عرفات: الروسي يبحث عن حل... ولا يصطف مع أحد
أجرت إذاعة «Sham FM»، مساء الأحد 30/4/2017، حواراً مقتضباً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، القيادي في جبهة التغيير والتحرير، الرفيق علاء عرفات. وتطرق الحوار إلى «التصريح» الذي نشرته وكالة «آكي» الإيطالية «نقلاً عن مصدر أكاديمي روسي قال على هامش لقاءات آستانا إن روسيا مستعدة للتخلي عن مسار آستانا، وأنها لا ترى في منصات موسكو والقاهرة وآستانا حلفاء يعتد بهم»...
هل تتخلى روسيا عن مسار آستانا، وفقاً لما نقل عن وكالة آكي التي تحدثت إلى مصدر مقرب من دوائر القرار في موسكو، سيما مع انخفاض سقوف التوقعات، أو ربما تزايد الشكوك حول جدوى هذه الجولة الجديدة من المحادثات؟
أولاً: فيما يتعلق بالمصدر فمن الواضح أنه كذب. وبالتالي، الخبر كله مفبرك من أوله إلى آخره، جملة وتفصيلاً، ولا أعتقد أن هنالك مصدراً مسؤولاً أو «محرز» قد قام بمثل هذا التصريح. وأعتقد أنه لا داعي لـ«الطنطنة» له، لأنه لا قيمة له.
الروس عندما يتحدثون بشيء، فيتحدثون بلسانهم هم، لا يتحدثون لـ«آكي» أو لمصدر غير معروف الاسم، وبالتالي، فإن نصيحتي هي: عدم الأخذ بهذا الكلام لأن لا قيمة له. وموسكو لا تبحث عن حليف في جنيف وآستانا، بل عن حل للأزمة السورية. وبالتالي، فإن كل التعابير المستخدمة في هذا الخبر هي تعابير ملغمة تروج للتشاؤم وللتشكيك بنجاح مسار آستانا. وأؤكد لك أن موضوع الحل السياسي يسير باتجاه النجاح، سواء في آستانا أو جنيف. والكلام الموضوع هو نوع من التشكيك بكل جدوى العملية السياسية. وبالتالي، فإن هذا الكلام لا قيمة له، وينبغي الانطلاق من مسألة أساسية هي أن القرار 2254 سيُنفذ، شاء من شاء وأبى من أبى، لسببٍ بسيط هو: أن الدول التي وراء هذا القرار - وأقصد روسيا والصين- تريد اليوم أن تصوغ عالماً جديداً على مستوى العلاقات الدولية، لذلك هي تضع كل ثقلها من أجل تنفيذ هذا القرار. إن كان هناك تعقيدات وأخذ ورد فهذا لا يعني أن الأمور لن تسير. الأزمة السورية ذاهبة إلى حل عبر جنيف، ومن خلال تطبيق 2254، وليس ثمة كلام آخر على ما أعتقد.
اليوم تفلتت تركيا من التزاماتها فيما يخص ضمان تنفيذ الفصائل المسلحة لالتزاماتها، ومؤتمر طهران الذي عُقد أيضاً الثلاثاء الماضي لبحث تشكيل آلية لجان مراقبة الهدنة لم يصدر عنه أي جديد... بناءً على ماذا تقول إن هذا المؤتمر سينجح؟
أولاً: فيما يتعلق بضمانة تركيا، فالأتراك ما زالوا ضامنين عملياً للجماعات التي يضمنونها. في آستانا الأخير، الفصائل التي تفلتت هي الفصائل التي تتعرض لضغوط من قبل السعودية وقطر. وأعتقد أن هذه المسألة يجري حلها. الموضوع ليس موضوع تركيا، بل موضوع الدول الأخرى، وحتى هذا أعتقد أنه يسير باتجاه الحل. المصادر الروسية المعلنة تقول: إن هنالك فصائل إضافية ستنضم إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية، وهناك حديث ومباحثات مع بعض الدول الإقليمية (مثل قطر والأردن وغيرها) للمساهمة في آستانا. إذن هنالك مباحثات، وهناك أعتقد خطوات يجري تأمينها من أجل إنجاح آستانا.
هل سيتم التحرك بهذه الخطوات خلال الساعات المقبلة أو الأيام المقبلة قبل انعقاد الجولة الجديدة يعني تحديداً فيما يخص مسألة إشراك ضامنين جدد؟
لا، ليس مطلوب ضامنين جدد. الحقيقة لا يُحكى عن ضامنين جدد، بل عن انضمام أطراف أخرى إلى عملية آستانا. هنالك احتمال كبير أن يكونوا مراقبين وليس ضامنين، وسنرى إن كان ثمة إمكانية لأن يصلوا إلى حالة الضمان، وهذا موضوع آخر. الآن يجري الحديث عن تذليل العقبات فيما يتعلق بتلك التنظيمات التي لم تأتِ في المرة الماضية.
وفق قراءتك أيضاً أستاذ علاء، ما يجري اليوم في الشمال السوري بين واشنطن وأنقرة على الحدود، ألا يعقِّد المسارين معاً - مسار آستانا ومسار جنيف- في الوقت ذاته؟
لا أعتقد أنه يؤثر لا على مسار أستانا ولا على مسار جنيف. عملياً، فإن ذلك من شأنه أن يُعقِّد موضوع انضمام الأكراد لمؤتمر جنيف. وانضمام الأكراد هو ضروري ولا بد منه، لكن يبدو أن هنالك محاولات من أجل تأخير هذا الانضمام لمباحثات جنيف. على كل الأحوال، أنا أعتقد أن حل هذا الموضوع قادم في مرحلة لاحقة إن لم يمكن حله حالياً، ولكن بالإطار العام لن يعيق الاتفاقات التي تتعلق بآستانا وجنيف.
هل أخطأت المعارضة السورية اليوم في تقديرها حين اعتبرت أنكم - كمنصة موسكو أو ربما منصات أخرى آستانا أو القاهرة- تحت عباءة روسيا. يبدو اليوم وكأن الروسي لا ينظر إلى هذه المنصات على أنها شريكة بالمعنى الذي أنتم ترونها بالمقابل فيه؟
من قال لك أننا نراها هكذا؟ نحن بالأساس نقول: إن الروس هم طرف يتمتع بالعلاقات نفسها مع النظام والمعارضة. الروس يرون أنفسهم أصدقاءً لسورية والشعب السوري، وليسوا أصدقاءً لفريق من الفرق التي تتصارع، وهذا هو الموقع عملياً الذي وضعهم بإطار يسمح لهم بدفع الأمور باتجاه حل، لأنه لو كان الطرف الروسي مصطفاً مع أحد الفريقين، لما كان في موقع يسمح له بدفع الأمور باتجاه حل. من ناحيتنا، لم نكن نرى الأمور مثلما عرضتموها بالتقرير طوال الوقت. نحن نرى أن روسيا صديقة لسورية وللشعب السوري، وليست صديقة للنظام أو للمعارضة؛ هي صديقة الجميع وهي حليفة الجميع. الروس تحدثوا بذلك مراراً، وقالوا: نحن لا ندعم نظاماً ولا ندعم شخصاً ولا ندعم طرفاً، نحن ندعم الدولة السورية والشعب السوري، ونريد تخليص الشعب السوري من أزمته، هذه هي المسألة. لكن المشكلة أن هنالك الكثير من الناس غير مصدقين أو لا يريدون التصديق. نحن من ناحيتنا مصدقين، ونتعامل مع هذا الموضوع على هذا النحو، ولا نرى أنفسنا تحت عباءة لا الروس ولا أحداً آخر. نرى في الروس أصدقاءً لسورية وللشعب السوري، ونتعامل معهم على هذا الأساس فقط.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 809