحدهم الجزء الأكثر امتيازًا من سكان العالم سيحصلون على ما يكفي من الغذاء».
أما شركة سينجينتا العالمية، ومقرها في بازل، تحدثت عن أن لها الكثير من المصالح في أوكرانيا وروسيا، وأنها ستحتفظ بأعمالها حاليا في روسيا. إن هذا القرار الحكيم لشركة كانت حتى الأمس من أهم ركائز القطب الإمبريالي في الصناعات الكيماوية، يعود إلى تصرف حكيم قامت به الحكومة الصينية سابقاً، إذ قامت الشركة الحكومية الصينية Chem Chinaبشراء سينجينتا أكبر شركة كيمائية زراعية في العالم فيما عرف عام 2020 بأكبر صفقة على مستوى الصناعات الكيماوية التي ستغير وجه هذا القطاع. وبذلك تكون هذه الشركة الاحتكارية قد قُيدت عن القيام بأعمال عدوانية تهدف لتجويع الشرق.
الكثير من الشركات الاحتكارية الكبرى سئلت من الصحافة عن خططها في مواجهة الأزمة، وكثير منها لم يرد الإفصاح، ربما من مبدأ داروا على قضاء حوائجكم/ أرباحكم بالكتمان.. لكن الجميع أكد أن التأثير سيكون هائلاً على قطاع الغذاء، وأن الجميع يحضر خطط أزمة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1060