افتتاحية قاسيون 1021: قمة بوتين- بايدن والمعارضة السورية

افتتاحية قاسيون 1021: قمة بوتين- بايدن والمعارضة السورية

يحتل الحديث عن قمة بوتين- بايدن التي ستعقد في السادس عشر من الجاري في جنيف، المكانة الأولى ضمن مختلف النقاشات السياسية الراهنة. وليس ذلك بالأمر المستغرب، خاصة حين يتعلق الأمر بنقاط اشتباك حامية كما هي الحال في سورية.

لن نمضي عميقاً في محاولة التنبؤ بما يمكن أن تنتجه هذه القمة فيما يتعلق بالأزمة السورية، ولكن سنبحث بشكل عام النتيجتين المنطقتين اللتين يمكن أن تقع إحداهما.

إذا ما تم التوافق بين الطرفين، فإنّ عملية الحل السياسي لتنفيذ القرار 2254 ستحصل على عزم إضافي ودفع كبير يتطلب بالضرورة ملاقاته بالمعنى السوري الداخلي. وهذا يعني بالدرجة الأولى: أنّ على المعارضة السورية أن تعيد النظر في تركيبتها وهياكلها بحيث تكون جاهزة لمواجهة النظام كطرف مفاوض. وأمر كهذا لا يمكن تحقيقه دون توحيد مواقف قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية، ودون إضعاف وعزل ذلك القسم من المعارضة الذي يمتاز بطابعه التابع وغير المستقل، سواء أكانت تبعتيه للخارج أو لـ«الداخل»، والذي لعب طوال السنوات الماضية دور الخادم لكل من لا يريد إنهاء الأزمة بما في ذلك متشددو النظام أنفسهم!

في حال لم يتم التوافق حول سورية بين الطرفين الروسي والأمريكي خلال القمة المقبلة، فإنّ المهمة نفسها تصبح أكثر إلحاحاً؛ لأنّ عدم مساعدة الظرف الدولي على الدفع باتجاه الحل تتطلب عزماً داخلياً مضاعفاً من الوطنيين السوريين في المعارضة، عبر عزل مختلف القوى المشبوهة، والمسارعة إلى إعادة تنظيم الصفوف بما يسمح بالضغط لانتزاع الحل السياسي من متشددي النظام، وسيساعد في ذلك بكل تأكيد توسيع التقاربات بين الوطنيين من مختلف الأطراف، والذين يسعون باتجاه الحل وباتجاه إخراج البلاد من أزمتها وحمايتها من التقسيم.

إنّ الاتجاه الملموس لتطور الأمور على الأرض السورية، يثبت مع كل مطلع شمس، أنّ القوى الغربية عموماً، والأمريكي والصهيوني بشكل خاص، وبالتقاطع المصلحي مع قوى الفساد الكبير والنهب الكبير في النظام والمعارضة، يسعون جميعاً ليس إلى إبقاء الوضع القائم كما هو فحسب، بل وبتأزيمه أكثر ودفعه نحو نهاياته «المرجوة» من قبلهم، أي: لدفعه نحو انهيار شامل يصل نحو تفتيت، ونحو انفجار جديد أشد خطورة وكارثية من كل ما جرى حتى الآن... وهكذا «انفجار»، ربما يكون خطة الخروج الأفضل من وجهة النظر الأمريكية.

لذلك كلّه، فإنّ الدفع بشكل جاد نحو تعاون أوثق بين الوطنيين، لإعادة تشكيل وهيكلة المعارضة بما يسمح لها بتأدية المهمة الملقاة على عاتقها، هو أمر غير قابل للتأجيل، وهو خطوة لا بد منها للوصول إلى التطبيق الكامل للقرار 2254، بما يعنيه ذلك من فتح الباب نحو التغيير الجذري الشامل، ومن إنفاذٍ لحق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه، وربما قبل ذلك: إعادة توحيد سورية شعباً وأرضاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1021
آخر تعديل على الأحد, 06 حزيران/يونيو 2021 20:28