الفيتو من جديد
أشهر المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، مرة أخرى حق النقض ضد مشروع قرار أمريكي يقضي بتمديد عمل آلية لجنة التحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سورية، مطالباً بالاطلاع على مضمون تقرير لجنة التحقيق حول الأسلحة الكيميائية في سورية، ومناقشته والبت بمضمونه قبل التصويت على التمديد، وقال نيبينزيا: «ننتظر من الآلية أن تجري تحقيقاً مستقلاً وموضوعياً دون ارتكاب أخطاء» وحذر المندوب الروسي قبل بدء التصويت: «روسيا لن توافق على مشروع القرار، وندعو لتجنب انقسام المجلس».
جاء توقيت طرح القرار على المجلس، قبيل انطلاق جولة جديدة، من مفاوضات أستانا، وجنيف، ورغم أن الطرف الأمريكي يعلم علم اليقين بأن القرار بهذه الصيغة، والطريقة لن يمرّ، لذا فإن الهدف الوحيد من طرحه هو تعكير الأجواء قبيل استئناف جولة جديدة من مفاوضات أستانا وجنيف، وذلك في إطار سعي قوى الحرب في الإدارة إلى الاستمرار في عرقلة الحل السياسي.
يؤكد الفيتو الروسي من جديد _وقد صدر تقرير لجنة التحقيق بعد الفيتو_ أن السعي المثابر للوصول إلى حل سياسي توافقي للأزمة السورية، لا يعني الخضوع للابتزاز الأمريكي، أو أي شكل للتقاسم معه، كما يزعم البعض، بل يأتي في سياق الواقعية السياسية، التي تتحلى بها الدبلوماسية الروسية، دون توقيع على البياض للطرف الأمريكي، من خلال الاشتباك معه، وفرض التراجع عليه، وحشر قوى الحرب في زاوية ضيقة، كما كان الأمر مع كل تعنتٍ أمريكي، على مدى سنوات الأزمة.
إذا كانت مثل هذه القنابل الإعلامية الدخانية، تأتي ببعض النتائج الآنية في المرحلة السابقة، فإن تأثيرها اليوم يتراجع إلى حدٍ كبيرٍ، بعد التقدم الواقعي في مسار أستانا، وبعد ترسخ الإجماع الدولي والإقليمي والسوري، على السير باتجاه الحل السياسي، على أساس القرار 2254.
موقع قاسيون
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 834