دليقان: هنالك تقدم نسبي في هذه الجولة
أجرى عضو وفد المعارضة السورية إلى جنيف، وأمين حزب الإرادة الشعبية، مهند دليقان، عدة لقاءات إعلامية في إطار الحديث عن تطورات العملية السياسية في جنيف، وفيما يلي بعض مما حملته هذه اللقاءات من ردود..
المتشددون لا يريدون الحل..
حول شروط منصة موسكو في العملية التفاوضية أجاب دليقان: «نحن لا نضع شروطاَ من جهتنا، ما يهمنا هو الالتزام الحرفي بالقرار 2254 ودون وضع أيةِ شروط مسبقة نأمل أن حواراً جدياً حول هذه النقطة ينبغي أن يُثار، بحيث نذهب إلى مكان يسمح بإحقاق المفاوضات المباشرة، ومنع أي أحد من المتشددين من التذرع بأي ذريعة للهروب من مسألة الحل السياسي. الطرفان المتشددان تذرعا عبر مراحل مختلفة بما يجري على الأرض، مثالاً: ما جرى في حلب بلحظة من اللحظات تذرع جزء من المعارضة بأنه عملياً علّق المفاوضات على أساس أن هنالك شيئاً كبيراً يجري في حلب، والنتيجة كانت أن النظام هو من استفاد في المحصلة النهائية والأمور كما تعرفون تقاس بنتائجها، بالأحوال كلها التصعيد العسكري على الأرض في كل مرة من المرات ما قبل جنيف، هو رسالة واضحة أن المتشددين لا يريدون الحل».
وفي الإجابة عن سؤال حول المتشددين والمعتدلين في النظام، أكدّ دليقان: «أن النظام كبنية هو بنية معقدة وواسعة، ضمن هذا النظام يوجد عقلانيون ووطنيون ويوجد متشددون، والمتشددون نحن من جهتنا على الأقل نفهمها بإطارها الطبقي، هنالك شريحة طبقية محددة هي من التجار ومتعهدي الاستيراد والتصدير من التجار الكبار وتجار الحروب، هؤلاء فعلياً لهم مصلحة في استمرار الحرب واستمرار نزيف الدماء، وهؤلاء أنفسهم هم كانوا الفاسدين الكبار طوال عمر النظام سابقاً وكانوا يتحكمون بمصائر الناس، ويجيرون أجهزة الدولة لمصالحهم ولقمع أصوات الناس التي تحتج على سرقاتهم ونهبهم، هذه هي الفئة المتشددة ضمن النظام التي لا مصلحة لها بالذهاب إلى حل سياسي لأن الحل السياسي، سيسمح بخروج صوت السوريين اليوم». وتابع دليقان: «هذه الفئة هي جزء من القرارات المتشددة بشكل أو بآخر، هذه الفئة ونظيرتها الموجودة في المعارضة، والتي كما قلت سابقاً من حيث البنية كلها متشابهون جداً، هم متطابقون بالبرامج الاقتصادية، بما يخص منطق توزيع الثروة داخل البلاد ومنطق اللبرلة الاقتصادية والعلاقات مع صندوق النقد الدولي، وإلى ما هنالك لهم البرنامج الاقتصادي نفسهِ عملياً، والسياسة في نهاية المطاف هي تكثيف للاقتصاد وتكثيف للمصالح الاقتصادية».
وحول تأثير هؤلاء المتشددين من الطرفين على المحادثات، قال أمين حزب الإرادة الشعبية: «هم يحاولون أن يدفعوا الأمور باتجاه الفشل، لكن الوقائع هي أن المتشددين اليوم أضعف مما كانوا عليه أمس، وغداً سيكونون أكثر ضعفاً من جهة، لأن المجتمع السوري بأكمله بمواليه ومعارضيه قد سئمهم وسئم شعاراتهم التي دفع ثمنها دماءً. ومن جهة أخرى، لأن الواقع الدولي ككل الظرف الدولي والإقليمي، هنالك عدد كبير من التفاهمات التي يجري التقدم بها من أجل إنهاء هذه الأزمة التي تحولت إلى أزمة ليست للسوريين فحسب بل لكل المنطقة ولكل العالم».
وأضاف دليقان في معرض حديثه: «واحدة من الأمور التي يستفيد منها المتشددون هي مسألة شخصنة القضية بهذا الشخص أو ذاك، لكي نصل في نهاية المطاف إلى نموذج يشبه النموذج في تونس ومصر وتونس ومصر، حيث جرى تغيير رئيس وإبقاء للنظام. نحن نريد تغييراً جذرياً وعميقاً وشاملاً للمنظومة بكاملها وبالتالي: مسألة شخصنة القضية جزء منها هو محاولة لعدم حلها ونرى اليوم وضع مسألة رحيل الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية لا يتناسب مع القرار 2254، المسألة مسألة تفاوضية من يريد أن يطرحها فليطرحها، بوصفها مسألة تفاوضية، ليس بوصفها شرطاً مسبقاً.
«سوتشي» داعم سياسي لجنيف...
وعن مؤتمر «سوتشي» أوضح دليقان: «مسألة تأجيل موعد سوتشي مسألة تتعلق بالتوافق على الدعوات، بحيث تكون أوسع دعوات ممكنة، وألاّ يكون هنالك فيتو على أي طرف من الأطراف. كما تعلمون أن الرعاة الثلاثة لهذا المؤتمر هم الروس والأتراك والإيرانيون وهؤلاء يجري بينهم توافق الآن بحيث يُمنع وضع فيتو على طرف ما من الأطراف، ليكون هذا المؤتمر شاملاً إلى أقصى حدٍ ممكن، بحيث يؤدي إلى عملية دعم سياسي لتنفيذ القرار 2254 إلى جانب الدعم العسكري الذي تؤمنه منصة أستانة».
المعارضة جاهزة بمسألة الدستور والانتخابات...
ولتوضيح خطوط الاتفاق بين أطراف المعارضة، أكّد دليقان: أنه «جرى تقدم حقيقي بمسألة تشكيل وفد واحد للمعارضة، ولكن هنالك إشكالات لا تزال موجودة، وأحد هذه الإشكالات هي مسألة وجود الشروط المسبقة، نحن حذرنا خلال اجتماع الرياض من أنه سيتم التذرع بها لعدم الذهاب إلى مفاوضات مباشرة، وهذا ما جرى فعلياً، في المحصلة الترجيحات أنه لن يكون هنالك مفاوضات مباشرة. وأضاف دليقان: «أساس التوافق هو القرار 2254 بشكل أساسي، إضافة إلى توافقات لوزان التي تم الاتفاق فيها على ثلاث أوراق فعليا،ً وهي البنود الـ12 وعملية صياغة الدستور، مؤكداً أنه يمكن القول: أن وفد المعارضة بمسائل الدستور ومسائل الانتخابات أصبح جاهزاً على أساس الأوراق التي أنجزها للدخول في مفاوضات مباشرة، ولكن المسألة بالمعنى السياسي لا تزال عالقة عند مسألة الشروط المسبقة». وفي الحديث عن الانتخابات أكد دليقان: أن نقاش موضوع الانتخابات يدور حول «الآلية التي ستجري فيها الانتخابات بما يضمن أن تكون انتخابات نزيهة ومشرفاً عليها أممياً، ليس بما تعنيه بالمعنى السياسي المباشر، أي: من سيترشح؟ ومن سيفوز؟ وإلى ما هنالك. هذه المسألة لاحقة بعد تشكيل جسم الحكم».
الأكراد مكّون ضروري وهام...
وحول تمثيل الأكراد في المعارضة أعلن دليقان: أنه من الضروري «تمثيل الكرد بإطيافهم السياسية جميعها ليس فقط المجلس الوطني الكردي، وإنما أيضاً الـpyd وبشكل يكون عادلاً لهذا المكون الهام من المكونات السورية، لأن حلاً حقيقياً للأزمة السورية ينبغي أن تشترك فيه مكونات الشعب السوري جميعها ومسألة الاستثناء والإقصاء لأي مكون هي تفخيخ لمستقبل الحل السياسي وتفخيخ لسورية ككل».
نقاش السلال بالتوازي..
وفي مسألة نقاش السلال الأربع بيّن دليقان: أن موقف منصة موسكو هو: «نقاش السلال الأربع بالتوازي وليس بالتسلسل» لأن تسبيق مسألة على مسألة أصبح واضحاً أنها قضية تعقد الأمور، وتمنع الوصول إلى حلول. مؤكداً أنه بعد التوصل إلى توافق حول السلال الأربع فإن الأمور ستنفذ بتسلسلها الطبيعي.
وفي حوارٍ أجرته معه فضائية «الغد»، يوم الجمعة 1/12/2017، اعتبر عضو منصة موسكو، وعضو وفد المعارضة المفاوض في جنيف، مهند دليقان، أنه لا يمكن الحديث عن تقدم كبير وجوهري في الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، ولكن هنالك تقدماً نسبياً حدث في الشوط الأول من هذه الجولة.
وأكد دليقان أنه في هذا الجزء من الجولة، هنالك عملية «روداج» للوفد الواحد للمعارضة السورية، فلأول مرة تحضر المعارضة بوصفها وفداً واحداً، وهذا تقدم بالمعنى العام، لأن واحداً من معيقات التوجه إلى المفاوضات المباشرة تمثل سابقاً في مسألة تعدد وفود المعارضة. وهذه النقطة أنجزت، ولا يزال العمل جارياً على تحسين وتصليب عودها من حيث درجة الانسجام والتوافق ضمن هذا الوفد. والمسألة الثانية التي يمكن القول أنها إيجابية أيضاً، هي مسألة مباحثات الغرفتين المتجاورتين التي هي شبه بروفا لمفاوضات مباشرة فالمباحثات كانت متزامنة في الموضوع نفسه للوفدين في غرفتين متجاورتين. والمسألة الثالثة في إطار التقدم هي ما أسميها محاولة السيد دي ميستورا لإشعال ضوء في نهاية النفق وهي التركيز على مسألة ورقة البنود الـ12، ومحاولة الوصول إلى توافق بين النظام والمعارضة على هذه الورقة التي تخص عملياً الشكل النهائي لسورية المستقبل، والتي درجة الخلافات الواقعية حولها – بالرغم مما يقال والتصريحات الاستفزازية من هنا أو هناك- هي قليلة، ويمكن الوصول فعلياً إلى اتفاق حول هذه الورقة النهائية لتضيء نهاية النفق ويظهر بالتالي الطريق باتجاه المفاوضات ككل».