منبر النقاش حول: «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين»
تتابع «قاسيون» النقاش حول «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين». ويمكن للراغبين بالمشاركة إرسال آرائهم على عنوان الصحيفة، أو عبر البريد الالكتروني..
نلفت النظر إلى أن الآراء المنشورة في هذه الصفحة لا تعبر بالضرورة عن رأي «قاسيون» ، بل تعبر عن آراء أصحابها في كل الأحوال.
وتبقى وحدة الحزب الهدف الأكبر..
إلى حماة بيت الحزب... الرفاق الذين تعرفت عليهم في تلك السنوات العصيبة عندما كانت تتعرض للتآمر الإمبريالي الصهيوني الرجعي من الداخل.
رفاق أثبتوا مرة أخرى انتماءهم ومبدئيتهم ونزاهتهم في خدمة الوطن والشعب والحزب.
إلى الرفاق محسن أيوبي، ستيركو ميقري، محمد علي طه، أيمن بيازيد وغيرهم كثر أعضاء منظمة حزبنا في دمشق. المنظمة الباسلة والعريقة في النضال، منظمة الرفيق خالد بكداش، المنظمة التي بادرت إلى الإعلان عن: «لا انقسام ولا استسلام». وساهمت بما يليق بها من إسهام في إصدار «ميثاق الشرف للشيوعيين»، استمرت رغم الظروف الصعبة في إصدار جريدة «قاسيون» التي غدت قلعة تحمي الحزب والشيوعيين من التبعثر والبلادة والضياع..
حقاً كنا على وشك الضياع حيث ضاقت بنا السبل جراء الممارسات غير المسؤولة والأساليب الملتوية وانعدام الأخلاق الشيوعية لدى البعض في الحزب، لقد مزقوا النظام الداخلي.. و نسفوا المركزية الديمقراطية والأسس اللينينية في التنظيم. إن البناء الشامخ الذي شيده ألوف الشيوعيين جيلاً بعد جيل بتضحياتهم ودمائهم وأخلاقهم ونزاهتهم. يراد له اليوم وعلى ما هو واضح وجلي أن يتحول إلى هيكل فارغ من أي روح وحياة ونشاط مبدع خلاق، أن يفرغ من أي محتوى ثوري. أن يبقى كلاماً ادعائياً.. دون أفعال ملموسة ودون بناء نوعية من الرفاق والكوادر يتمتعون بثقة الشعب ويكونون موضع حترامه وتقديره.
يمتلكون الأجوبة على تساؤلات الزمن المعقد ويتصدون لتنفيذ المهام التاريخية العظيمة بوعي ماركسي لينيني متجدد وارتقائي.
إن حملة التنكيل التي دخلت حيز التنفيذ الفعلي بعد المؤتمر التاسع والتي لا أدري متى بالضبط أعد لها فهي حتماً كانت مسبقة الإعداد ذلك لأن ما كان يهمس به قبل المؤتمر لم يكن متوقعاً أن تأخذ هذا المدى أن يكون بهذه الفظاعة والإجحاف بحيث يصل إلى درجة محاولة إنهاء الحزب بمعناه الصحيح، لقد طغت الأنانية بشكل مرضي . وكان لابد لها أن تفجر ضغائنها لا على الحاضر فقط بل على الماضي والمستقبل معاً، وأرادوا أن يوهموا الرفاق بوجود متآمرين ومتكتلين.
والتقت النفوس الضعيفة التي كانت على وشك الانهيار فنشروا الأكاذيب ولفقوا التهم...
والحقيقة لم يلمس أحد من الرفاق وجود شيء من هذا القبيل إلا عند أولئك الذين روجوا لهذا الهراء وتمترسوا خلفه، ودارت عجلة التنكيل وأخذت المكاييل تتنوع من رفيق إلى آخر ومن منظمة إلى أخرى، حتى تساءل بعض الرفاق: هل هذا حزبنا، هل هؤلاء شيوعيون حقاً؟!
بيد أنه لم يتأخر الوقت حتى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود للعديد من الرفاق، ولازال البعض ربما بحاجة لمزيد من الوقت لكي يدركوا ويستوعبوا ابعاد ما جرى وما يجري. إن بناء الحزب وتركيب هيئاته وفق الولاءات الشخصية والتبعية للإقطاع السياسي أمر مرفوض من الشيوعيين ولن يكتب له النجاح بل مآله للفشل الذريع ذلك لأن حزباً بعراقة حزبنا وثراء تاريخه لم ولن يقبل بالوضعية التي غدا فيها على يد القيادة الحالية.
إن إطلاق مبادرة ميثاق الشرف كان واجباً عظيماً ومسؤولية كبرى. وينبغي لكل حريص على وحدة الحزب وسلامة بنائه ونقاوة مبادئه وتطوير نشاطه ووضعه في مساره الصحيح العمل الجاد والمخلص من أجل إغنائه وتطبيقه.
إن التخلص من الأمراض والعلل المتفشية في جسد الحزب لا يتم بالنوايا الطيبة مع ضرورة وجودها. بل بتطوير آليات العمل داخل الحزب لا نظرياً فقط بل عملياً.
إن الأفعال الملموسة تتحدث عن نفسها وهي الكفيلة بأن تعيد للحزب عافيته، إن مبدأ المركزية الديمقراطية مبدأ صحيح بوجه عام غير أن التلاعب عليه والإخلال بتوازنه وتماسكه ألحق الأضرار بالحزب وبهيبته.
إن شيوعيي الميثاق الذين يمثلون بنيته الحقيقية وجوهره الساطع عرفوا كيف يتصدوا لكل الخروقات التي جرت في المنظمات وبصورة شرعية ومتوافقة تماماً مع النظام الداخلي وروح الديمقراطية الحزبية.
إن الديمقراطية لا تعني الانفلات والفوضى من جميع أوجه تجلياتها بيد أنها تعني حتماً تنوعاً وتعدداً وحتى اختلافاً في وجهات النظر على أرضية الفكرة الواحدة والهدف الواحد، إن النموذج الذي نتعامل به في الحزب هو الذي سوف ينعكس على المجتمع أيضاً وربما على القوى الأخرى أيضاً. إن مبادئنا تفرض علينا أن نكون جادين إلى ما لا نهاية في هذه المسالة، فأية فكرة لا تقوم على قوة الإقناع وقوة المثل مصيرها الفشل والزوال، مهما امتلكت وتوفرت لها وسائل البطش والجبروت.
إن حزبنا لكي يعود إلى جماهيره يجب أن يعود حزباً للعمال والفلاحين والكادحين بسواعدهم وأدمغتهم فعلاً لا قولاً.. يتوجه إليهم ويرتبط بهم ويدافع عن قضاياهم اليومية والمصيرية.
إن مقولة كل عضو في الحزب الشيوعي السوري هو عامل يجب أن يقترن القول بالفعل أي أن يتحلى رفاقنا بأخلاق العمال وأن يتصف كادرنا بالتواضع وبروح الانتماء للفكرة والمبادئ الماركسية اللينينية والأممية البروليتارية.
إن الشيوعيين يبرهنون الآن أيضاً على أنهم الورثة الحقيقيون لذلك الإرث العظيم ولذلك الرصيد النضالي الثمين الذي خلفته الأجيال المتعاقبة من المناضلين في سورية الحبيبة ولا أشك أبداً في أنهم يمتلكون الخبرة والمراس الكافيين لتحقيق وحدة الحزب التي تبقى هي الأغلى والأثمن على منكب كل شيوعي حقيقي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 180