جميل: سأعود إلى دمشق بالحل السياسي

جميل: سأعود إلى دمشق بالحل السياسي

عقد رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، مؤتمراً صحفياً يوم الثلاثاء 7 آذار 2017، في مقر وكالة «روسيا سيغودينيا» في موسكو، تناول آفاق التسوية السلمية للأزمة السورية، والتجهيزات الجارية لعقد الجولة الخامسة من مؤتمر «جنيف3»، تلاه حديث مع وكالة أنباء «آسيا نيوز»، يوم الخميس 9 آذار 2017، ونعرض فيما يلي بعض الأفكار التي تناولها اللقاءان.

 

في بداية المؤتمر الصحفي، قدّم جميل خلاصةً لآخر المستجدات المتعلقة بالجولة الرابعة، والتحضير للجولة الخامسة من جنيف3، جاء فيه: انتهينا من الجولة الرابعة لجنيف3، وذاهبون إلى الجولة الخامسة في هذا الشهر كما قال السيد دي ميستورا، وهذه الجولة تختلف عن غيرها بقضية بسيطة ولكنها هامة: حيث لم ينسحب أحد، ولم يعلن أحد رفضه للنتائج، التي أعلنها دي مستورا، من الممكن أن البعض لم يتحدث صراحةً عن موافقته جهاراً على النتائج التي أعلنت، لكن الأكيد أن أحداً لم يرفض النتائج، وعليه، يمكن القول أنه- لأول مرة في تاريخ المفاوضات السورية في جنيف- يجري اختراق.

نحو توازٍ متزامن لنقاش السلال

ولفت جميل إلى أنه في الجولة المقبلة، سيتوزع الطرفان على أربع لجان عمل لمناقشة السلات الأربع التي اتفق عليها، وستسير بشكل متوازٍ، فالتوازي والتسلسل مسألتان خطيرتان لأن سبب فشل جنيف2 هو محاولة الطرفين المتفاوضين (الحكومة، والمعارضة الخارجية فقط كانت موجودة) وضع الإرهاب والانتقال على التسلسل، وكان رأينا منذ ذلك الحين أنه لماذا خلق تناقض مصطنع بين هذين المسارين؟ فهذان المساران متوازيان في الحقيقة والواقع، فليكونا متوازيين في النقاش ونعمل عليهما بآن واحد وبشكل متوازٍ. ولكن بما أن الشيطان يختفي في التفاصيل، فعندما نقول على التوازي فإنه يمكن للتوازي أن يصبح عند التنفيذ تسلسلاً، لأنه إذا تأخرت إحدى السلال عن السلال الأخرى، تتحول عملية النقاش إلى نقاش متسلسل، ومن أجل هذا فإن وفدنا اقترح أن تضاف إلى كلمة التوازي «التوازي المتزامن»، أي أنه في آن واحد، يجري نقاش متوازٍ حول جميع السلال.

وحول الطريقة التي ستجري فيها النقاشات، قال جميل: ستطرح القضية وستطرح الآراء جميعها، وستجري محاولة إيجاد توافق، وإذا لم يجر التوافق سوف تسجل الأمم المتحدة خطوط التماس بين النقاط والقضايا المطروحة، وتنتهي الجلسة بهذا الشكل ونذهب إلى الجلسة السادسة فيما بعدها.

2254 وضع لينفَّذ

الجلسة السادسة تجميعية للسلال جميعها، بحيث نضع خريطةً طريق تفصيلية لقرار مجلس الأمن 2254. والآن السؤال الأهم: بماذا يختلف 2254 عن غيره؟ وهل سيطبق؟ هذا سؤال مشروع يطرحه الناس لأن الناس معتادة أن قرارات مجلس الأمن تصاغ وتقر وتوضع على الرف.. لماذا 2254 مصيره يجب أن يكون غير مصير القرارات الأخرى؟ ببساطة لأن المبادر لهذا القرار هو قوى صاعدة في مجلس الأمن هي الصين وروسيا، وإقرار هذا القرار وتنفيذه يعني تغييراً جذرياً في نمط العلاقات الدولية الذي كان سائداً حتى الآن، منذ إنشاء الأمم المتحدة، فالتوازنات والأوضاع كانت تجعل الغرب هو الذي يبادر لأخذ القرارات ووضعها على الرف، ويجري بهذه العملية ضحك على الشعوب وتأجيل حل كل القضايا المطروحة للحل.

بالنسبة لسورية، هناك الكثيرون الذين يتكلمون عن 2254 من الطرفين وفي فمهم ماء، لا يقولون كل شيء، لأن القرار لم يعجبهم كثيراً حيث يخرج عن منطق الحسم والإسقاط الذي عمل عليه المتشددون، من الطرفين خلال السنوات الخمس الماضية. اليوم يعيش الشعب السوري كارثةً إنسانيةً كبيرةً، والإرهاب كاد أن يستوطن في سورية لولا التدخل العسكري الروسي، وإنقاذه الدولة السورية في اللحظات الأخيرة، واليوم هنالك عدا الكارثة الإنسانية وخطر الإرهاب وامتداده الذي توقف اليوم وبدأ يتراجع، هنالك مشكلة حقيقة ويلزمها حل في سورية ألا وهي المشكلة السورية السورية، هي مشكلة البنية السياسية الاقتصادية الاجتماعية التي هي كانت حتماً أحد أسباب انفجار الأزمة. من هنا أقول اليوم، في اللحظة الحالية: إن الموقف من القرار 2254 هو مقياس الوطنية بالنسبة للسوريين. فالسوري الوطني إذا كان غير موافق على القرار 2254 فإن معناه أن هناك مشكلة. الوطنيون الحقيقيون الذين يريدون إنهاء الكارثة الإنسانية والقضاء على الإرهاب والذهاب نحو بنية سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة هم مع هذا القرار ويريدون تنفيذه، لأن سورية الجديدة يجب أن يبنيها كل السوريين من الطرفين، كل السوريين المتضررين من العمليات السلبية التدميرية التي تجري في البلاد خلال الفترة الأخيرة.

بعد الجولة السادسة: إلى دمشق

وحول مكان المحادثات أكد جميل: اقترحنا على دي مستورا أن ينقل المفاوضات إلى دمشق بعد انتهاء الجولة السادسة، إذا توصلنا إلى اتفاقات مبدئية حول السلال المطروحة، يعني إذا اتفقنا على المرحلة الانتقالية ووضع الدستور، وحول الانتخابات، وحول الإرهاب.

جنيف  حسب القرار الدولي يحتاج الى ستة أشهر مفاوضات، يمكن اعتبار أنها بدأت في 23 شباط موعد بداية الجولة الرابعة وبعدها مرحلة سنة ونصف السنة للتنفيذ، لذلك مطلوب أن يجري التنفيذ على الأرض وليس من جنيف، والتنفيذ يجب أن يُدار في سورية، ويجب أن يتحقق هذا الأمر، وليس لدينا خيار آخر لإنهاء الكارثة الإنسانية، والقضاء على الإرهاب، وبدء عملية التغيير الوطني الديمقراطي المطلوب. 

سنعود بالحل السياسي

وفي رده على سؤال حول عودته إلى دمشق، شدد جميل: أنا غائب عن سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسأعود، لأن خروجي كان اضطرارياً، لكني لن أعود فارغ اليدين بعد هذا الغياب الاضطراري، سنعود بالحل السياسي، وهو ضمان لجميع السوريين لحياة أفضل.

أما أين سأعمل في الفترة القادمة، فهذا موضوع يحدده حزبي وجبهتي، أنا لا أحدده، نحن لدينا خط سياسي، وهياكل تنظيمية وقيادة جماعية، وأنا أخضع لها وهي تقرر أين مكاني، وليس غيرنا من يقرر أين نكون. أنا جندي في حزب الإرادة الشعبية وجبهة التغيير والتحرير، وأخضع لكل قراراتهم لاحقاً، وأيضاً حينما خرجت، خرجت بقرار، وسأعود بقرار، لذلك هذه القضية يجب أن نراها من هذه الزاوية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
801
آخر تعديل على السبت, 11 آذار/مارس 2017 14:50