دليقان: الترويكا متوافقة والكرة في ملعب الأمم المتحدة
أجرت إذاعة «روزنه» يوم الأربعاء 19/12/2018، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو منصة موسكو للمعارضة السورية، مهند دليقان، تناول فيه آخر المستجدات السياسية المتعلقة بحل الأزمة السورية، وبحث تشكيل اللجنة الدستورية.
ما هو الخلاف الجوهري بين الدول الضامنة؟ ولماذا تجتمع أصلاً الدول الضامنة لكي تقرر تشكيل اللجنة الدستورية؟
سأبدأ من الجزء الثاني من السؤال حول اجتماع الدول الضامنة. نشأت الدعوة أساساً باتجاه اللجنة الدستورية عن مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي الذي رعته ودعت له فعلياً الدول الثلاث الضامنة، ولذلك هي المعني الأساس بتشكيل هذه اللجنة هذا من جانب، من جانب آخر هذه الدول بمجموعها هي المؤثر الأساس عملياً في الساحة السورية، ولها صلات جيدة بأطراف الأزمة السورية سواء لجهة النظام أو لجهة المعارضة، لذلك هي تتميز بموقع أساس بكل الإجراءات اللازمة لحل الأزمة السورية.
من جانب آخر، وحول ما يُروّج عن وجود خلافات ضمن الترويكا- أستانا ، فما جرى فعلياً في جنيف يوم أمس (الثلاثاء 18/12) أثبت أن التوافق بين مجموعة أستانا هو توافق بنسب عالية وما رُوّج على أن هنالك خلافاً ثلاثياً هو ما منع إعلان اللجنة الدستورية أمس يتجاهل أن المباحثات كانت فعلياً بين طرفين (الأمم المتحدة ودي ميستورا من جهة، وترويكا أستانا من جهة أخرى). وجرى التعبير بشكل واضح في البيان المشترك الثلاثي، بأنه جرى تقديم نقاط تفاهم مشتركة بين هذه القوى للأمم المتحدة، لذلك، الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة...
هل يمكننا القول أن المفاوضات عملياً بين الدول الكبرى؟
هذا واقع الأمور، لأن المسألة السورية لها جانبان: لها جانبها الدولي- الإقليمي، ولها جانبها الداخلي. حتى الآن لم نصل إلى تلك المرحلة التي يكون فيها التفاوض فعلياً هو بين السوريين، الخطوة المطلوبة الآن كي نقلع بحلٍ سياسي حقيقي، هي: إنهاء التفاوض على المستوى الدولي، ما يجري فعلياً حتى الآن هو تفاوض بعيدٍ إلى حد ما بالمعنى الدولي، لأن كل الدول المتواجدة والمؤثرة ضمن الساحة السورية لا تزال غير واصلةٍ إلى التوافقات المطلوبة.
وبالمعنى السياسي، يعني: أن الأساس إلى عدم الوصول إلى اتفاق هو إصرار المجموعة الغربية وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية، لأن إستراتيجيتهم اليوم كما أعلنوا فعلياً على لسان ماتيس وفي الإستراتيجية المنشورة عن الدفاع الأمريكية أن ما يعنيهم الآن هو التنافس بين الدول وليس محاربة الإرهاب، لأن محاربة الإرهاب على عكس ما يقولون ليست الأولوية الأولى، بل الأولوية الأولى هي التنافس تحديداً مع روسيا والصين. وهذا ما يدفعهم إلى عدم إنهاء الأزمة السورية التي يعتبرونها مكاناً لاستنزاف الخصوم.
كيف تبدو اللجنة الدستورية اليوم؟ كيف تبدو تشكيلتها؟ هل تستطيع هذه اللجنة أن تشكل دستوراً أو أن تعدّ لدستور مستقل لا يستطيع النظام من خلالها فرض أجندته على سورية المستقبل؟
سؤال افتراضي لحد ما، لأن اللجنة لم تُعلن بتفاصيلها بعد حتى نستطيع أن نخرج بآراء نهائية حتى.
أنتم كمعارضة معتدلة أعني أنكم لا تطالبون برحيل الرئيس قبل أية مرحلة انتقالية، هل ستسمحون بذلك أم لا؟
نسمح بماذا؟
أن يكون للنظام ثلث معطل داخل اللجنة الدستورية...
بالنسبة للتوافقات المطلوبة ضمن اللجنة الدستورية، ومسألة وجود ثلث معطل أو غير معطل، إذا نظرنا إلى الموضوع بعيداً عن ضيق الأفق الذي يرى مسألة الدستور فقط، من جهة من سينتصر الآن، النظام أم المعارضة؟ ننظر إلى الدستور ولجنة الدستور بوصفها مدخلاً طويل الأمد في سورية، ولكي نصل إلى حلٍ من هذا النوع فإن المسألة ليست تكسير إرادات بين النظام والمعارضة.
ينبغي أن تكون تشكيلة اللجنة وآليات عملها تسمح إلى وصول لتوافقات حقيقية، وليس إلى انتصار أحد الأطراف كما يتوهم البعض وما زال مصّراً سواءً في النظام أو في المعارضة، لا يمكن الوصول لحل عن طريق غلبة أحد الطرفين.