لا خوف على الجولان

لا خوف على الجولان

شهدت الأسابيع الماضية حملات محلية واسعة في قرى الجولان السوري المحتل، لمواجهة الانتخابات المحلية التي تريد قوات الاحتلال فرضها للمرة الأولى، في القرى الأربعة: مسعدة- بقعاثا- عين قنيا- مجدل شمس. وذلك في إطار العمليات التصعيدية (الإسرائيلية) التي تشهدها الأراضي المحتلة عموماً في فلسطين، وفي سورية.

نجحت الحملات الشعبية في إلغاء الانتخابات في قريتين من أربع، وفي تحويل الانتخابات إلى حالة مقاومة شعبية وموقف سياسي ناضج في القرى الأخرى. والأهم أنها أظهرت الكلمة الواحدة لأهالي الجولان المحتل، وأفهمت الكيان أن التحديات الشعبية في وجهه، ستكون أمضى وأصعب من الظروف الدولية المعقدة التي تسد الأفق أمامه.. رغم (الهوبرة) الأمريكية.
سيسعى المحتل للتصعيد في الجولان، نتيجة لأزمته التي يراها في اللوحة الدولية المعقدة التي تواجهه، والتي يمكن تكثيفها من موقع الكيان بالتالي:
تراجع إطار الحماية الدولية «لإسرائيل»، أي: الأمريكان بالدرجة الأولى. الأمر الذي سيبقي الكيان مكشوفاً، ويؤدي إلى تراجع إمكانات (البلطجة) الدولية، كتجاوز القرارات، وتبرير الاحتلال وفرضه كأمر واقع. وعلى الجانب الآخر من اللوحة الدولية، تتقدم عبر العالم القوى التي تريد تطبيق وفرض الشرعية الدولية، كسلاح في مواجهة تاريخ التعدي الأمريكي المستخدم في نشر الفوضى عالمياً.
الأمر الذي سيجعل إنهاء الاحتلال، وتنفيذ القرارات الدولية، مطلباً مدعوماً بالوضع العالمي الجديد. ولن تمتلك قوى الفوضى العالمية في الغرب، أن تحمي الكيان، كما لم تستطع أن تحمي مشاريعها التي تخدمه في كامل سورية: فلا المنطقة الجنوبية أصبحت منطقة عازلة، ولا استطاعت «إسرائيل» أن تمنع رفع قدرة الردع العسكرية السورية إلى S-300، والأهم: أن سورية لم تصبح «أثراً بعد عين» كما كانت الإرادة الأمريكية والصهيونية تبتغي..
إن استعادة وحدة البلاد كاملة، وسيرها نحو التسوية السياسية وفق قرارات الشرعية الدولية وتطبيق القرار 2254، كخارطة طريق، تسمح باستعادة وتعزيز الوحدة الوطنية، وإعادة البناء السياسي والاقتصادي والوطني بأسس شعبية جديدة. هو الطريق الذي لا ينفصل عن المطالبة باستعادة الجولان، والوصول إلى استعادته، وإخراج المحتل.
اللحظة الدولية اليوم، تسندها القوة الصلبة لشعبنا تحت الاحتلال، تجعل النضالات الشعبية سواء في المعركة ضد الانتخابات في الجولان، أو في الإطارات المشتعلة لشباب قطاع غزة، أكثر فعالية سياسية من السفارة الأمريكية في القدس، بل من كل الترسانة النووية لدولة الاحتلال.

آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 00:51