كلمات وفود المحافظات
كلمة حمص ألقاها الرفيق غانم الأتاسي:
* ليعود الحزب إلى طبيعته، إلى الشارع، إلى الدفاع عن الطبقة العاملة، عن الوطن، عن المظلومين أن يكون متواجداً حقيقياً في الشارع..
الرفاق الأعزاء تحية شيوعية، متمنيين لهذا اليوم، كما سمعت من أحد الرفاق كأن يكون عيداً للشيوعيين، فلنعمل على أن يكون هذا اليوم عيداً لجميع الشيوعيين.
إني أفتخر كثيراً لأني سأكون أحد الموقعين على هذا الميثاق، فالفترة السابقة في الحزب، ونتيجةً لاعتماد أسلوب المعتمدين، والتابعين، نشأ كادر مشوه اجتماعياً، وبدأ الحزب بالتراجع، هذا الحزب الذي يحتاجه كل الوطن. الآن وأكثر من أي وقت مضى، من الناحية الوطنية، والاجتماعية والعالمية هذا أولاً.
ثانياً، إن الحزب بافتقاده للديمقراطية دمّر المركزية، وفي كل الفصائل. إلغاء الديمقراطية في الحزب جعل هناك مراكز في كل فصيل، ولم يعد يوجد مركز واحد، وأصبح من السهل جداً، إذا اختلف زعيما مركزين، أن ينشق الحزب. فلنعمل على إيجاد حزب ديمقراطي حقيقي كي يكون مركزياً حقيقياً، وكي تكون هذه الديمقراطية هي الوجه الآخر فعلاً للمركزية المتلازمة مع الديمقراطية بعلاقة جدلية بينهما.
هذه قضية أساسية يجب المحافظة عليها كما نحافظ على حدقات عيوننا. والأهم، إذا استطعنا بناء حزب كهذا أن يعود الحزب إلى طبيعته، إلى الشارع، إلى الدفاع عن الطبقة العاملة، عن الوطن، عن المظلومين، أن يكون متواجداً حقيقياً في الشارع، لا أن نكتفي بالمذكرات ورفعها إلى القيادات المتعددة، بل أن يكون المعبر الحقيقي عن جماهير الشعب وخصوصاً الطبقة العاملة.
وشكراً لكم.
كلمة اللاذقية ألقاها الرفيق وليد ابراهيم:
* وحدة الشيوعيين هي الطريق العملي للنهوض بالحزب
أيها الرفاق، العمل من أجل وحدة الشيوعيين هو طريق عملي للنهوض بالحزب الشيوعي السوري، وإعادته للعمل بين الجماهير وفي الفترة الأخيرة، يسود شعور في منظمة اللاذقية بأننا نعمل في حزب أصيب بالعقم وكأننا غير قادرين على إقامة صلات مع الجماهير، وهذا واضح من خلال الندوات التي أقمناها في اللاذقية، الندوات لاقت ارتياحاً كبيراُ والتفافاً جماهيرياً لم نعهده منذ أكثر من عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً، هذا ملموس لمس اليد في اللاذقية، أقمنا أكثر من ثلاث أو أربع ندوات واحتفالات كانت مميزة وهذا باعتراف كل الأطراف حتى الرفاق الشيوعيين الذين يقفون موقفاً سلبياً من حركتنا داخل الحزب.
كنا نسمع من القوى الأخرى الوطنية، الثناء على حركتنا وهذا أيضاً يعطينا القوة للعمل بين الجماهير وبالتالي يخلق ارتياحاً وتشجعياً لدينا.
وشكراً
كلمة حلب ألقاها الرفيق علي حمادة:
* سنضع مصلحة الحزب فوق كل شيء لا تقرباً لرجل أو فئة أو فصيل..
الرفيقات والرفاق الأعزاء، أنا سأبدأ منذ الآن بتطبيق ميثاق الشرف الشيوعي.
يقول البند الرابع: إن نعمل على توطيد الديمقراطية الحزبية على أساس مبدأ سيادة المؤتمرات على أن تحترم رأي الأقلية...إلخ، وانطلاقاً من هذا سأفتتح الاجتماع، وكأنه مرة ثانية، فإلى شهداء المقاومة نساءً ورجالاً، أطفالاً وشيوخاً، إلى الذين يضحون بأنفسهم وتسيل دماؤهم على تراب فلسطين، إلى أولئك الذين يذودون عن الأمة العربية وعن الشعوب العربية وعن الإنسانية، أطلب الوقوف مرة ثانية إجلالاً واحتراماً لشهداء الانتفاضة المباركة.
أيتها الرفيقات والرفاق:
باسم منظمتي حلب وعفرين سأتكلم بناءً على طلب الرفاق، لقد قلت في المؤتمر التاسع للحزب بيتين من الشعر سأقولهما ثانية أمامكم:
وإن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلفٌ جدا
فإن هم أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
هكذا كان شعار كل الشيوعيين المخلصين لقضية الحزب، وهكذا كان منطلقهم، هكذا كنا نريد للحزب أن يسير، لكنهم ومع كل أسف أبوا إلا أن يسيروا حسب أهوائهم مضحين بالحزب وتاريخه وماضيه وبطولاته التي قدمها الكثير الكثير من المتواجدين الآن في هذه القاعة.
لن أطيل أيها الرفاق، يكفي أن أقول إنني موافق، ومنظمة حلب بكل مناطقها على هذا البيان. وإننا نعاهدكم جميعاً بأننا سنضع مصلحة الحزب فوق كل شيء لا تقرباً لرجل أو فئة أو فصيل، وسنعمل جاهدين من أجل رفع راية الماركسية اللينينية عالية خفاقة في سماء سورية الحبيبة وسنعمل بكل طاقاتنا من أجل الدفاع عن مصالح الجماهير وخصوصاً الطبقة العاملة.
سنعمل من أجل الديمقراطية الحقة التي تستطيع أن تحرك الجماهير، سنعمل معكم، وبكم سنصل إلى وحدة الشيوعيين السوريين.
وشكراً.
كلمة حماة ألقاها الرفيق يحيى مصطفى:
*أكثر شيوعيي حماة موافقون على الميثاق
أيها الرفاق الأعزاء، من حماة جئنا، لنوقع بالأحرف الأولى كما يقال على الميثاق، وكان بودنا فعلاً أن يكون المكان أوسع كي يأتي جميع رفاقنا إلى هذا المكان ويوقعوا ويكون لهم شرف السبق بالتوقيع على هذا الميثاق.
إن مئات الرفاق الذين أزعجناهم بعدم حضورهم إلى هذا المكان لأنه حُدد رقم خاص للحضور في هذا المكان، وكنا نتمنى فعلاً أن يحضر الجميع، والذين حضروا الآن، أكثرهم خارج التنظيم، كان بودنا أن يحضر كل تنظيمنا.
نعم، حضر (24) رفيقاً منهم (14) خارج التنظيم و(10) من التنظيم.
أيها الرفاق:
كنا نعاني كثيراً، وما زلنا، من ممارسات وضغوط مختلفة علينا، من انعدام الديمقراطية، وكنا دائماً نذهب إلى المؤتمرات بتطلعات معينة ومزاج معين ولكن نعود بعكس ما كنا نتمناه.
السبب هو الهيمنة الكبيرة من قبل القيادات على المؤتمرات وعلى التنظيم.
وأفضل ما لمسناه في هذه الفترة القصيرة التي مرت من عمرنا بعد المؤتمر التاسع الإقبال الكبير الذي نلاقيه من كل قواعد الشيوعيين، لم نجد أي شيوعي في الفصائل المختلفة إلا ويقول: نريد الوحدة... ولكن كيف؟
كنا نعرض الميثاق، هذا الميثاق الذي صاغته لجنتنا المحترمة والذي شارك به الكثير من الشيوعيين ومئات الشيوعيين، شاركوا بتعديله وصياغته، وكنا خلال الاجتماعات الموسعة، حينما يناقَش الميثاق لا نجد أي ملاحظات جدية عليه، كان البعض يتساءل: لماذا لا نستطيع وضع ملاحظات على الميثاق؟ هل السبب ضعفنا أم السبب قوة الميثاق؟ وفعلاً ليس ضعف هؤلاء الشيوعيين القدامى والمزمنين هو السبب، بل قوة الميثاق بدليل صياغته الجيدة، نحن أكثر الشيوعيين في حماة موافقون على هذا الميثاق. لذلك أدعو رفاقي للتوقيع عليه.
مقاطع من كلمة دير الزور ألقاها الرفيق حسين الشيخ:
*نريد حزباً شيوعياً كفاحياً وشجاعاً..
.. ما هو دور الشيوعيين السوريين إزاء ما يجري في الداخل والخارج، وهم يعيشون حالة الانقسام والضعف والعزلة عن الجماهير؟
أيها الرفاق: تواجهنا مهام وطنية واجتماعية كبيرة وعديدة، يعجز حزب أو تنظيم بمفرده القيام بتنفيذها، فالأمر يتطلب قبل كل شيء، وحدة الشيوعيين السوريين، والعمل المبرمج والدؤوب لتفعيل الحركة الوطنية في سورية بكل ما تعنيه الكلمة من أحزاب ونقابات وتنظيمات وجمعيات إنسانية ومؤسسات مدنية أخرى دون وصاية عليها من أحد.
فمن أجل تعزيز عوامل الصمود في وجه التآمر الإمبريالي الصهيوني، يقتضي ذلك تعزيز وتقوية الجبهة الداخلية بالقضاء على مظاهر الفساد وزيادة الإنتاج وتحسين الوضع المعاشي للجماهير وإشاعة الحريات الديمقراطية، ووقف العمل بكل القوانين الاستثنائية التي تمس بكرامة المواطن، وإغلاق منافذ النهب البرجوازي الطفيلي البيروقراطي، وتحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين.
لقد لعب حزبنا في الماضي، رغم الصعوبات التي واجهته في عهد الوحدة والعهود الديكتاتورية، دوراً فاعلاً وأساسياً في تنشيط وتطوير الحركة الوطنية السورية، وناضل وضحى من أجل الاستقلال الوطني، وفضح المشاريع الاستعمارية الرامية لربط المنطقة بعجلة الاستعمار، وحظي الحزب بتأييد وتعاطف جماهيري واسع بسبب تبنيه ودفاعه عن قضايا الشعب .
أيها الرفاق.. نريد حزباً شيوعياً فاعلاً لا منفعلاً، متطوراً لا متخلفاً، قوياً لا ضعيفاً.
نريد حزباً شيوعياً كفاحياً وشجاعاً.
نريد حزباً شيوعياً موحداً وجماهيرياً.
نريد حزباً شيوعياً ماركسياً لينينياً ضد الجمود والعدمية في الفكر.
نريد حزباً شيوعياً طليعياً بسلوكه وأخلاقه وعمله وفكره يربط القول بالفعل.
نريد حزباً شيوعياً ديمقراطيا ًمنفتحاً على الرأي الآخر.
نريد حزباً شيوعياً موضوعياً في رؤيته للأمور وبعيداً كل البعد عن التأثيرات الذاتية والإغراءات والمصالح الشخصية.
نريد حزباً وطنياً وطبقياً وأممياً.
إن حزباً شيوعياً من هذا الطراز لابد أن يكسب تأييد واحترام الجماهير، ولابد أن يكون أهلاً بتحالفاته وتنفيذ مهامه الوطنية والديمقراطية والاجتماعية.
فتحية إلى منظمة دمشق الصامدة صمود جبل قاسيون في وجه أعمال التخريب والتنكيل والاضطهاد بحق العديد من الرفاق.
وتحية إلى جميع المنظمات التي تداعت لإنقاذ الحزب من التشوهات التنظيمية والسياسية والعملية التي لحقت به من جراء ممارسات وتجاوزات القيادة في الحزب.
وتحية إلى جميع الرفاق المبدئيين الذين وقفوا ضد مظاهر الانتهازية والنفاق والاستزلام في الحزب.
إلى الأمام.. إلى الأمام
كلمة ريف دمشق ألقاها الرفيق موفق دلول:
*أنتم اليوم تؤسسون لنهوض الحركة الثورية الشيوعية في سورية..
مرحى أيها الرفاق، هذا يوم تاريخي في حياة الشيوعيين، في حياتنا جميعاً، أنتم اليوم تؤسسون لنهوض الحركة الثورية الشيوعية في سورية، وفجرتم بداياتها، والشيوعيون عليها قادرون، بعد تقاعس قياداتنا، عن القيام بمهامها التاريخية، منذ 26 شباط اعتصمنا، وطنيين وفلسطينيين وشيوعيين أمام المفوضية الأوربية ومكتب الأمم المتحدة بدمشق تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية والدكتور عزمي بشارة ونعتصم كل خميس حتى مؤتمر القمة أمام مكتب الأمم المتحدة للغاية نفسها ولم نرَ أياً من القيادات التي تدعي الشيوعية في بلدنا، وكيف سيكون حزبنا مدافعاً عن الوطن ولقمة الشعب وحركة التحرر الوطني العربية، بعد أيام سينعقد مؤتمر القمة العربي في بيروت، فماذا فعلت القيادات وماذا ستفعل؟ ماذا حضّرت وماذا ستحضر؟ كيف سندعم الانتفاضة الباسلة؟ وكيف سنتصدى للعدوانية الأميركية الصهيونية؟ والقيادات غائبة عن العمل الوطني الجماهيري الكفاحي؟
هذا الاجتماع التاريخي يجب أن يطلق وسيطلق مبادرات الشيوعيين جميعاً للنضال الوطني والطبقي على طريق توحيد صفوفهم وإيجاد حزبهم الطليعي الثوري.
أمامنا أيها الرفاق مهام كبيرة وتضحيات جسيمة والشيوعيون الحقيقيون عليها قادرون.
إلى الأمام من أجل تنفيذ مضمون ميثاق شرف الشيوعيين السوريين وأدعو رفاقي في محافظة ريف دمشق للتوقيع عليه. وشكراً.
كلمة درعا
*خطوة هامة على طريق وحدة الشيوعيين السوريين..
أيها الرفيقات والرفاق: أرحب بكم جميعاً، ونعتبر هذه الخطوة خطوة هامة على طريق وحدة الشيوعيين السوريين، هذه الخطوة يتطلع إليها كل الشرفاء وستكون رائدة قام بها الحزب الشيوعي السوري وقد تكون نقطة علّام في تاريخ الحركة الشيوعية العربية، درعا منظمة لها تاريخ بعمر الحزب الشيوعي السوري وقد اختار العدد الأكبر من رفاقنا أن يكون لهم شرف المشاركة في هذه الخطوة الجبارة على طريق الوحدة.
لقد عملنا قبل المؤتمر التاسع ودعونا بقوة لعمل ما من أجل عقد مؤتمر، من أجل وحدة الشيوعيين السوريين، وقمنا بعمل تنسيقي مع رفاقنا في فصيل الرفيق يوسف فيصل وكانت خطوة جيدة على مشارف التوقيع والانتهاء ولكن تمت محاربتها. وفي مؤتمر منظمتنا للمؤتمر التاسع طرحنا بعض الملاحظات على النظام الداخلي كانت نقطة انزعاج منها كانت الملاحظات حول فقرة تتعلق بتحديد مهام الأمين العام، ضرورة وجود مكتب مالي للحزب، ضرورة التزام الأقلية برأي الأكثرية، على أن تحتفظ الأقلية برأيها، وتدافع عنه بالطرق المشروعة حول سلطة الهيئة الأعلى بمعنى: لا يحق للهيئة الأعلى الآن أن تغير أو تضيف أو تلغي هيئة والسبب: في الظروف السابقة كان هناك ضرورة أما اليوم فلا، كالاعتقالات والعمل السري. وفي أول إجراء تنظيمي لحق منظمة دمشق، قمنا بدرعا فوراً بشجب هذا الإجراء، واعتباره خرقاً للنظام الداخلي واستهتاراً بالرفاق ومصلحة الحزب والآن نحن معكم سعداء جداً من أجل استمرار هذه الخطوة الهامة ونوقع على ميثاق شرف الشيوعيين السوريين الذي نتطلع إليه وسيصبح شرف الوطن. وشكراً.
كلمة السويداء ألقاها الرفيق معروف أبو الدهن:
*ستبقى الشيوعية شرف العصر وضميره!..
أيها الرفاق الأعزاء، أيتها الرفيقات العزيزات:
أقف أمامكم وأنا لست بخطيب، أقف أمامكم، ابن السبعين عاماً من العمر، واثنان وخمسون عاماً في خدمة الحزب، أيها الرفاق الأعزاء:
تحية وتقدير من الشيوعيين في السويداء، وإلى لجنة المبادرة لتحضير ميثاق الشرف على طريق وحدة جميع الشيوعيين السوريين، في حزب كفاحي طليعي واحد، يبرر وجوده التاريخي ويأخذ دوره المطلوب في حياة سورية من أجل:
أولاً: ترسيخ وحدة وطنية شاملة وتحرير الجولان من الاحتلال الصهيوني.
ثانياً: الدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب ووجه الحزب المستقل.
ثالثاً: من أجل دعم الانتفاضة ودحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
رابعاً: من أجل انتزاع الديمقراطية لجماهير الشعب بعماله وفلاحيه ومثقفيه، حماة الوطن الحقيقيين وسياجه المتين.
أيها الرفاق الأعزاء:
من أجل هذه الأهداف الكبيرة، نتشرف بالتوقيع على ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، طالما فقدنا الأمل بوحدة الشيوعيين من فوق، بل نراها ممكنة وضرورة حياتية بين جميع قواعد الحزب وكوادره في كل مواقعهم وخصوصاً، أولئك الذين أُبعدوا دون وجه حق ولكنهم مازالوا يقبضون على الجمر.
تتجلى المبادىء الشيوعية في سلوكهم وعملهم وعلاقاتهم بالمجتمع. وما أحوجنا اليوم إلى الوحدة في ظل ما يتهدد وطننا من هجوم إمبريالي صهيوني يطالنا ويطال غيرنا من الشعوب على أيدي الفاشية البربرية الأمريكية، التي أعلنت حربها الكونية ضد الشعوب قاطبة، اسمحوا لنا بتوجهيه تحية إلى اللجنة المنطقية لحزبنا الشيوعي السوري في دمشق، على استضافتها حفل التوقيع على ميثاق الشرف.
إلى الأمام نحو حزب شيوعي سوري موحد وستبقى الشيوعية شرف العصر وضميره.
وشكراً..
كلمة الجزيرة ألقاها الرفيق سعيد دوكو:
*أنصار التوحيد الحقيقي كثر بين الشيوعيين السوريين..
أيتها الرفيقات والرفاق..
باسم اللجنة المنطقية لحزبنا الشيوعي السوري بالجزيرة نتوجه بالشكر للحضور جميعاً وللرفاق الذين حضروا لهذا اللقاء المميز حيث الحدث الذي نريده أن يكون نقطة البدء نحو هدف سام يطمح إليه الشيوعيون في سورية في جميع مواقعهم التنظيمية وغير التنظيمية، خاصة وقد أتعبهم جميعاً حالة الصراع الفكري والسياسي والتنظيمي والشكلي منذ سنوات طويلة. الصراع الذي قدم أفضل الخدمات لأعداء التقدم وأضعف فاعلية الشيوعيين وألحق الضرر بمجموع الحركة السياسية في البلاد، بل، وليس مبالغة إن قلنا إنه ألحق الضرر بمستوى تطور البلاد. وكتعبير عن رفض واقع الانقسامات في الحزب الشيوعي السوري ترك مئات من الشيوعيين الحزب في منظمة الجزيرة ويقدرون بثلاثة أضعاف العدد الموجود حالياً، كما تقلصت دائرة نفوذ منظمة الجزيرة على الأحداث، بينما لم يكن يمر سابقاً حدث إلا وكان لمنظمتنا دور بارز في معالجة الحدث.
نعم لقد أتعبهم جميعاً البحث عن الطريق نحو راية موحدة، راية تنظر بعيون بصيرة إلى الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي تمر به البلاد.
راية تلتصق بالواقع وتعبر عنه بواقعية وصدق متمثلة مصالح الجماهير الشعبية وسيادة الوطن. وطن حر وشعب سعيد. وتلك هي الترجمة الصحيحة للماركسية اللينينية.
أيها الرفاق والرفيقات.. كيف جرت الأمور في منظمة الجزيرة، هل سعينا نحو الانقسام أم ماذا؟
تضم منظمتنا حوالي 15 لجنة فرعية كانت تمثل مئات الرفاق وتمثل 36 مندوباً منتخباً لحضور المؤتمر المنطقي الذي كان مقرراً عقده في ظل قيادة الحزب ناهيك عن مندوبين ورفاق آخرين مازالوا موجودين عندهم ينتظرون إشارة منا.
ولكن الرفاق في قيادة الحزب وقفوا في وجه كل هؤلاء الرفاق ومنعوهم من حضور الكونفرانس، واعتبروهم خارج الحزب وقالوا: وضعوا أنفسهم بأيديهم خارج الحزب!! تلك الجملة التي أضافوها للنظام الداخلي دون مؤتمر تحت عنوان الفصل الجماعي للمنظمات. وجريمة هؤلاء الرفاق أنهم أرسلوا رسالة إلى القيادة طلبوا فيها وقف الممارسات التصفوية غير المنسجمة مع النظام الداخلي.
وهكذا أصبحنا أمام وضع صعب.
ما العمل؟ عقدنا مؤتمراً للمندوبين المنتخبين حسب اللائحة الانتخابية وانتخبنا لجنة منطقية أبدت استعدادها في بلاغها الأول حل نفسها إذا تراجعت القيادة عن إجراءاتها وعقدت مؤتمراً موحداً لشيوعيي الجزيرة وسارت في اتجاه الحفاظ على وحدة الحزب.
ولجنتنا المنطقية لا تدفع نحو الانقسام، الرفاق المنضوين تحت قيادة الطرف الآخر.
لكنها تستقطب المزيد من الرفاق يوماً بعد يوم بسبب موقف القيادة وممارساتها اللامسؤولة.
أنصار التوحيد الحقيقي كثر بين الشيوعيين السوريين وربما كانت مواقع البعض التنظيمية اليوم لا تشدهم نحو الميثاق وقد تؤخر مشاركتهم في هذا العمل التوحيدي لفترة!
لكن هذا الأمر لن يستمر فهم لابد مقبلون فبقدر ما يكون الميثاق فاعلاً في التوحيد وصادقاً في هذا النهج التوحيدي سيشد الرفاق ومطلوب منه أن يشد غالبية الشيوعيين إلى الوحدة. أمل الجميع.
أيها الرفاق: نعلم جميعاً أن الطريق طويل وشاق، ولكن توجد إمكانات ذاتية وظروف موضوعية، إن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا. إنها مهمة نبيلة وممكنة التحقيق رغم الصعوبات. وقادرون على التوحيد وما يلزم هو:
1. الاعتراف بضرورة وإمكانية التوحيد من قبل جميع الأطراف.
2. الاستعداد لتقديم تنازلات معقولة.
3. الاعتراف ومن الجميع بالمساهمة في الانقسام وتحمل قسط من المسؤولية عما حدث.
4. عدم وضع فيتو على أي طرف وجعل العلاقات والتنسيق والعمل المشترك بين القواعد مهمة مسموحاً بها.
مرة أخرى كل الشكر والتقدير لجميع الحضور الموقعين وللجنة المبادرة لتحقيق ميثاق شرف الشيوعيين السوريين.
وأملنا كبير بأن نتمكن من تحقيق خطوات جادة لتوحيد الشيوعيين السوريين.
كلمة دمشق ألقاها الرفيق محمد علي طه:
*وحدة الشيوعيين الضمانة الأساسية للنضال الوطني
من أين يبتدئ العشاق قصتهم
عذراً.. ففي خافقي النبضات ترتعد
الشعر في خاطري إبحار أشرعة
تسري مدى الموج دفاقاً وتتئد
هل يدرك الكره أن الحب ديدننا
بالحب تبقى قلوب الناس تتقد
إياك يا شعر.. إني غير مقتصد
من يبدع الحرف فياضاً .. ويقتصد
قالوا هو الشعر إشعاع، فقلت لهم
لو لم يكن جذوة العمال ينخمد.
ما قيمة الشعر إن أضحى صدى ترف
والناس يشكون حالاً ليس يحتمد.
يا إخوتي جوهر الإنسان منتفض عاف الكفاف.. تحدى الظلم مضطهد.
باسم دمشق التي رعت الخلايا الوليدة الأولى للشيوعيين السوريين.. نقول لكم أهلاً بكم أيها الرفاق، ويسعدنا ويشرفنا أن نحتضن هذا اللقاء الاجتماع الهام والذي سيكون حدثاً تاريخياً في مسيرة الشيوعيين السوريين.
إن تضحيات وجهد آلاف الشيوعيين منذ نشأة الحزب عشية الثورة السورية الكبرى وحتى يومنا هذا.. تنتصب أمامكم الآن حية تشحذ عزائمكم وتستحث هممكم مؤكدة فيكم الثبات على المبدأ والإخلاص في خدمة الشعب والوطن.. مكرسة في ضمائركم وسلوككم الأخلاق الشيوعية الحقيقية.
إن عيون الرفاق في مختلف تنظيماتهم وخارج التنظيم.. إن عيون الأصدقاء وسائر الوطنيين.. وقلوبهم تتطلع إليكم بترقب يحدوه الأمل تواكب لقاءكم الرائع هذا وأنتم تصدرون، وبكل الشعور العالي بالمسؤولية تجاه الوطن والحزب، ميثاق الشرف للشيوعيين السوريين.. الذي سيشد صفوفهم إلى وحدتهم التي طال انتظارها.. لتعيد للحزب عافيته وتعيده إلى جماهيره الكادحة وتعيد الجماهير إليه، لينطلق معها وفي المقدمة فعلاً، لتحقيق مصالحها وحقوقها وآمالها الوطنية والطبقية.
إن المهام التي سيتضمنها الميثاق ستكون ولاشك في مستوى طموحات شعبنا وفي مستوى الاستحقاقات التي يفرضها الواقع الراهن.. والمستقبل الذي نسعى ونعمل ليكون أفضل وأجمل..
ومعكم أيها الرفاق سنعيد لشعبنا ثقته بانتصار نضاله من أجل وطن حر سعيد متقدم.
إن العقبات والصعوبات كثيرة لكنها ستتهاوى أمام إرادتكم وعزيمتكم التي يلهبها حب الشعب والوطن.
أيها الرفاق، بلغة الحوار الرفاقي الديمقراطي المتحرر من كل أشكال المداهنة والنفاق والأنانية والنفعية والاستزلام والولاءات الفردية وعقلية الإقطاع السياسي والتنكيل والقمع وبعيداً عن تخاذل المتخاذلين والمحبَطين.. وضجيج المزاودين وترهل المتقوقعين الذين استحت عيونهم بعد أن ألقم فمهم وطاب مقامهم بعد أكل خبز السلطان.
بعيداً عن كل ذلك كله سيتابع الشيوعيون طريقهم الشاق الوعر.. لكنه المؤدي إلى الظفر والانتصار ديدنهم صدق القول والفعل..
إننا نستذكر اليوم وبكل الاحترام والإجلال تضحيات شهدائنا البواسل وبناة حزبنا الأوائل.. ونستلهم من ملحمة نضالهم الإرادة والتصميم على مواصلة النضال الوطني والطبقي.
نشد على أيديكم ومعكم لإعادة لحمة الشيوعيين، فوحدتهم هي الضمانة الأساسية للنضال الوطني الذي يخوضه شعبنا السوري.
إننا باسم منظمة دمشق.. منظمة العاصمة نتوجه بالشكر إلى كل المنظمات والرفاق الذين وقفوا معنا وأيدوا الشعار الذي رفعناه: لا انقسام ولا استسلام..
إني قرأت على العيون شعاركم قمم المصاعب تحت أقدام الشيوعي
فإلى الأمام أيها الرفاق الأعزاء
كلمة طرطوس ألقاها الرفيق عمر شتات:
*تطوير كوادرنا على أساس الكفاءات وليس الولاءات..
الرفاق والرفيقات: باسم اللجنة المنطقية في طرطوس نتوجه بجزيل الشكر والاحترام لكل من ساهم في إعداد هذا الميثاق لأنه بحق يعبر عن طموحات وآمال جميع الشيوعيين والوطنيين في هذا الوطن.
إن حزبنا يمتلك تقاليد عريقة وإرثاً نضالياً طويلاً في الدفاع عن الوطن وعن لقمة الشعب.
إن المهمة التي تنتصب أمامنا هي إعادة الحزب إلى الجماهير وتحقيق وحدة الحزب على أسس الماركسية اللينينية بعيداً عن الجمود والعدمية في الفكر.
إن احترامنا لتاريخ حزبنا ونضاله يدفعنا لأن نجسد الأخلاق الشيوعية في السلوك والممارسة وإعادة الاعتبار للروح الرفاقية في التعامل بين الشيوعيين وتطوير كوادرنا على أساس الكفاءات وليس الولاءات، وإطلاق المبادرات الخلاقة لتحقيق وحدة الشيوعيين الغالية على قلوب الجميع.
انطلاقاً من ذلك نعلن موافقتنا على كل ما ورد في ميثاق الشرف.
عشتم وعاش حزبنا الشيوعي السوري.
كلمة الرفيق د. غسان السباعي:
*لماذا لم تأتوا لتوقيع الميثاق؟
*لاانقسام بالقواعد إنما في الزعامات
ليس هناك جديد استطيع أن أحدث به، أنا شيوعي منذ عام 1954 ولا أزال شيوعياً وللأسف بعد الانقسامات أنا الآن في فصيل الحزب الشيوعي، فصيل يوسف فيصل، وأعتقد أنني سأُسأل عن حضور هذا الاجتماع وعن توقيع هذا الميثاق الهام، لماذا جئت إلى هذا المكان لتوقيع هذا الميثاق؟ وسأرد ببساطة: لماذا أنتم لم تأتوا إلى هنا لتوقيع هذا الميثاق؟
أيها الرفاق: منذ أول انقسام لم أشعر يوماً مع كافة الشيوعيين الذين أعرفهم، أن هناك انقساماً حقيقياً ضمن قواعد الحزب، ليس هناك انقسام بالقواعد إنما الانقسام في الزعامات فقط، ولا يوجد أي خلاف نظري أو فكري أو فلسفي إطلاقاً، عندما تلتقي بأي شيوعي، من أي فصيل كان لا يوجد أي خلاف على الإطلاق في أي موقف من المواقف، الكل وطنيون، ولكن بسبب من كانوا محترفين سياسياً بالحقيقة، ومن كانوا عالة على الحركة الشيوعية العالمية، هم الذين أوجدوا الانقسام، نحن جميعاً لم نكن منقسمين على الإطلاق، وأنا متفائل دائماً، سيكون هناك حزب شيوعي واحد لأنه حاجة طبيعية، وليس مزاج شخص أوقائد أوزعيم أو أمين عام. وشكراً.
كلمة الرفيق د. قدري جميل:
* «ميثاق الشرف» نقلة نوعية في حياة الحركة الشيوعية في سورية
ليس شرفاً عظيماً لنا أن نكون حزباً رابعاً أو خامساً لسلسلة الأحزاب التي تظهر بعد الانقسامات
* تعلمنا خلال ثلاثين عاماً فن الانقسام، أما الآن فيجب أن نبدأ تعلم فن التوحيد
القواسم المشتركة الدنيا للميثاق:
* عودة الحزب إلى الجماهير.
* الدفاع الجريء عن مصالح الجماهير
* التحالفات المبدئية مع الحفاظ على وجه الحزب المستقل.
* إيقاف مسلسل الانقسامات والعودة للوحدة وجمع الشمل.
* الأخلاق الشيوعية.
لن أطيل عليكم، بانتهاء هذا الاجتماع سينتهي عمل لجنة المبادرة، لتحضير ميثاق الشيوعيين السوريين، هذا الميثاق سيحمل اسم العديد من موقعيه الأوائل، لا أعرف كم عددهم ولكنهم بالمئات الآن اليوم نضع أساس نقلة نوعية في حياة الحركة الشيوعية في سورية، ميثاق الشيوعيين السوريين الموقع باسم المئات من الشيوعيين السوريين ملك لهؤلاء الشيوعيين، سيطلقون الميثاق ليلعب الدور المنوط به في توحيد الشيوعيين في سورية، هذه العملية من الواضح أنه سيلتحق بها المئات والآلاف من رفاقنا لاحقاً.
ما هي مهمتنا اليوم؟
أعتقد أن المهمة واضحة بالميثاق نفسه: تشكيل لجان من أجل توحيد الشيوعيين على كل المستويات. ما هو الأساس الذي يجب أن يقوم عليه؟ إنه مبدأ سيادة المؤتمرات، أي الديمقراطية الحزبية الكاملة.
سيادة المؤتمرات تعني في جوهرها نقل السلطة كاملة إلى القواعد، وسيادة المؤتمرات ليست مفهوماً جديداً، ولا بدعة، بل هي هدف طالما ناضلنا من أجله، وعملنا كثيراً في سبيله، وخاصة بعد المؤتمر السادس من اجل أن تصبح جزءاً من حياتنا اليومية.
اليوم يجب تثبيته نهائياً، هذا فيما يخص المستقبل. بعض الأسئلة التي طرحها صدور الميثاق والنقاش الذي دار حوله حتى اليوم:
أولاً: ما هو الميثاق؟
الميثاق ليس برنامجاً سياسياً فكرياً، ليس نظاماً داخلياً، الميثاق هو مجرد إعلان نوايا من قبل الموقعين عليه، إنهم سيعملون انطلاقاً من هذه اللحظة، من أجل وحدة الشيوعيين السوريين، هذا العمل لابد أن يشق طريقه عبر الحوار، فلقد تعلمنا من خلال ثلاثين عاماً فن الانقسام، أما الآن فيجب أن نبدأ تعلم فن التوحيد، وتعلمه أصعب من تعلم فن الانقسام. لأن الانقسام تهديم والتوحيد بناء، والبناء دائماً أصعب من الهدم.
إذا كنا واسعي الصدر والأفق، واستطعنا دائماً من خلال النقاش والحوار أن نجد القاسم المشترك الأدنى فيمكن أن نصل إلى نتيجة.
الميثاق بجد ذاته هو قواسم مشتركة دنيا، الميثاق فيه خمسة قواسم مشتركة دنيا،
القاسم الأول: عودة الحزب إلى الجماهير.
القاسم الثاني: هو الدفاع الجريء عن مصالح الجماهير
القاسم الثالث: هو التحالفات المبدئية مع الحفاظ على وجه الحزب المستقل.
القاسم الرابع: هوإيقاف مسلسل الانقسامات والعودة للوحدة وجمع الشمل.
القاسم الخامس: هو الأخلاق الشيوعية.
إن أهم ما اهتز خلال الفترات الماضية هو منظومة الأخلاق الشيوعية، التي بدونها لامعنى لأي حوار، ولا معنى لأي اتفاق فكري وسياسي، هذا هو الحد الأدنى الذي توقف عنده الميثاق، ولكن هذا الحد الأدنى، كما تبين، يستطيع أن يجمع الشيوعيين وأن يحول مجموع الموقعين على الميثاق اليوم إلى تيار جارف، يجمع الشيوعيين كلهم.
السؤال الثاني: هل هناك إمكانية لتحقيق هدف الميثاق؟
وحدة الشيوعيين السوريين كانت دائماً ضرورة، هذه الضرورة لم تتحقق خلال الثلاثين عاماً الماضية، كان يتحقق عكسها، وحدة الشيوعيين السوريين كانت دائماً رغبة عند الشيوعيين. هذه الرغبة لم تتحقق؟
لماذا، وماعدا مما بدا؟ ما الذي تغير اليوم؟
نعتقد أن الواقع الموضوعي كان أقوى من الرغبات خلال الثلاثين عاماً الماضية، كان معاكساً لرغبة الشيوعيين السوريين.
اليوم، نحن وكل العالم في لحظة انعطاف. وهذه اللحظة تحمل دلالة هامة، وهي أن الواقع الموضوعي، لأول مرة منذ عقود يتطابق اتجاهه مع اتجاه رغبة الشيوعيين السوريين، مع اتجاه الثوريين بشكل عام في العالم كله. هناك انعطاف في الحركة الثورية العالمية، ولهذا الانعطاف تباشير وملامح بانت اليوم، لذلك فإن إمكانية تحقيق وحدة الشيوعيين السوريين اليوم أصبحت إمكانية واقعية، إمكانية حقيقية، يمكن أن تجري على أرض الواقع، لكن لن تجري وحدها، بل تحتاج إلى عمل وتحضير ونضال.
ـ من الذي سيقف ضد هذه الوحدة؟
كل من ليس له مصلحة بهذه الوحدة.
كل من استفاد من الانقسامات، الذين استفادوا من الانقسامات هل يستطيعون إعاقة الوحدة؟
لانعتقد، لأن الوحدة تمثل مصالح آلاف وعشرات الآلاف من الشيوعيين السوريين، وأولئك الذين لا يريدونها يتحولون يوماً بعد يوم إلى فئة معزولة وقلة قليلة.
ـ هل هذا الميثاق مرتبط باسم أحد؟
أحد مشاكل فن الانقسام، أن كل لحظة انقسام رُبطت بشخص، لعل أحد أشكال فن التوحيد اليوم هو أن التوحيد يجب أن لا يرتبط باسم أحد.
التوحيد يجب أن يرتبط باسم الشيوعيين ككل، وهذا الشيء الجديد الذي نريد أن نضيفه، إلى تاريخ حركتنا مستفيدين من كل تجربة الماضي.
ـ هل ميثاقنا يسعى إلى تكوين حزب جديد إلى جانب الأحزاب الموجودة؟
حتماً لا، نحن نسعى إلى بناء حزب شيوعي من طراز لينيني جديد، ليس إلى جانب الأحزاب الموجودة، ثالث أو رابع، بل حزب موحد مكان جميع الأحزاب الموجودة، هذا ما نسعى إليه.
ليس شرفاً عظيماً لنا أن نكون حزباً رابعاً أو خامساً في سلسلة الأحزاب التي تظهر بعد الانقسامات، ولو كانت القضية هكذا، لكان كل موضوع الميثاق هذا، لا حاجة إليه، ومن الناحية الشكلية كان ممكناً أن نفتح «دكانا» مباشرة بعد المؤتمر التاسع وأعني هنا الرفاق الذين اضطُهدوا أو نكل بهم، ولكن ما يهمنا هو مصلحة الحركة، مستقبل الحركة.
لذلك فإن الرفاق الشيوعيين مارسوا أكبر قدر من ضبط النفس، وضغطوا على جراحهم، واستمروا في العمل المبدئي تحت شعار (لا انقسام ولا استسلام) وما نراه اليوم أحد نتائجه.
القيادات المتمتعة بروح انقسامية تنعزل يوماً بعد يوم ولن يكون أمامها في النهاية إلا خيار اللحاق بهذا التيار أوالسقوط نهائياً من الحياة السياسية.
ـ لماذا نتحد من تحت وليس من فوق؟
هناك من يسأل قائلاً من المحتمل أن جماعة (فوق) لن يرضوا وبالتالي سنواجه واقعاً جديداً موضوعياً ورغماً عنا نقوم برد فعل ونشكل حزباً جديداً.
لا أيها الرفاق، أولاً: هل هناك فرصة للوحدة من فوق؟
انتظرنا ثلاثين عاماً، ولم يتم ذلك.
ـ هل نمتلك إمكانية أن نمارس الترف وننتظر ثلاثين سنة أخرى للوحدة الآتية من فوق؟
الواقع والوضع لا يسمح لنا بذلك، يجب أن نضغط من «تحت« لتحقيق الوحدة، إذا التحقت القيادات أهلاًَ وسهلاً. وإذا لم تلتحق فإن الحياة والواقع سيجد الحلول الملموسة لهذا الموضوع. هناك سؤال يطرح علينا للتشكيك بمصداقية الرفاق الذين عملوا من أجل الميثاق:
ـ لو كانت نتائج المؤتمر التاسع غير ما كانت عليه، أكنتم ستقومون بهذه الخطوات؟
أجيب بسؤال معاكس: نتائج المؤتمر التاسع لماذا كانت (هكذا)؟
لو لم يكن الرفاق الحاضرون هنا (هكذا)، أكانت نتائج المؤتمر التاسع (هكذا)؟!!
يريد الميثاق إطلاق الحوار، ليس من أجل الحوار، بل من أجل الوصول إلى حزب موحد، إلى وحدة إرادة وعمل.
بعد التضييق على الديمقراطية داخل أحزابنا أصبح الحوار بحد ذاته أملاً عند الشيوعيين ورغبة دائمة ولكن الحوار ليس هدفاً بحد ذاته.
الحوار وسيلة للوصول إلى هدف.
نحن نفهم تماماً أنه كلما توسعت الديمقراطية ازدادت هيبة المركز، وبالمقابل، كلما تراجعت الديمقراطية، تفتت المركز.
هناك أناس يعتقدون بأنهم كلما أضعفوا الديمقراطية وقووا سلطة المركز ازدادت قوتهم إلا أن الحياة أثبتت العكس، الديمقراطية الواسعة هي التي تؤمن سلطة المركز.
في الحزب الشيوعي، في نهاية المطاف، لا يوجد مثقفون وغير مثقفين، إذا كنا لينينيين في طرح الموضوع.
وبرأي لينين، ومن ثم الذين أتوا بعده، كل شيوعي مثقف. «غرامشي» يرى أن كل شيوعي يعمل من أجل نشر فكرة حتى لو لم يكن يملك شهادة محو أمية مثقف، والمتعلم الذي يملك شهادة الدكتوراة، إذا لم يحمل قضية يدافع من اجلها وينشرها، ليس بالمثقف.
لذلك كل الشيوعيين مثقفون، الشيوعيون المناضلون. أقل العمال تعليماً هو ا هم من اكبر المتعلمين ثقافة إذا لم يكن لهذا المتعلم علاقة بالحركة الاجتماعية ولا يؤثر بالمجتمع.
لذلك نحن لسنا مع خلق تناقض مصطنع داخل الحزب بين المثقف وغير المثقف. فما دام الشيوعيون دخلوا الحزب على أساس النظام الداخلي والتزموا على أساسه، فهم سواسية.
ليس هنالك شيوعي يمثل الطبقة العاملة داخل الحزب، وآخر لايمثلها، هذه الروح الشعبوية كانت بعيدة جداً عن فكر ماركس وأنجلز ولينين. كل الشيوعيين من المفروض أن يكونوا ممثلين لمصالح الطبقة العاملة.
هذه الروح تضر بالحزب وتنقل الصراع الطبقي من المجتمع إلى الحزب بينما مهمة الحزب تشديد وتطوير الصراع الطبقي في المجتمع.
وهذه اللعبة لعبها بعض الانقساميين تاريخياً وهي إحدى الدروس التي يجب الإفادة منها.
ـ ما هي الخطوات التالية؟
الخطوة التالية هي أن ننهي اجتماعنا وقد قارب على الانتهاء ولننطلق للعمل من أجل أن يتحول هذا التيار إلى تيار جارف، يوقع على هذا الميثاق الألوف وعشرات الألوف من الشيوعيين، وهذا ممكن وليس مبالغة، وأن ننتقل إلى العمل الملموس لتشكيل لجان توحيد على أرض الواقع، وهي تتشكل، بل تشكلت قبل اجتماعنا.
ونحن بذلك نُقر أمراً واقعاً موجوداً في المنظمات، وهو تشكيل لجان توحيد، بين الشيوعيين، هذه التجربة يجب تعميمها، وتسريعها وقضية الميثاق ستنتصر حتماً. وشكراً لكم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 171