عرفات: واهم من يبحث عن حل غير 2254
أجرت إذاعة ميلودي إف إم حواراً مع الرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية، عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، بتاريخ 10/10/2017 تحدث فيه عن العديد من التطورات السياسية الجارية، تنشر قاسيون فيما يلي، بعضاً ما جاء في الحوار...
«أستانا» مسار عسكري-سياسي
حول مسار آستانا وما انتجه من نجاح في خفض التصعيد، أشار عرفات إلى أن أستانا هي عملياً الأداة التي جرى إبداعها من أجل التعامل مع الموضوع العسكري، حيث كانت تجري محاولة نقاشه في مؤتمرات مثل جنيف، وجرت محاولات مع القوى المسلحة والحكومة السورية، من أجل عقد وقف إطلاق النار، عبر المبعوث الدولي، وسبقه شيء من هذا القبيل مع الأخضر الإبراهيمي ولم تنجح هذه المحاولات.
تطورت معالجة الموضوع العسكري عبر سلسلة من المراحل، أخذه في البداية على عاتقه المبعوث الدولي، ولكنه فشل ولم ينجح، وجرت محاولات عديدة لاتفاقات وقف إطلاق النار بعد الدخول الروسي، حيث لأول مرة في شهر شباط، أعلنت هدنة وأعلن بوتين سحب جزء من قواته الروسية على أمل أن يعطي ذلك نوعاً من الضمان للأطراف المعارضة المسلحة، واتضح أن هذا غير ممكن في حينه، وكان لابد من إيجاد شكل آخر.
الشكل الآخر عملياً توضّح بفكرة أستانا، حيث الضامنان هما التركي والروسي، ومن ثم انضم إليهم الإيراني كطرف ضامن، وقد أعطت هذه الأداة فعالية حقيقية، مع وجود الأتراك كضامن، بعد أن بدأوا استدارة جدّية عقب الانقلاب العسكري الفاشل الذي جرى، وذهبوا إلى سياسة مختلفة عما كان عليه الوضع..
تعالج أستانا بالدرجة الأولى: القضايا العسكرية، وعملياً أصبح هناك ست جولات وُقعت فيها عدّة اتفاقات، وكان آخرها أستانا 6 بوثائقه الست، وبقيت السابعة لم تُوقع، والخلاف كان على موضوع المعتقلين والمخطوفين، ولكن تم الوصول إلى اتفاقات في بقية القضايا. أستانا سبعة سيتابع هذه المسائل، سواء موضوع إدلب أو مناطق تخفيض التوتر الجديدة، والجميع يعلم أنه يجري العمل على منطقة جديدة لخفض التوتر هي عفرين، وأعتقد أن أستانا سبعة سيكون ضمن هذا الإطار.
فيما يتعلق بالعملية التي أعلن عنها أردوغان في الأمس، فوفق التصريحات الرسمية التركية تندرج ضمن اتفاق إدلب، وحتى الآن يمكن أن يكون استكمالاً للاتفاق الحاصل في أستانا، وما يقال: أن المعارضة المسلحة ستهاجم مواقع جبهة النصرة بدعم تركي، وفي حال دخول القوات التركية الأراضي السورية، سيكون هناك الكثير من اللغط، ولكن الفكرة هي: فصل المعارضة المعتدلة عن المعارضة الإرهابية، أي: جبهة النصرة وحلفاؤها عن الآخرون وتوجيه ضربات (للنصرة) مشتركة من قبل القوات الروسية والمعارضة المسلحة والجيش السوري وحلفائهم.
إذا «الحرب كونية».. فالحل كذلك
وول ما يقال بأن جنيف أصبح مكاناً للتوافقات فقط وليس مكاناً للتفاوض، وأن الملفات الإشكالية تُطرح في أستانا، وتحت الطاولة بين الأمريكي والروسي، بينما جنيف ليس إلا جلسة تصوير لإظهار الاتفاقات، فقد رد عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير...
(لا أتفق نهائياً مع هذا الطرح، لأنه غير صحيح، وغير صحيح أن هناك اتفاقات روسية أمريكية تحت الطاولة، أو أن البحث يجري في أستانا فقط! إن أستانا تبحث في موضوعات محددة، فعلى سبيل المثال لم يُبحث فيها شكل الحكم الانتقالي، ولا موضوع الدستور وإلخ... هذه القضايا مكانها جنيف. والتقدم الذي نراه في أستانا، يرتبط بوقف القتال وما ينجم عن ذلك حصراً، وبالتالي تستطيع أن تعتبر أستانا أنها إحدى غرف جنيف المختصة بشؤون الأعمال العسكرية.
هذه المقولات حول «عدم جدوى جنيف» هي ما يتمنى البعض ممن يريدون التهرب من تنفيذ القرار 2254، فالبعض يريد أستانا فقط، لأن القرار الدولي سابق الذكر لا يناقش هناك. ولكن «ومن الآخر» الحل سيكون عبر 2254 وليس هناك كلام آخر لمن يعتقد ويتوهم أن هناك مسارات أخرى، ولن يحدث غير ذلك..
هناك الكثير من الأطراف وافقت على 2254 على مضض، وهي تعتقد أن قرارات مجلس الأمن غالباً لا تُنفذ، «فلماذا نصدع رأسنا، ولا نوافق»! ووافقوا على هذا الأساس، ولكن الآن سنقول لهم: إن قرار مجلس الأمن هذا بالذات سوف يُنفذ. وما يجعلنا متأكدين من ذلك، هو أن 2254 ارتبط وعبّر عن بدء تغير ميزان القوى الدولي. استنفر الروس بعد القرار الذي يتعلق بليبيا والذي «مرَّ عليهم» وأدى إلى الإطاحة بالقذافي وقتله، وذهاب ليبيا إلى هذا الوضع، وذهب الروس إلى تكرار الفيتو لسبع أو ثمان مرات، وأغلبها مزدوجة مع الصين، ليمنع تكرار ما حدث في ليبيا. وبالتالي القرار الدولي اللاحق 2254 هم الذين صنعوه أي: الصينيون والروس، وتنفيذه يعني بالضبط أنهم سيدفعون الوضع الدولي باتجاه محدد من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن، والالتزام بالقانون الدولي، وعملياً إذا ينبغي أن ننتبه بأن هذا القرار هو الطرح السياسي للروس والصينيين، والموضوع أبعد من سورية فقط. لذلك نقول: الوضع السوري انفجر على مفصل عالمي دولي، وهو أحد تعبيراته.
الإعلام والكثير من المحللين السياسيين يكررون: «الحرب الكونية على سورية»، ومن يقول إن الحرب كونية على سورية يجب أن يجد «حلاً كونياً» أليس كذلك الأمر! وهذا شيء ليس مستحيلاً بل منطقياً، فعندما يقولون: أن الحرب هي حرب كونية، فإننا نقول أن «حلها الكوني» هو 2254.
البعض يحلل بهذه الطريقة لكي يبرر ما يجري، ويسحب مسؤولية طرف من الأطراف، وأعني هنا النظام الذي يقول: إنها حرب كونية على سورية، أي: كل الدنيا ضده، وإذا كانت كل الدنيا ضدنا كيف سيكون الحل؟ يجب أن تذهب وتجلس مع كل الدنيا وتتفق، عبر هذا الإطار: إطار 2254، أي حوار سوري- سوري في جنيف برعاية دولية، الأمم المتحدة والروسي والأمريكان، وليس هناك طريق آخر، ولا حل آخر.
الخيارات البديلة التي تُطرح حالياً حول إمكانية حلاً داخلياً، بان يجتمع السوريون في دمشق ويتفقون بين بعضهم البعض، وهذا غير منطقي فالمسألة السورية لها ذيول دولية وإقليمية، وهي غير ممكنة الحل إذا لم يحدث تفاهم دولي حول هذا الموضوع. وبالتالي هناك أوهام يجري ترويجها في الكثير من الأحيان حول هذا الموضوع، وأعتقد سوف يُشفى هؤلاء من الأوهام، مثل (فكرة المؤتمرات الوطنية)، فهذا كله ضروري ومهم ولكنه لا يشكل حلاً شاملاً.
هنا دعني أقول: تنفيذ 2254 هو البوابة الإجبارية التي ينبغي أن ندخل منها، وبعد أن ندخل هذه البوابة، عندها يجري مؤتمر وطني وحوار وطني إلخ، هذا سيحدث، لا بد منه لاحقاً، وبوابة الدخول هي تنفيذ 2254 ولا شيء آخر.
«المنصة» والإرادة الشعبية
في رد على الاتهامات التي تتوجه ضد حزب الإرادة الشعبية، ومنصة موسكو بأن المنصة أصبحت مرهونة بحزب الإرادة الشعبية، وبشخص الدكتور قدري جميل... قال عرفات: (هذا الكلام غير صحيح، المنصة مكونة من ستة أطراف، ونحاول تمثيل الكل حسب الإمكانية، ولكن أحياناً لا يمكن. فمثلاً تطلب الأمم المتحدة ثلاثة مندوبين في جنيف، ونحن ست جهات، فموضوعياً سيغيب البعض! ونحن نحاول في أية مهمة وأي نشاط نقوم به أن نؤمن التمثيل الفعّال، وأكبر قدر من التمثيل في الوقت نفسه...
لدينا أخوة وحلفاء نعتز بهم، وهم رموزٌ سياسية لديهم قدرات جدّية، ويقومون بدور كبير في إطار العمل، وهم جزء من هذه العملية، أحياناً الأوضاع تقتضي أن يظهر أحد مثل: الدكتور قدري، فتعمل اطراف أخرى على استغلال هذا الموضوع. حقيقة الأمر، أن البعض يريد أن «يسبنا» ويهاجمنها، ولا يجدون إلا هذا النوع من الاتهامات...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 832