جميل: مواقفنا ثابتة... واستهدافنا يهدد العملية التفاوضية
أجرت قناة «روسيا اليوم»، يوم الأربعاء، 7/2/2018 حواراً مع رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، د. قدري جميل، وذلك في إطار الحديث عن نتائج مؤتمر «سوتشي»، والتطورات السياسية الأخيرة بما يخص الحل السياسي للأزمة السورية، وفيما يلي نقدم أبرز الردود والأفكار التي جرى تداولها خلال اللقاء.
حول نتائج مؤتمر «سوتشي»، وانعكاساته على هيئة التفاوض، قال جميل: «هيئة التفاوض ما زالت تناقش هذا الموضوع، كانت تناقشه وما زالت تناقشه، وعندها اجتماع موسع كما في العاشر من هذا الشهر. اليوم اجتمعوا مع دي مستورا، وجرى بحث هذا الموضوع، واستفهموا حول أشكال وآليات المشاركة في هذه العملية، وأعتقد أنهم أخذوا الأجوبة الكافية وسيذهبون إلى الرياض في العاشر من هذا الشهر، من أجل صياغة موقف هيئة التفاوض التوافقي بين مكوناتها الستة».
تشويه بيانات منصة موسكو مرفوض..
وبخصوص البيانات الصادرة عن منصة موسكو، والانتقادات الموجهة للمنصة، أكّد جميل: «نحن أصدرنا خلال الأيام الثلاثة الماضية ثلاثة بيانات، البيان الأول: حول الوضع العام، والبيان الثاني: حول ضرورة تحييد المدنيين في العمليات العسكرية، من أجل إلغاء الخسائر بين صفوفهم، لأنه لا ذنب لهم فيما يجري، أينما جرى ذلك، والبيان الثالث: الذي صدر اليوم حول الوضع في عفرين وضرورة تنفيذ قرارات أستانا. الانتقادات جاءت حول البيان الأول، ماذا قلنا في البيان الأول؟ قلنا: أن هناك مبالغات إعلامية كثيرة حول ما يجري في إدلب والغوطة، ونحن يجب ألّا نأخذ مصادرنا الإعلامية من مكان واحد، كي نحدد موقفاً سياسياً، أي أنه مطلوب التمهل والتريث بهذا الموضوع، كي لا نغلط سياسياً. ثانياً: نستغرب الذين يرفعون صوتهم اليوم عالياً حول مواضيع إدلب والغوطة الشرقية_ وهم أهلنا وهم سوريون وهم إخوتنا، ولا يهون علينا نهائياً أن يُمَسّوا_ هم يسكتون نهائياً عن عفرين. وقلنا أيضاً أن هؤلاء أنفسهم يؤيدون لا ورقة مجموعة الخمسة (تيلرسون) التي في نهاية المطاف تعني تقسيم سورية، لذلك البيان في النهاية هو معالجة سياسية لعدة نقاط، هناك من اتهمنا أننا نؤيد قصف المدنيين، والذي يعود إلى البيان ويرى فحواه سيرى أن هذا تشويه للبيان، وتقويل لنا لما لم نقله أصلاً، وهذا عملياً تزوير نحن نرفضه، وسنبقى على موقفنا، ولن يخيفنا الترويع والإرهاب».
إرادة الشعب السوري هي إنهاء الكارثة الإنسانية
أوضح جميل أن: «إرادة الشعب السوري تنعكس بأشكال مختلفة، ولا يحق لأحد من أوساط المعارضة، القول بأنه يمثلها لوحده. نحن في هيئة التفاوض متفقون: أن إرادة الشعب السوري اليوم هي إنهاء الكارثة الإنسانية، واستمرار مكافحة الإرهاب حتى اجتثاثه، وهو متمثل اليوم في جبهة النصرة في إدلب، التي يسكت اليوم كثيرون عنها، وثالثاً: بدء عملية التغيير الوطني الديمقراطي. هذه هي إرادة الشعب السوري، ونحن نفهمها هكذا، هنا يوجد تعقيدات وتفاصيل كثيرة تجري، والمطلوب بشكل عاقل، أن يجري التعامل معها كي نستطيع أن نحل الأمور واحدة تلو الأخرى، ونحن استغربنا جداً التصعيد الذي جرى، ورأينا أنه يستهدف نتائج «سوتشي» لأن «سوتشي» عملياً كان ناجحاً من حيث إقرار لجنة الإصلاح الدستوري، ومن حيث البيان الختامي الذي أيدته الأمم المتحدة، لذلك هذا الهجوم على منصة موسكو المقصود منه في نهاية المطاف_ حسب ما نشعر نحن_ هو هيئة التفاوض، لأنه هناك من لم يعجبه تركيب التفاوض الواسع».
سوتشي إحدى مسارات التفاوض في جنيف..
وأضاف جميل: «هناك الكثير من الذين لا تروق لهم النتائج التي وصلت إليها «سوتشي» ولكن الذي أريد أن أوضحه: أن «سوتشي» يبقى مساراً من المسارات التي يجري على أساسها التفاوض في جنيف، وهو الدستور وهناك قضايا أخرى، هي من اختصاص الوفدين المتفاوضين في جنيف، وفد حكومة الجمهورية العربية السورية، ووفد المعارضة السورية. وفد المعارضة السورية كي يكون شرعياً على أساس القرار 2254 يجب أن يحتوي كحد أدنى المنصات الثلاث، التي أشار إليها القرار الدولي المذكور، لذلك اليوم، إبعاد أية منصة عن هذا الوفد يعني: إفقاد هيئة التفاوض شرعيتها الدولية، ويعني إيقاف المفاوضات في جنيف، وأنا أتساءل: لمصلحة من، الذين يطالبون بإبعاد منصة موسكو عن الهيئة التفاوضية؟ هل هذا الموقف هو موقف ضد منصة موسكو، أم هو ضد المفاوضات المباشرة التي يجب أن تبدأ بين وفد الحكومة ووفد المعارضة؟ إذا لم يكن موجود وفد المعارضة الشرعي، على أساس القرار الدولي كيف ستبدأ المفاوضات؟ لذلك سأقول لك بالمختصر: أن وراء الأكمة ما وراءها».