عرفات: بيان «الرياض2» غير مُلزِم... 2254 المرجعية
أجرت إذاعة «ميلودي»، وقناة «الغد العربي» خلال الأسبوع الفائت، حواراً مع عضو منصة موسكو، وأمين حزب الإرادة الشعبية، علاء عرفات، للحديث حول مؤتمر «الرياض2»، وآخر المستجدات السياسية بما يخص حل الأزمة السورية، وذلك في إطار التحضيرات للجولة الثامنة من جنيف، التي انطلقت يوم الثلاثاء 28/11/2017، والتي ستستمر لغاية الخامس عشر من شهر كانون الأول.
المطلوب تنفيذ 2254..
وفي ردٍّ حول ما حملته اللحظات الأخيرة من مؤتمر«الرياض2» وموقع منصة موسكو من الاجتماع، أكّد عرفات: «حقيقةً نحن خارج الاجتماع، الوفد شيء والاجتماع شيء، من قال: أن الوفد يجب أن يخرج من الاجتماع؟! الوفد يمكن تشكيله بأية طريقة، الوفد يخرج من الاجتماع في حال كان هناك انتخابات، وبالاجتماع لم يكن هناك انتخابات، كان هناك تشكيل وفد من هنا اثنين ومن هنا ثلاثة وجمعوا الأوراق وتم تشكيل الوفد لا يوجد شيء يقتضي عقد اجتماع من هذا النوع من أجل تشكيل الوفد الواحد». وأضاف: «الفكرة الأساسية من «الرياض 2» هي أن الكيان المسمى «الهيئة العليا للمفاوضات» الذي انتهى، كان يحاول أن يحضّر مؤتمراً لنفسه، وكان يعتقد أنه من الممكن أن يوسع تمثيل المعارضة ضمن هذا الكيان، وهذا كان بالنسبة لنا غير مقبول. وبالمناسبة حتى لمنصة القاهرة غير مقبول. في الاجتماعات التحضيرية قلنا لهم: إننا غير مهتمين بالانضمام إلى الهيئة العليا للمفاوضات، نحن مهتمون في الوفد الواحد، ولدينا اعتراضات كثيرة على طريقة تشكيل المؤتمر، لأن المؤتمر تمت دعوتنا إليه أولاً: سبعة أعضاء ثم أصبحنا عشرة، ومنصة القاهرة عشرة، هيئة التنسيق أربعة عشَر، والائتلاف اثنان وعشرون، وهناك مستقلون حوالي السبعين شخصاً، مرجحاً أن التحديد أتى من الائتلاف ومن حوله، بالرغم من أنه من حيث الشكل تبدو الخارجية السعودية هي من حددتهم».
وتابع عرفات: «الوفد الذي سيمارس عملية المفاوضات عدده 18 نحن ومنصة القاهرة لدينا ستة بين 18، والمرجعية الخاصة بالوفد هي الوفد ذاته وليس أحد آخر. حاولنا أن نطبق نظرية الثلث الضامن بهذا الموضوع، وجرى اعتبار الـ 36 عضواً (الوفد الموسع للمعارضة) هم المرجعية إذا كان هناك شيء مختلف عليه يجري حل القضايا ضمن 36 وبالتصويت». «ضمن آية تشكيلة من التشكيلات يوجد ممثل لمنصة موسكو وممثل لمنصة القاهرة وهذا ما تم الاتفاق عليه، 18 هم من سيجلسون على الطاولة، ومن الممكن أن تكون الجلسة تتطلب 6 أشخاص فيتم إرسال 6 أشخاص وليس 18 وإذا كان شكل النقاش، سلال على سبيل المثال وبشكل متواز فسيكون هناك أكثر من وفد في أكثر من مكان».
وأكّد عضو جبهة التغيير والتحرير: «البيان الختامي غير ملزم لنا ولا لغيرنا، الوفد ذاهب للمفاوضات لتنفيذ القرار الدولي 2254 وليس هناك أي شيء آخر، الخلاف في البيان الختامي على النقاط السياسية، لن نقبل أي أحد يقول أن المرجعية هي البيان الختامي، المرجعية هي: القرار الدولي 2254»، مضيفاً: «نأمل خيراً من أن تتطور الأمور باتجاه الوصول إلى عملية تفاوضية جدية حقيقية، توصلنا إلى حلول، ونرى أن هناك عقبات ما تزال موجودة تحتاج إلى تذليل، مثل: العقلية الموجودة في صفوف المعارضة بموضوع الشروط المسبقة، وأيضاً عند الوفد الحكومي لأن الوفد الحكومي يطالب بالبقاء، ويقول: بأن موضوع الرئاسة خط أحمر، وهذا أيضاً شرط مسبق، في المفاوضات ليس هناك شيء اسمه خط أحمر، يتم نقاش في كل شيء وبكل وضوح».
«سوتشي» داعم لجنيف..
وأضاف: إن مسار جنيف هو المسار الأساس الذي سيؤدي عملياً إلى الحل السياسي في سورية، ولكن هناك مسارات أخرى مثل: «آستانا» و«سوتشي» وهي مسارات داعمة لجنيف.
وحول علاقة مسار جنيف بدور روسيا، أوضح عرفات: «روسيا عملياً هي المهندس الأساس لجنيف، لذلك روسيا ليست بصدد إفشال تنفيذ القرار 2254، بل بالعكس هي بصدد إنجاح تنفيذه. طوال المرحلة الدولية التي سبقت الأزمة السورية، كانت الحلول التي تصاغ للأزمات الدولية هي على النمط الذي كنا نراه في اليمن وليبيا، في الأزمة السورية التي لها أبعاد عديدة ومعقدة إلى حد بعيد، إذا ذهبنا إلى اليمن من الذي يتصارع؟ اليمنيون بين بعضهم وهناك طرفان داعمان وهم السعوديون والإيرانيون، في سورية كم طرف يوجد؟ هذا التعقيد يحتاج إلى حلول وابتكارات تتناسب معه، لذلك موضوع جنيف طُرح، وهناك قرار دولي وهناك عمل ما من أجل بدءً مفاوضات. وقد أنتج أيضاً مساراً آخر، هو مسار عسكري بالدرجة الأولى في «أستانة» وجرت محاولة تطويره إلى مسار سياسي، بالمناسبة من خلال قصة الدستور، ولم تنجح كما تبين، لذلك هم يفتحون مساراً سياسياً جديداً اسمه «سوتشي» وهو داعم لجنيف، المشكلة مع هذه المسارات أنه كلّما فُتح مسار هناك أطراف كثيرة تتخوف أنه بديل عن جنيف، رغم أن الداعين إليه يؤكدون أنه ليس بديلاً لجنيف».
وتابع عرفات: «اللقاء في سوتشي إلى الآن هو اجتماع تشاوري ليس أكثر، هو خطوة للأمام، السوريون سيتحدثون هناك عن التغييرات المطلوبة، وكيفية السير بالحل السياسي، وحول موقفهم من 2254 وموقفهم من الانتخابات، وموقفهم من أستانا وإلخ.. هذا الكلام مفيد. من جهة، من حق السوريين أن يناقشوا قضاياهم المختلفة، بدءاً من الدستور وكل القضايا التي تتعلق بمستقبل سورية، وهذا ضروري حتى لو لم تخرج منه قرارات، وربما قد تخرج قرارات من سوتشي. ومن جهة أخرى: فإن هذا يفتح الباب للحوار، وهو أمر مفيد، ودعونا نتذكر آخر مرة حصل حوار سوري في 2011 بصحارى، وقد كان فتح هذا الباب مفيداً جداً. العملية السياسية غير مرهونة بعشرين سياسياً، يجب أن تتوسع، فالآن بجنيف مجموع الوفد الحكومي ووفد المعارضة 30 شخصاً، وماذا عن السوريين الباقين... لا دخل لهم؟!
وفيما يخص المواقف الإقليمية قال عرفات: «الأمور ذاهبة إلى حل، البيان الأميركي الروسي في فيينا، هو أحد المؤشرات الأساسية الكبرى، الدول الإقليمية تعي هذه القضية، وتسعى لاستدارة لا بد منها، ومن يتأخر عملياً سيكون خاسراً».
توحيد الوطنيين أمر مطلوب..
حول تصنيف المعارضة، وتوحيدها بجبهة واحدة، في الداخل كما طرح الأستاذ فاتح جاموس، أكّد علاء عرفات خلافه مع فكرة الأستاذ فاتح بتقسيمه للمعارضة، مؤكداً: «نحن نعتقد أن المعارضة جزآن: جزء وطني وآخر غير وطني، لا يمكن قياسها جغرافياً داخلية وخارجية، لأن هذا التقسيم الجغرافي ليس صحيحاً بالضرورة، هناك وطنيون في الداخل والخارج، وهناك غير وطنيين في الداخل والخارج أيضاً»، مضيفاً: «توحيد القوى الوطنية مطلوب لا شك، وبكل لحظة من اللحظات، أما ما فهمناه من دعوة الأستاذ فاتح جاموس هو: توحيد معارضة الداخل مع النظام بـ«بلوك» واحد في «سوتشي»، وهنا سنتباين بالتأكيد، ولا يمكن أن تنجح العملية بهذا الشكل».