الانسحاب الأمريكي... إشارة بدء الحل الحقيقي بيان من حزب الإرادة الشعبية
شكل القرار الأمريكي بالانسحاب من سورية، مؤشّراً هامّاً على الرجحان الواضح لكفة الميزان الدولي الجديد بعكس المصلحة الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً. وهو انسحاب كان سيجري عاجلاً أم آجلاً، ولكن الأمريكي اختار توقيتاً يتوخى عبره غايتين:
الأولى: هي تقليل حجم الخسائر، ومحاولة الخروج بإرادته قبل أن يصبح استحقاق طرده أمراً واقعاً.
الثانية: محاولة توتير الأجواء سعياً وراء تحويل انسحابه إلى فتيل اقتتال وصراع شامل بين كل مكونات المنطقة بما فيها ثلاثي أستانا.
إنّ انسحاب الأمريكي، إذ يشكل خطوة هامة على طريق استعادة سيادة الشعب السوري على أرضه، فإنه يشكل أيضاً فرصة مهمة للسير قدماً نحو الحل السياسي الشامل عبر القرار 2254 والكفيل وحده بتوحيد الشعب السوري من جديد، واستعادته لسيادته الكاملة، لتحديد مصيره ونظامه القادم.
ولكي تكون الاستفادة الحقيقية ممكنة من هذا الانسحاب، وتلافي الألغام الأمريكية، ينبغي، وعلى وجه السرعة، العمل على المحاور التالية:
- تعميق التفاهمات بين ثلاثي أستانا، وهو ما نرى مؤشراته واضحة مع الإعلان عن آلية مشتركة حول سورية.
- إدخال المكونات السياسية السورية الموجودة شرق الفرات، وعلى رأسها المكونات السياسية الكردية، ضمن العملية السياسية السورية بمختلف تفاصيلها، بما في ذلك التوافق بين السوريين على حل المشكلات المتعلقة بشكل الدولة وطريقة توزيع السلطات، والكف نهائياً عن أوهام الاستناد إلى الأمريكي، الذي لم يصدر عنه خير عبر كل تاريخه في المنطقة، بما في ذلك تجاه الشعب الكردي.
- الجيش السوري هو الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تقف على الحدود السورية، وأن تستعيد المساحة التي احتلت من سورية خلال الفترة الماضية، الكلام نفسه ينطبق على كل منطقة فيها وجود أجنبي، أياً يكن هذا الوجود، ويجب أن يجري ذلك للوصول إلى السلم الأهلي وتوطيده.
سواء التزمت واشنطن بالانسحاب الذي أعلنته، أم عادت عنه وحاولت المماطلة، فإنّ الإجراءات الثلاثة السابقة، كفيلة بإجبار الأمريكي على الالتزام بما أعلنه، وكفيلة كذلك بفتح طريق الحل السياسي بشكل لا رجعة فيه، ولذا فإنّ على السوريين جميعاً العمل بهذا الاتجاه.
دمشق
20/12/2018
حزب الإرادة الشعبية