عملاق اقتصادي - عملاق عسكري
«الولايات المتحدة تجبر الصين على الاتحاد عسكرياً مع روسيا»، عنوان مقال بيوتر أكوبوف، في «فزغلياد»، حول التعاون الروسي الصيني المتنامي على خلفية الضغوط الأمريكية.
وجاء في المقال: سيعقد المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك للمرة الرابعة، فهو يعقد سنوياً منذ سبتمبر 2015. حتى الآن، بدا أن الحدث الرئيس في المنتدى، هو: مشاركة الزعيم الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إلى جانب فلاديمير بوتين. قادة الدول الثلاث الأكثر أهمية في المنطقة سيجتمعون للمرة الأولى معاً. ولكن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، تحدث، الثلاثاء، عن أن المناورات العسكرية «فوستوك 2018»، ستبدأ في 11 سبتمبر. وهذا يعني: أن المنتدى والمناورات سيسيران بالتزامن.
الأهم هو: أن جيش التحرير الشعبي الصيني يشارك في هذه المناورات. وسيشارك فيها حوالي 3200 جندي صيني، وأكثر من 900 قطعة من مختلف أنواع الأسلحة و 30 طائرة ومروحية.
أصبحت المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين ممارسة سنوية، فمنذ العام 2012 كانت هناك تدريبات بحرية. لكن لم يكن هناك قبل الآن مشاركة واسعة النطاق في التدريبات العسكرية للبلدين. هذا يرتقي بعلاقات البلدين إلى مستوى جديد. وعلى الرغم من أن موسكو وبكين تؤكدان طوال الوقت: أن تفاعلهما ليس موجهاً ضد دول أخرى، فإن واشنطن لا تخفي استياءها مما يحدث.
يتعين التقارب بين روسيا والصين بقرب مصالح البلدين الإستراتيجية والخيار الواعي لقيادة الدولتين. لكن الأمريكيين، استناداً إلى مصالحهم الجيوسياسية، كان يمكنهم على الأقل محاولة عدم فعل ما يعزز التحالف بين موسكو وبكين. وهم، بدلاً من ذلك راحوا يضغطون على كل من روسيا والصين في الوقت نفسه. كل محاولات الرئيس ترامب لتغيير هذه الإستراتيجية الانتحارية للولايات المتحدة باءت بالفشل. محاولاته للتخفيف ولو قليلاً من المواجهة في العلاقات مع موسكو حوصرت بنجاح من قبل المؤسسة الأمريكية. في الوقت نفسه، يتصاعد الضغط على الصين. وإذا كان ضغط ترامب على الصين يقتصر على الجانب التجاري- الاقتصادي، فإن إدارته تلعب، بالتوازي مع ذلك، لعبتها على الساحة العسكرية السياسية